آخر المشاركات

مجموعة ديرتنتا لجميع أنواع التصاميم والطباعة والتعبئه في الامارات :.:.: تغريدة البجعة :: متخصصون في جميع أنواع التصميم والطباعة والتعبئه لشركات المستحضرات الصيدلانيه وغيرها :.:.: تغريدة البجعة :: كيف تحقق أكثر من 1000 دولار بالشهر بسعر وجبة عشاء :.:.: تغريدة البجعة :: سكاي فليكس يوفر لك كل احتياجاتك الخاصه في مكان واحد :.:.: تغريدة البجعة :: دعوة لحضور لقاء "القانون وريادة الأعمال" للتعريف بالإجراءات القانونية للشركات الناشئة :.:.: تغريدة البجعة :: دعوة لحضور لقاء "القانون وريادة الأعمال" للتعريف بالإجراءات القانونية للشركات الناشئة :.:.: تغريدة البجعة :: مجالات التكييف والتبريد، وأنظمة الحرائق، وتمديد الكابلات والتيار الخفيف :.:.: تغريدة البجعة :: يلا سلام ،،،، يا حلوين.. بعد غيبيويه :.:.: الهاقوص :: مكتب انجاز استخراج تصاريح الزواج :.:.: تغريدة البجعة :: المحامية رباب المعبي : حكم لصالح موكلنا بأحقيتة للمبالغ محل الدعوى :.:.: تغريدة البجعة ::

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1
    عضو جديد

    البحتري غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    7

    المليار دولار(قصة من واقع العراق الجريح)

    بقلم البحتري 1426
    رغم حاجته لأخذ الخبز من الفرن كان أبو أحمد يتمنى أن يتأخر الثلاثة الذين أمامه… فقد غطى تفكيره بالمبلغ الذي في جيبه على كل همومه وتعبه وقد انتابه شعور بالخوف ألا يكفي لخمسة أرغفة إذ لم يعد لديه غيره بعد أشهر من البطالة التي ألقت بالموظفين خارج عملهم …

    كان يظن أن الناس حوله يلاحظون غرقه بالتفكير أو ربما تنبهوا إلى أنه يحدث نفسه… كان يشعر بأنه بدأ يفقد السيطرة على نفسه لكثرة المشاكل التي تزدحم في ذهنه .

    لقد فكر طويلاً بتقسيم خمسة الأرغفة على أحد عشر فرداً من أسرته فجعل نصف رغيف لكل واحد على أن يقتطع كل واحد منهم له ما يكفي لقمة واحدة… فرح بسماعه أن سعر الخبز لم يتغير ، فحمل أرغفته مسرعاً نحو البيت وقد لفه زحام السيارات والمارة وهدير الآليات العسكرية الأمريكية وهي تمر بسرعة بعد أن تمنع السير وتجبر السائقين على فتح الممر الأيسر لها .

    كان الطريق طويلاً إلى البيت ويزيده طولاً شدة التعب وكثرة الهموم ومناظر الدمار المنتشر في كل مكان من بغداد… يئس من التفكير في عودته إلى الوظيفة أو في إيجاد عمل.. راح يحدق في السماء ولهيب شمس آب فلا يرى سوى أسراب الطائرات.. أحس بشيء من الخوف وخفق قلبه وازدحمت الأنفاس في صدره.. نفث منها ما استطاع..

    شعر بأنه يطير فوق الزحام وهو يحاول اختصار الطريق والتخلص من شعوره بالجوع والضعف ليـرى نفسه في البيت يحدق نحو طائرة يتصاعد منها الدخان وقد فقدت توازنها وهي تهوي باتجاه الأرض ، كان شيئاً لا يُصدق فالطائرة تحمل رواتب الجنود الأمريكيين… كان في الصندوق المعدني مئة ألف دولار… لا إنه مبلغ متواضع بالنسبة لعدد الجنود.. إنه مليون… لا لا ما قيمة المليون في أيامنا… بالتأكيد هو مليار دولار… أجل مليار… وعَلِق نظره بالصندوق وهو يرمي به الجندي حرصاً منه على المبلغ كان الصندوق يترنح وهو يهوي بسرعة على سطح بيت أبي أحمد ليصطدم بالقاعدة الإسمنتية لخزان الماء ويستقر عندها… يا الله لقد سقط الصندوق على سطح بيته ، أما الجندي الأمريكي فقد لقي حتفه حين علقت المظلة بعمود الكهرباء بينما انفجرت الطائرة حال ارتطامها بالأرض ومات الطيار .

