آخر المشاركات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    عضو جديد

    كلاشنكوف غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    35

    الإجازة إما نعمة وإما نقمة

    n الحمد والثناء...والصلاة والسلام....

    n أيها الإخوة: في كل عام بعد انتهاء الامتحانات النهائية وإغلاق المدارسِ أبوابَها إعلاناً بانقضاء العام الدراسي تظهر مشكلة؛ تقض مضاجع المربين والوالدين، بل والسلطات الأمنية، مشكلة اسمها العطلة أو الإجازة الصيفية، لأنها تعني الفراغ المتطاول الذي يستمر ثلاثة أشهر، فبعد أن كان الأبناء مشغولين بأعمال ذات بال تستوعب كلَ أوقاتهم، ما بين استذكار درس أو تحضير درس، وما بين حل واجبات أو استعداد لامتحانات، يجدون أنفسهم فجأة يعيشون في فراغ طويل ممل؛ يبدأ من الصباح الباكر إلى ساعات متأخرة من الليل، دون شغل أو مشغلة-كما يقولون- فتجدهم في حَيرة من أمرهم، لا يدرون كيف يقضون هذا الفراغ الطويل الذي حدث في حياتهم؟؟! وكثيرا ما تسمع الكلمات المعبرة عن ذلك تنطلق من ألسنتهم عفوياً، كقولهم أنا طفشان وأنا زهقان ونحوها.

    n والخطورة تكمن في أن هذا الفراغَ لن يظل فراغاً، فلا بد أن يُشغل، إما بخير وإما بشر، وإذا خلا الأمر من التوجيه والرقابة وتوفير البدائل فأغلب الشباب -خاصة المراهقين- سوف ينساقون لقضاء هذا الفراغ – للأسف- في الشر لا في الخير خاصة مع توفر القدرة المالية، كما قال أبو العتاهية:

    إن الشباب والفراغ والجدة***مفسدةٌ للمرء أيُ مفسدة

    n وهذه المفاسد التي أشار إليها الشاعر، لا تخفى على أحد وإن كان متعامياً، فهذا النوع من الشباب في الغالب يعيش على هامش الحياة بلا هدف، سالكاً سبل الشيطان، والغريب أن أبا العتاهية أشار إلى مفاسد هذا الثالوث قبل مئات السنين، وقبل أن يكون هناك استراحات يستأجرها الأحداث ليعكفوا فيها على ما حرم الله، وقبل أن يكون هناك مقاهٍ للمُعَسَّل ونحوه، وقبل أن يكون هناك مقاهٍ للإنترنت، وقبل أن تكتشف أنواع المخدرات، وقبل أن تخترع السيارات والطائرات التي تنقلهم من بلد إلى بلد في ساعات بل دقائق، بل قبل أن تتولى جهاتٌ مفسدةٌ صناعةَ الفسادِ والترويجَ له.

    n فإذا ما انضم إلى هذا الثالوث الذي ذكره الشاعر قلة الدين والحياء سهل على كثير من المراهقين الفارغين فعلَ كلِ قبيح، كم رأينا من هؤلاء الشبان الطائشين متسكعين في الأسواق والطرقات، ما شين أو راكبين؛ ليس لهم شغل إلا الذهاب والإياب قتلاً للوقت، وربما آذوا المسلمين بمجاهرتهم بأصوات الأغاني والموسيقى المحرمة، الصاخبة والمائعة، مفتخرين بمعاصيهم، غير مبالين بوعيد المصطفى r في قوله (كل أمتي معافى إلا المجاهرين)، وآخرون ليس عندهم إلا غشيان أسواق النساء لمعاكسة أخواتهم، قد نزع منهم الإيمانُ والحياءُ ، بل النخوةُ والرجولة، وصدق رسول الله(إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت)

