تعال نتأمل !!!!!!!

أيها السادة الكرام

في منتدانا الطيب

بعد السلام

وفائق الاحترام أقول :

عدت لتوي من مكان الحادث المريع الذي تعرض له الأستاذ / عبدالرحمن ضحوي ـ رحمه الله ـ وعائلته ظهر هذا

اليوم وتوفي فيه مع زرجته وابنته رحم الله الجميع .

لقد كان منظرا فظيعا بكل ما تحمله هذه الكلمة ، إنما هي أكوام حديد محترق بالكاد تتعرف على نوعية

السيارات .

جاءنا الخبر ونحن جلوس في الدرس الأخير عندما دخل نواف فقال : تعرفون فلان قلنا : نعم قال : لقد توفي ـ رحمه الله ـ وقع الخبر

على الحضور كالصاعقة ليس استبعادا للموت ، ولكن لأنه جاء فاجأة بدون مقدمات .

قال أبو عناد وأبو يوسف : البارحة كان الرجل معنا في الاستراحة ، هل أنت متأكد يانواف .

قال نواف : هذا ما جاءني وسأتأكد ، أجرى نواف الاتصال فصدق الخبرُ الخبرَ .

قال الجميع : رحمك الله يا عبدالرحمن وتغيرت الوجوه وفارق الجميع المكان .

لم أعرف عبدالرحمن ـ رحمه الله ـ عن قرب وإنما كنت أراه احيانا وتعاملت معه في بعض الأمور

فكان ـ رحمه الله ـ خلوقا وطيبا وصاحب دين ، هاتفي قبل ثلاثة أيام تقريبا وطلب مني شيئا أجبته فيه وكان

أثناء المكالمة يمزح ويضحك ويقول كلاما طيبا .

يا ايها السادة الكرام : مضى بعد ذلك عبدالرحمن عندما جاء الأجل وانقضى العمر بصحبة زوجته وبنته اسأل الله أن

يجمعهم في الجنة .

نحن يا أيها السادة الكرام على سفر ويشك للمسافر أن يصل مهما تطاول سفره :

فاقضوا مآربكم عجالى إنما ........ أنتم على سفر من الأسفار

نحن قبل فترة وإلى الآن نتصيد أخبار أخ لنا أجرى عملية وكان مريضا وندعوا له بالشفاء ولازال على حاله

فنفجع بمن كان صحيحا لا يشتكي من علة :

وكم من صحيح مات من غير علة .......... وكم من سقيم عاش حينا من الدهر

ألا تكون مثل هذه الحوادث موضع عبرة وتذكر ، والله لا تستحق هذه الحياة منا كل هذا الهم والكدح من

أجلها ، هي وإن طالت قصيرة ، مسكين ابن آدم إنما هو مخلوق ضعيف تؤذيه البقة ، وتقتله الشرقة ، ومهما عاش

فهو أسير عمر يسير .

( يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار ) فخذوا من التي تفنى للتي تبقى ، وتزودوا من

الدار الدنيا للدار الأخرى واعلموا أن ملك الموت الذي تخطاكم إلى غيركم سيتخطى غيركم إليكم .

لو تأخر عبدالرحمن دقائق لعاش ربما حينا من الدهر ، وكذلك لو تقدم لكن القدر إذا حضر عمي البصر ، هي آجال

مكتوبة ، وساعة محتومة لايستطيع الإنسان أن يتأخر عنها ولا يتقدم : ( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون )

رحمك الله يا عبدالرحمن ، اللهم لاتحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر له ولأهله يا أرحم الراحمين