السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....... أسئل الله سبحانة أن يكون عام خير وبركة
القبيلة ... والدرر المنسية .... وإستراتيجية الطبقة الماسية ...

منذ فجر الحياه البشرية عرفت القبيلة على أنها نمط أجتماعي وكيان مستقل ذو ركائز ثقافية وسياسية وأيضاً أقتصادية مستقلة فالمحاور الثلاثة مجتمعه جعلت من القبيلة مركز للاستقرار والقوة .... فمنذ شروق شمس الاسلام في الجزيرة العربية ذات المجتمع القبلي أضفى عليها نوع من القدسية الاجتماعية فكانت الوفود القبلية تجتمع بالرسول صلى الله عليه وسلم .... نيابة عن أفرادها فمنهم من دخل الاسلام ومنهم من دفع الجزية ومنهم أيضاً من وقف موقف عداء ... أبان تلك الحقبة وتلك إشارة رغبت بإضهارها للأعتراف الضمني بدور القبيلة ...!
بيد أن تميز المجتمع القبلي بصفات لا تخفى على القارئ من شهامه وكرم وشجاعة وتلاحم إلا أنه يعاب على القبيلة كما يقال من البعض النزعة العنصرية من قبل الطبقة الماسية بنوع من التهويل ....! فأضعف منها ...! فالولاء القبلي قضى عليه الولاء الأيدلوجي من قبل الطبقة الماسية التي صعدت عليه ففي الماضي كان أبناء القبائل هم المعول الرئيس في نشر المفاهيم ... وساروا مع الركب الذي ما فتئ أن عزلهم ...! وقد لعبت الحدود السياسية للدول دوراً أخر في إضعاف سلطة القبيلة - فإلى عهد قريب وتحديداً أبان قيام الحرب العراقية الايرانية كان البدو يتنقلون من دون عائق عبر الصحاري وكانت كوفية عليها عقال وبضعة قطعان من الإبل والأغنام تكفي لعبور الحدود المرسومة في الرمل من دون حواجز. ولكن الحرب بين إيران والعراق أطلقت رصاصة الرحمة على نمط الحياة التقليدي لبدو هذه المنطقة. خوفاً من المتسللين الإيرانيين-.
ومع تصاعد المداخيل النفطية وانهيار النظام الإقتصادي القبلي القائم على ما يشبه الإكتفاء الذاتي أصبحت القبائل ورجالها مرتبطين بشكل مباشر به وأكثر اعتماداً على موارده وهكذا تمّ إنضاب سلطة القبيلة سياسياً وتدمير اقتصادها الرعوي فأضحت القبيلة سجينة لهجر تنتظر السحاب الممطر أو الهبات الغير المنتظمة التي قد لا تأتي مما أدى إلى نضوب مواردها وفقدت بتلك ميزة البحث الفطري ( الترحال )... وفقدت بهذا عنصر أخر من قيمتها ...! مما لا شك فيه أن نظام القبيلة القيمي قد تغيّر بفعل عوامل التحديث الاقتصادي. فالتعليم والإعلام والخدمات الإجتماعية والمواصلات وشيوع أجهزة الإتصال سببت انقطاعاً لم تدرك أبعاده كاملة بشأن الولاء السياسي القبلي والتميّز اللغوي والثقافي للقبيلة بل ربما أدى الى ما هو أبعد من ذلك وهو نسيان تاريخ القبيلة ورموزها وتراثها السياسي خاصة بين تلك القبائل التي تمتعت في الماضي بمثل هذا التراث. ... لم يعد شيخ القبيلة يحظى بالإحترام الذي كان يتمتع به بين أفرادها ولم يعد يلعب أيضاً دوراً مهماً لخدمة أبناء القبيلة أو يتحمل مسؤوليات ذات أهمية بشأنها سواء في حل الخصومات او أغيرها . باختصار أصبح دوره احتفالياً لكنه قابل لأن يتفعّل إذا ما أُتاحت الظروف لذلك.
نعود للطبقة الماسية ... والذين تمرسوا بأمور التجارة والصناعة والزراعة والفكر الخلاق وليس لديهم عصبة منيعة فقد كانوا صيداً سهلاً لنزعات وطموحات القبائل ... فالنزعة الرأس مالية المتجذرة فيهم يفتقدها البدوي والذي يؤمن هو بالملكية الجماعية ( المبدأ المالي بالاشتراكية فقط ) فلن تجد عبر العصور الماضية بدوياً جائعاً لأن الرقابة المتمثلة بشيخ القبيلة على جماعته تمنع سهام الجوع من أن تعبث بجسد أحد أفراد قبيلته ...!