    n وآخرون غدوا عبيداً للشهوات، لا شغل لهم إلا الدخولَ إلى في المواقع الإباحية في الشبكة العنكبوتية لساعات طويلة، ولقد قام أحد الإخوة بدراسة سريعة لمقاهي الانترنت فوجد أن أكثر المواقع المدخولة هي مواقع الفاحشة والرذيلة رغم المراقبة، كما تبين له أن بعض القائمين على هذه المقاهي يقومون بتجهيز هذه المواقع لجذب الشباب والعابثين، وآخرون ليس لهم هم إلا العكوفَ أمام الفضائحيات، لمتابعة القنوات الفاجرة التي تروج للفاحشة والرذيلة، وتثير كوامن الشهوات، بل وتسخر من أحكام الإسلام، وتشكك في ثوابته، وتثير حوله الشبهات، تجدهم طوال الليل يتنقلون من قناة إلى أخرى، لمشاهدة برامج تافه أو أفلام ساقطة، هذا شغلهم إلى ساعات متأخرة من الليل، فإذا جاء وقتُ السحر، وقتُ نزولِ الرب وقيامِ الصالحين لمناجاته، انقلبوا إلى فرشهم للنوم، ويا ليتهم بعد هذه المنكرات قاموا لمناجاة ربهم، فأتبعوا السيئةَ الحسنة فمحتها، فكانوا ممن خلط عملاً صالحاً بآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليه، لكن للأسف انقلبوا إلى فرشهم كالجثث الهامدة نياماً إلى الظهر، غير عابئين بصلاة أو ذكر، أو حتى عمل دنيوي مباح ، وأحسنُ السيء من هذه الفئات الفارغة الضائعة من يعيش سبهللا، لا تجده في أمر دنيا ولا في أمر دين، بل تجده عاكفاً على أمور أقل ما يقال عنها أنها من توافه الأمور وسِفسافها، لا له ولا عليه، هذا إن سلمت من المنكرات، كلعب الورق والمبالغة في النوم والرياضة والتنزه، وفي الحديث(إن الله يحب معاليَ الأمور ويكره سفسافها) هذه بعض مفاسد الفراغ إن لم يُحسن شغلُه في الخير والنافع.

    n أيها الإخوة : إن بداية حل مشكلة الفراغ أن يستشعر الشابُ نفسُه بقيمة الوقت وخطورة الفراغ، وما لم يشعر الإنسان بقيمة وقته فإنه من السهل عليه إهداره في ما لا ينفع، بل فيما يضر، أيها الشباب: إن الفراغ يمكن أن يكون نعمة كما يمكن أن يكون نقمة، فقد صح عن المصطفى r قوله : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)، فبين النبي r أن الفراغ والصحة من النعم العظيمة، ومن حق النعمة شكرُها، وشكرُ نعمة الفراغ اغتنامه واستعماله بما يعود على الإنسان أو غيره بالنفع في الدنيا أو الآخرة، فإن لم يفعل كان في عداد المغبونين- أي الخاسرين- وتأمل في قوله r (كثير من الناس)، أي: أن الذين يوفَّقون لاغتنام نعمة الصحة ونعمة الفراغ قلة، وهؤلاء القلة هم الذين يسلمون من الغَبْن، أما أكثر الناس ـ والعياذ بالله ـ فمغبون؛ لتفريطه وعدم مبالاته بنعمة الصحة والفراغ.

    n اعلم يا عبدالله أن وقتك هو حياتك، فما أنت إلا أياماَ وليالي، يقول الحسن رحمه الله: يا ابن آدم إنما أنت أيام وليالي ، فإذا ذهب بعضها ذهب بعضك، ويقول: ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي: يا ابن آدم أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فاغتنمني فإني لا أعود، وصدق الشاعر:

    أمسُ الذي مر عن قربه *** يعجز أهل الأرض عن رده

    n إن اليوم الذي يذهب بدون عمل صالح سيكون حجة عليك لا لك، وسوف تندم على إضاعته ولات حين مندم، [د/هريرة](ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه إلا قاموا عن مثلِ جيفةِ حمار ، وكان ذلك المجلسُ عليهم حسرةً يوم القيامة)، هذا مجلس واحد ولساعة أو ساعات ليس فيه إلا عمل مباحٌ ومع ذلك سيكون حسرة وندامة، فكيف لو كان أياماً، وكيف لو كان فيه منكرات، نسأل الله أن يعفو عنا، ويعاملنا بما هو أهله، فهو أهل العفو والمغفرة. وفي الحديث المشهور(لا تزولُ قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به) فكما ترى سؤالان من أربعة عن الوقت، أفيجوز بعد ذلك إهدارَ الأوقات في المباحات فضلاً عن المحرمات. أعوذ بالله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}

    n أيها الإخوة: والخطوة الثانية في حل مشكلة الفراغ: بعد إدراك قيمة الوقت والرغبة في استغلاله، هو التخطيط، فما لم يخَطِط الشبابُ أو يُخَطَط له لن يستطيع أن يستغل هذا الوقت وهذا الفراغ الذي حصل في حياته في أمور نافعة، فإن قال قائل وما هي الأمور التي يمكن قضاء وقت الفراغ فيها؟؟ الجواب: إن من ثمرات الصحوة الإسلامية أنها استطاعت وبدعم الغيورين على الشباب من إيجاد البدائل من البرامج المالئة للفراغ، وما أكثرها، وكلُ شابٍ مهما كان ميوله سيجد ما يناسبه لقضاء فراغه بما يعود عليه بالخير في دينه أو دنياه أوفيهما معاً، ولِمَ لا.

