[align=center]الــــــخــــــــطـبـاء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أيها السادة الكرام

في منتدانا الطيب
بعد السلام

وفائق الاحترام

مساء الخير

ثم أما بعد :

طرح موضوع الخطباء في هذا المنتدى أكثر من مرة وفي غير ما مناسبة وكان الحديث في غالبه

منصبا على اشخاص بأعيانهم مدحا او ذما او تصويتا للخطيب الأفضل بنظر المصوت ، ولست هنا

ضد مثل هذه الأفكار اذا كانت في حدود الأدب بعيدا عن اللمز والهمز ويقصد من خلالها الى

التشجيع ودفع الخطباء لبذل المزيد والحرص على التطوير والتجديد والترقي في مدارج الكمال

خصوصا اولئك الذين عندهم القابلية لهذا الشيء والقدرة عليه من خطبائنا .

على كل حال لست هنا اريد الحديث عن خطباء رفحاء خصوصا وان كنت أقول : نحن في رفحاء

افضل حالا من غيرنا بكثير والخطباء الموجودون يتمتع غالبهم بوعي وفصاحة وحسن اختيار

للمواضيع وفكر متزن ونظر للمصالح والمفاسد ومراعاة لأحوال الناس .

الذي أريد الحديث عنه هنا هو الخطابة بوصفها نوعا من انواع الأدب العربي وذكر بعض الحقائق

حولها وذكر بعض مايظنه بعض الناس ضروريا لنجاحها وهو ليس كذلك او العكس فأقول :

من الحقائق التي ينبغي ان تذكر هنا هي ان الخطابة موهبة بالدرجة الأولى فكما أن هناك من لديه

موهبة الشعر وآخر لديه موهبة الخط فكذلك هناك من لديه موهبة الخطابة وأهم مقومات هذه

الموهبة أو أهم أركانها في نظري خمسة أمور :

1/ القدرة على التعبير وانطلاق اللسان بالكلام

2/ الفصاحة

3/ الجرأة

4/ جهورية الصوت

5 / طرقة الإلقاء

لا أريد التفصيل في هذه الأمور حتى لايطول الكلام ولكن لابأس بتعليق بسيط حولها ، فمن لم يكن

قادرا على التعبير فكيف ينشيْ خطبة ؟ ومن كان به عيّ في لسانه فكيف يلقيها بعد إنشائها ؟ وكذلك

من كان قادرا على التعبير ولسانه منطلق لكنه غير جريء ولايملك الشجاعة ليقف أمام الجمهور فلا

يمكن أن يكون خطيبا ومثله من كان خفيض الصوت أو في صوته مايجعله غير واضح لدى

المستمعين وكذلك طريقة الإلقاء فإنه ربما توافرت في بعض الأشخاص كل تلك المقومات إلا أنه

لايحسن الإلقاء فيكون بذلك قد اخل بمقوم مهم من مقومات الخطابة .

أيها السادة : وإذا قلنا ان الخطابة موهبة تولد مع الشخص فلا يعني هذا أن من لم تتوفر فيه هذه

الموهبة فليترك لأننا لو فعلنا هذا لخلت المساجد من الخطباء فإن من تتوفر فيهم هذه الموهبة

بمقوماتها قليل وهذا يقودنا الى حقيقة اخرى وهي أن الخطباء الذين توفرت فيهم هذه المقومات على

مر التاريخ معدودون ولم يجد الزمان باالكثير منهم فعرف التاريخ سحبان وائل وابن الجوزي وثابت

بن قيس وغيرهم ومن الأنباء عرف شعيب عليه السلام بأنه خطيب الأنبياء ، فإذا كان الأمر كما

ذكر فمن الشطط أن نطلب خطيبا تتوافر في كل المقومات لأن هذا شيء عسير لكن ان وجدنا من

كان كذلك فنرحب به ومن كان فيه بعض المقومات فيسد بابا ويقف على ثغر وهو مشكور ، ولست

أدافع هنا عن بعض من نسمع عنهم ممن ارتقى مرتقى صعبا عليه او ولج بابا لايحسنه حتى صار

موضعا للسخرية وجالا للتندر كلا فهؤلاء ينبغي أن يفسحوا المجال لغيرهم .

