السلام عليكم

اسعد الله اوقاتكم بكل خير

لا نريد ان تمر علينا القصص دون تفكير عميق في كل ابعادها ، وهذه القصة التي سأرويها لكم ثم نفكر في بعد واحد من ابعادها الغير ظاهر

يروى أن المحلق كان من ابخل العرب ولديه ثمان بنات ولم يتقدم اي شخص لخطيتهن وذلك لكره العرب الزواج من بنات البخيل ومضت السنوات فثقل على المحلق بقائهن في بيته دون زواج (ربما انه نظر لها من زواية اقتصادية ايضا) فاخذ يبحث عن حل لمعضلته فأشاروا عليه (وقيل ان زوجته هي من اشارت عليه بالرأي) بأن يدعوا الشاعر الأعشى (صناجة العرب) ويكرمه ويبالغ في اكرامه علّه ان يمدحه فيتزوج الناس بناته

وبالفعل قام المحلق بدعوة الاعشى وذبح له بعيرا وكساه واعطاه دنانير فمدحه الاعشى بابيات منها

لعمري لقد لاحت عيون كثيرة إلى ضوء نارٍ باليفاع تحرق


تشب لمقرورين يصطليانها وبات على النار الندى والمحلق


انتشرت القصيدة بين العرب وفي غضون سنة (وفي بعض الروايات شهر) زوج جميع بناته الثمان

تناقل العرب قديما وحديثها هذه الرواية فهي تخدم طبقات كثيرة فالشعراء يرددونها لتبرهن اهمية الشعر ودوره الاعلامي وطبقة اخرى ترددها لتبرهن على اهمية الكرم عند العرب وغيرهم وغيرهم

اذا افترضنا صحة القصة فهي تدل على سذاجة العرب مع احترامي الشديد

اذ ان الحقائق لم تتغير فالمحلق بخيل ولم يتغير شيء سوى بيت قيل فضحك على عقول العرب وسرعان ما تزوجوا بناته

هذه مقدمة لأدخل الى موضوع اخر سأتكلم عنه لاحقا