    1. طلب العلم: من خلال الدورات الشرعية المكثفة التي تقيمها مراكز الدعوة في كافة مناطق المملكة، وعادة ما تكون موزعةً، بحيث تستوعب اليوم والليلة. وإن لم تتوفر هذه الدورات، يستطيع الاستعاضة عنها بقراءة الكتب النافعة والاستماع للمحاضرات والدروس المسجلة على الأشرطة المسموعة والمرئية، وما أكثرها

    2. الالتحاقُ بحلقات تحفيظ القرآن، وإن لم يتيسر له ذلك، فلا أقل من أن يتعاهد مع زميل جاد، ويستطيع بسهولة - خلال الصيف فقط- حفظَ خمسة أجزاء إلى عشرة أجزاء جديدة، كما يستطيع صقل حفظه وتثبيته إن كان من الحفظة، والتجربة أكبر برهان، فمنذ ثلاث سنوات بدأت تنتشر الحلقات المكثفة لحفظ كامل القرآن خلال الصيف، المهم وجود الرغبة الصادقة والهمة العالية، وياله من كنز.

    3. ومنها: الاشتراك في المراكز الصيفية، وهي من أهم المجالات الحافظة للشباب، والجامعة للبرامج المتنوعة، الجادة والترفيهية، كالدروس والرياضة، والرحلات وتعلم المهارات، وللأسف في الآونة الأخيرة، ارتفعت أصوات منكرة ناشزة تشكك في هذه المحاضن التربوية، لأغراض في أنفسها، صافين مع أعداء الأمة والدين، ومع أعداء الوطن كذلك، لأنه كما ذكرنا عدم استغلال أوقات الفراغ في الخير سيقود إلى استغلاله في الشر، لذلك ينبغي – بدل التشكيك- دعمها مادياً ومعنوياً.

    4. ومنها: المشاركة في الرحلات الدعوية التي تقيمها مراكز الدعوة إلى الهجر والقرى، فيتعود الشابُ على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى إلقاء المواعظ.

    5. ومنها: القيام بالرحلات الإيمانية للعمرة أو زيارة مسجد النبي r والاستفادة من الدروس والدورات التي تقام فيهما.

    6. ومنها: التسجيل في الدورات التعليمية، كتعلم اللغات الأجنبية، والحاسب الآلي، والخطابة، وفي مجال الرياضة: كالسباحة والدفاع عن النفس واللياقة البدنية.

    7. ومنها: المشاركة في القوافل الدعوية والإغاثية إلى بلاد المسلمين والأقليات المسلمة، ويفضل أن يكون من المتزوجين، بسبب الفتن العارمة.

    8. ومنها: العمل لدى الشركات والمؤسسات التجارية، فيتدرب ويتعود على العمل، فيكسب الخبرة والأجر.

    9. ومنها السفر للسياحة في بلاد المسلمين-التي تقام فيها الشعائر ويقل فيها الفساد ويستطيع المرء أن يحافظ على شعائر الإسلام- فهي أمر مباح بهذا القيد، ونحمد الله أن في بلادنا أماكنَ سياحيةٍ باردةً تضاهي كثيراً من الدول السياحية حتى الإسلامية، بل وتمتاز عليها بأمور، كتوفر المساجد في الأماكن السياحية، فلا يسهو الإنسان عن صلاته أثناء ترويحه؛ لأن الأذان يذكره، كذلك لا يحتارُ في الوضوء ومكان الصلاة، كذلك الجو العام محتشماً لا ترى فيه منكراتٍ صارخةً مؤذيةً ، كيف لا ورجال الحسبة متواجدون ولله الحمد.

    n أسأل الله أن يبارك في أوقاتنا وأعمارنا، وأن يجعل الفراغ نعمة لا نقمة، وأن يجعل العمر حجة لنا لا علينا، اللهم أحسن عاقبتنا...اللهم انصر دينك..

  2. #2
    الصورة الرمزية فـروان
    عضو متميز جدا

    فـروان غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    رفحاء . الجوف
    المشاركات
    1,731
    . ومنها: الاشتراك في المراكز الصيفية،
    .................................................. ......
    يعطيك العافية على الموضوع
    والتسجيل في المركز الصيفي
    يبدأ يوم السبت 15\6

  3. #3
    عضو جديد

    كلاشنكوف غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    35
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فـروان مشاهدة المشاركة
    . ومنها: الاشتراك في المراكز الصيفية،
    .................................................. ......
    يعطيك العافية على الموضوع
    والتسجيل في المركز الصيفي
    يبدأ يوم السبت 15\6
    اسعدني مرورك

+ الرد على الموضوع

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك