[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

أحبتي أعضاء وزوار المنتدى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة وبعد :

حين يكون المرض علاجآ .. ممنوع دخول العزاب ..[/align]


[align=justify]رأيته في مجلس مكتظ بالناس ، مطأطئ الرأس ينظر إلى يديه ويحرك أصابعه رفعآ وخفضآ ، ترى مالذي يجول بخاطره فهو في واد ومن حوله في واد آخر ، قلت : لعله يراجع حساباته وشركاته ومساهماته ، أو لعله يحسب كم بقي شهر على القرض الذي أخذه من البنك ، أو على السيارة التي استدانها من أحد المعارض .. ولعله ولعله ، وهو على حاله تلك غارق في تأمل عريض ليس له ساحل ، قطعت عليه حبل أفكاره فناديته : فلان فلان فلم يجب إلا متأخرآ ، مابك مالذي أصابك فيم تفكر ؟ تبسم وقال : لاشئ ، وبعد إصرار وإلحاح وافق على الإجابة وأي إجابة !! قال وبكل عفوية : أحسب موعد الدواء لزوجتي المريضة ، كي تشربه فهي مريضة منذ فترة وأنا أتعاهدها ، وأخذ يحدثني عن بطولات ومواقف له معها .. كيف أنه يسهر لتنام ويتعب لترتاح ، هو يتحدث وكأني أنظر إلى عملة نادرة أو كبريت أحمر ، فلاح لي أنه كسب الخير المتمثل في قوله صلى الله عليه وسلم : (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) هذه المعاني السامية وتلك الأخلاق النبيلة بين الزوجين ، تظفي جوآ نقيآ من الألفة وترسم لوحة فنية لدوام المودة ، فالعلاقة هي تكامل وترابط وتلاحم كل ينظر للآخر على أنه جزء منه لاينفك بأي حال من الأحوال كي يكتمل البناء ، ومن تأمل التعبير القرآني يجد أن الله تبارك وتعالى عبر بالزوجة على أنها سكن ومعروف أن السكن يحتاج إلى رعاية وصيانة ليبقى نظيفآ وأنيقآ وهذه مهمة الزوج ، كما أن من معانيه الدفئ والراحة والسكون وهي مهمة الزوجة ، ولعل هذا الشعور المتبادل يقضي على كثير من المشكلات والأزمات التي لايخلو منها أي بيت ، في حين أن البعض اعتاد على أن يكون مفعولآ لأجله قد نصب نفسه عاليآ عن المسؤولية وبالمقابل كتب على الزوجة النصب والتعب ، ولم يكلف نفسه أن يكون فاعلآ في بيته وأسرته خصوصآ مع زوجته أم أولاده ، وهو يدعي الرجولة ويظن أنها تنافي ذلك كله وماعلم ذلك المسكين أنها تنادي بذلك كله ، ولنا في رسول الهدى أسوة .. قام صاحبي من عندي ، سألته : إلى أين ؟ فقال : حان موعد الدواء كي أسقيه زوجتي .[/align]