سادتي الكرام : ومن نافلة القول أن من لديه موهبة الخطابة فإن الدورات وتطوير الذات يزيد

صاحب الموهبة جمالا ويرتقي بها عاليا وكذلك فإن من لم تكن لديه تلك الموهبة فإن دخوله لمثل

هذه الدورات سيتقدم به شيئا قليلا لكنه لايصنع منه خطيبا .

يا أيها السادة : هل الارتجال والخطبة بدون ورقة شيئا ضروريا في نجاح الخطبة ؟؟

من وجهة نظري كلا فإن هناك من يخطب بورقة مكتوبة فيشد الحاضرين ويشنف اسماعهم وهناك

من يخطب ارتجالا فيقول : الحاضرون ليته سكت .

وفي مجال التجربة رأيت خطيبا يحضر عنده الناس ويحبون خطبه وهو يخطب بورقة حضرت

عنده مرة وقد خطب ارتجالا فكانت خطبته مملة حتى بدا الملل في وجوه الحاضرين فتحركاتهم لكنه

كان لبيبا فلم يعد لتلك التجربة وهو من الخطباء المعروفين على مستوى المحافظة .

وآخر كان قادرا على الكلام ويخطب ارتجالا وفي ورقة يعلق على مواضع منها ارتجالا احيانا ولم


أره خطيبا منذ وقت بعيد الا أنه ومع جرأته وقدرته على الكلام وقدرته على الارتجال لم يكن كلامه

مرتبا ولم يكن لديه مخزون ثقافي وكان اسلوبه ركيكا وإلقاؤه ضعيفا فما كنت احب الحضور عنده .

وملاك هذه المسألة أن من يستطيع الخطابة بدون ورقة ولديه قدرة على التعبير واسلوب جذاب

وإلقاؤه جيد ولديه مخزون ثقافي من آيات قرآنية وأحاديث نبوية وقصص وأشعار فالأفضل له أن

يخطب بدون ورقه ومن لم تتوفر فيه هذه الأشياء فإياه أن يترك الورقة وليحرص على المقومات

الأخرى لنجاح الخطبة ، ولم أر فيما رأيت من توفرت فيه هذه المقومات من خطباء المحافظة الا

خطيبا واحدا وقد ترك المحافظة منذ زمن ، هذا مع كونه يخطيْ في النحو كثيرا .

بقي أمران أريد التنبيه عليهما مع أن الموضوع طويل ويحتاج الى بسط اكثر :

الأول : هو استخدام بعض الكلمات العامية في الخطبة فإني أرى أن هذا امر حسن ويساعد في فهم

الخطبة عند الكثيرين من العامة كما انه يشد من كان شاردا منهم وهذا اعني ادخال بعض الكلمات

العامية ليس محرما ولا مكروها بل انه بعض الأحيان يكون ضرورة لكن على الخطيب ألا يتمادى

في ذلك ولكن يكون ذلك بحسب الملح للطعام لأن في الفصيح الدارج والمعروف عند عامة الناس

غنية .

الثاني : هو انه ليس ثم ارتباط بين الخطيب والفتوى فقد يكون الرجل خطيبا ويستطيع ان يحضر

موضوعا ويخطب فيه ولا يلزم من ذلك ان يكون عالما أو مفتيا وهذا امر واضح لمن له ادنى مسكة

من عقل لكن كثيرا من العامة لا يستطيع التمييز في ذلك وعلى الخطيب الا يستحيي من تبيين ذلك

إذا لم يكن طالب علم او سئل عن شيء لايعلمه

الموضوع طويل لكن هذا ما سمح به الوقت وفاض به الخاطر


وتقبلوا تحيات نفح الطيب [/align]