الغريب في الامر فبالرغم من نعت القبيلة بصفة العنصرية وجعل تلك الصفة خنجر للطعن فيه للأجهاز عليها عبر أستغلال المفهوم الأيدلوجي تراجع أبناء القبائل عنها بالأعتقاد العقائدي مع أنهم هم من كانوا الاداة الفعلية في نشر جملة مفاهيم المنظرين من الطبقة الماسية ...!
إلا أنه في الزمن الحاضر يلاحظ بعد تمكن تلك الطبقة وقوتها بالارتكاز على بعض المفاهيم التي أدت إلى ضعف دور القبيلة قامت بتأصيل العنصر المُعاب فيه على القبيلة بطريقة مبرمجة ( العنصرية ) فأن أتجهت نحو الشرق تجدتهم في جميع مشارقة وأن أتجهت للقمر تجدهم مسيطرين على منازلة ... ولا يسمحوا لغيرهم بالاقتراب مسيطرين على الجهات الاربعة بروح عنصرية مقيته ....! وإذا ما كانت الممارسات الخاطئة صاعقة البطلان وغير قابلة للتغطية بمشروعية أيدلوجية تخفي تحتها النزعة المناطقية في تولي الامور ....! فالعدل والتوازن في كل شيء هدف منشود أتمنى تحقيقة ....!
الشيء المدهش في الأمر .... فمنذ أن حدثت المأساة تلك عبر النجاح في تفكيك مقومات القبيلة عندها أختفى معها أخر صرخات الاستجداء في نقل المعاناه ...! فالتاريخ يخبرنا بقدسية أسلوب الاستغاثة عبر هندسة الكلمة وتوظيف الجمل لتحمل المعنى المراد إيصالة ( الشعر النبطي ) كما حدث في قصة المرأة التي تكاد أن تكون معروفة للجميع عندما أستنجدت بأحد شيوخ القبائل العربية لضر أصابها وسأل أحد مستشارية ببيت قصيد جاء فيه (( وش هقوتك مداد من نقرة ايوب .... تلقاة مايمسي شمال الغزاله )) والاخيرة موطن تلك المرأة ..... ألخ فرد عليه بأن المسافة تقدر بمسيرة (15) يوماً عندها تشهد ومات على " مركاه " من " القهر " ....! لعجزة عن نصرتها في حينه ...! فكانت القصيدة ذاك الزمن هي الوسيلة لنقل الاخبار بمثابة الاعلام في الدول الصليبية اليوم التي يتمتع هذا الجانب لديها بالمصداقية التي نحن نفتقدها ....! فالحمد لله بعد سيطرة الطبقة الماسية على المنابر ومنها منابر الاعلام فمن صدق الاعلام لدينا وولعه أصبحنا خبراء ونعلم ما يحدث من صراعات عشائرية في ( رواندا ) و بأخبار الحرب الأهلية في (ليبيريا )!! وفي الدفاع عن ( فطاني ) في جنوب تايلند!!، وعن الصراعات القبلية في دار فور أما الأهل والأقارب وعظام الرقبة فلا خبر جاء يخبر عن معاناتهم في هجرهم وقراهم ولا حي نزل من عليائة يتفقدهم منذ نصف قرن مضى ...! وليس من المعقول نصف قرن لم يجد الوقت الكافي ليتفقد أحوالهم أو على الاقل يتقصى هل هم فعلاً أحياء يرزقون .....!!!! أم أن الاعلام لا يظهر تلك الزيارات التفقدية ...؟؟!! وكما أسلفت فالقضية تتجاوز حدود اللامعقول... ولا داعي لأن نعيد التأكيد على عدم مشروعية ( الزعل ) فالحق أحق أن يحق والدفاع عن ذوي الماضي العريق الذين اليوم أضحوا فقراء قابعين تحت خيوط بيوت الشعر وتحت أكواخ الصفيح أو تحت أسقف خرسانية متهالكة لا يجدون أضحية ولا ثوب للعيد فاقدين لأبسط الخدمات في هذا الشتاء المؤلم هو أمر أكثر قدسية ومهابة وإحترام من الدفاع عن المسؤل ؟... أم أننا نرفع الآذان ساعة الضحى فوق الاشهاد لنصلي صلاة الغائب على كل المسئولين ؟ .... وعلى الخير نلتقي .... والسلام ،،،

ملاحظة : بسبب الظروف المناخية فقد تجمدت أجزاء ..... فالموضوع سبق نشرة كاملا في مكان ما ...؟
عفوا .... أتشرف بالاضافة من الجميع والأولوية لمن سقط رأسة عند قصيمة رمث ..... والسلام ،،،