    لا دليل ضده ، والمليار له وحده ، سحب الصندوق على الدرج المفضي إلى داخل الدار وقد تهشمت زواياه… أسرع إلى المطرقة ليجهز على القفلين ليرى بأم عينيه رزم الدولارات والأوراق الثبوتية وقوائم أسماء الجنود والضباط… إنه شيء يفوق التصور.. إنه الحظ يبتسم لأبي أحمد لأول مرة في حياته ، كم كان يحلم بمثل هذا لكنه لم يتصور أن صندوقاً سيأتيه من السماء وما عليه الآن إلا أن يفكر بالأسلوب السليم لإخراجها مع أسرته إلى أقرب عاصمة عربية ، ومن هناك إلى أوروبا ، حيث أجمل فيلا يغوص بمسبحها الفاره يفتح عينيه على تناسق هندستها وروعة حديقتها ، وإلى الخدم وهم يجتهدون في خدمته… رأى نفسه على الطاولة وهو يدخن السيجار الكوبي والزهور تتمايل أمام ناظريه وصحته عادت إلى أيام شبابه قبل ثلاثين سنة .

    ماذا سيفعل بالمبلغ.. يؤسس به شركة أم مصنعاً ضخماً… لا… لا عليك يا أبا أحمد أن تكون ذكياً فربما تكشف أمرك أرقام الدولارات… الأفضل أن نصرف منها قليلاً قليلاً عند محلات الصرافة الخاصة ، فالمبلغ كبير فلنؤجل المشاريع إلى خمسة سنوات حتى تشرب كل أرضٍ ماءها… شعر بعطش شديد وهو يذكر الماء ليس بينه وبين البيت سوى حارتين… أحس أن أحداً ما يتجسس على حديثه الصامت وأن عليه أن يتابع تخطيطه حين يأوي إلى بعض الراحة بعد طعام الغداء رأى دخاناً يتصاعد وهو يهمُّ بدخول الحارة الأخيرة بدأت خطواته تسرع رغماً عنه.. فرغ ذهنه من أي فكر… شعر بدوار وكأنه يطير في الفضاء الخارجي… دخل الحارة فأصبح وجهاً لوجه أمام بيته وهو يحترق… ألقى كيس الخبز… تعثرت الكلمات على لسانه… ما… ما… سقط على الأرض وصورة جاره تتلاشى أمام عينيه وبقايا صوته كطنين النحلة…

    لقد قصفوا بيتك يا أبا أحمد.. استشهد أحمد وعلي وعائشة والبقية في مستشفى اليرموك.

    تـــحــــيـــــاتي الـــــبــــــــحـــتـــــري 1426

  2. #2
    الصورة الرمزية ذويبان11
    عضو متميز جدا

    ذويبان11 غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,902
    والله محزن
    لعنة الله على اليهود والنصارى

  3. #3
    الصورة الرمزية الدب الداشر
    عضو متميز جدا

    الدب الداشر غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2002
    الدولة
    مـ ــوطـ ــنـ خـ ــطـ ـايـ
    المشاركات
    24,704
    البحتري كتبت مالم يكتب ..


    لعنة الله على الظالمين ..

  4. #4
    الصورة الرمزية لـــولـــو كاتي
    عضو نشيط

    لـــولـــو كاتي غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    63
    يعطيك العافيه البحتري

+ الرد على الموضوع

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك