^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
[align=center]قدم رجل الى بغداد للحج ,وكان معه عقد يساوي الف دينار ,فاجتهد في بيعه[/align]
[align=center]فجاء الى عطار موصوف بالخير ,فاودعه اياه ,ثم حج وعاد فاتاه بهديه فقال له العطار [/align]
[align=center]العطار : من انت ؟ ! ... وماذا هذا ؟!
انا صاحب العقد الذي اودعتك اياه .
فما كلمه حتى رفسه رفسة رماه خارج دكانه وقال له
العطار : تدعي علي مثل هذه الدعوى ؟
فاجتمع الناس وقالوا للرجل :
ويلك ! ... هذا رجل خير , وما وجدت من تدعي عليه الا هذا ؟
فتحير الرجل وتردد اليه فما زاده الا شتما وضربا ,فقال له احد الرجال العقلا :
العاقل :
لو ذهبت الى عضد الدولة (1) فله في هذه الاشياء فراسة .
فكتب التاجر قصته ورفعها لعضد الدوله ,فصاح به
فساله عن حاله , فاخبره القصة فقال له :
عضد الدوله :
اذهب الى العطار بكرة واقعد على دكته (3) فان
منعك فاقعد على دكة تقابله من بكره الى المغرب ولا تكلمه
,وافعل هكذا ثلاثة ايام , فاني سامر عليك في اليوم الرابع ,
واقف واسلم عليك ,فلا تقم لي ولا تزدني على رد السلام
وجواب ما اسالك عنه فاذا انصرفت فاعد عليه ذكر العقد
ثم اعلمني مايقول لك ,فان اعطاكه فجئ به الي .
فجاء التاجر الى العطار ليجلس فمنعه ,فجلس على دكة
تقابله ثلاثة ايام .
فلما كان اليوم الرابع اجتاز عضد الدوله في موكبه العظيم ,
فلما راى الخرساني وقف عضد الدوله وقال له .
عضد الدوله
سلام عليكم
فقال الرجل الخرساني
وعليكم السلام
عضد الودوله :
ياخي ............ تقدم فلا تاتي الينا , ولا تعرض حوائجك علينا
الرجل :
كما اتفق . مع عضد الدوله (لم يشبعه الكلام وعضد الدوله يساله ,
ويستحفي وقد وقف ,ووقف العسكر كله ,والعطار قد اغمي عليه من الخوف
فلما انصرف التفت العطار اليه فقال له ,اي للرجل :
العطار :
ويحك ......... متى اودعتني هذا العقد ؟ وفي اي شي كان ملفوفا , فذكرني لعلي اذكره ؟
فقال له الرجل :
من صفته كذا وكذا ...
فقام العطار وفتش ونفض جرة عنده ,فوقع العقد .
فقال للرجل :
قد نسيت ولو لم تذكرني ماذكرت .
فاخذ الرجل العقد ثم قال : واي فائدة لي في ان اعلم عضد الدوله ؟
ثم قال الرجل في نفسه : لعله يريد ان يشتريه
فذهب الرجل : الى عضد الدولة فاعلمه , فبعث به مع الحاجب الى صاحب
دكان العطار , فعلق العقد في عنق العطار وصلبه بباب الدكان
ونودي عليه :
المنادي : هذا جزاء من استودع فجحد .
فلما ذهب النهار , اخذ الحاجب العقد فسلمه الى الرجل : وقال له
عضد الدولة : اذهب به (1)
(2) البكرة :الغدوه ز يقال اتيته بكرة واي باكرا
(3) الدكه : بناء يستطيع اعلاه للجلوس عليه او لجعل كرسي عليه .
(1) مصدر هذه القصه من كتاب الاخبار للاذكياء لابن الجوزي
تحياتي برق الضحى[/align]
مواقع النشر (المفضلة)