[align=justify]عفوًا .. !

أهلا وسهلا مرحبا شهر الصيام **** يا حبيبًا زارنا في كل عام

لا.. مقالي هذا ليس من ضمن الهجوم التقليدي على مسلسل عبدالله وناصر – هداهما الله - ، فأنا أثق أن مِن قومنا مَن هو مُعَبَّأ منذ سنة كاملة لهذه الأيام ، وقد حان وقت التصرف بناءً على التعبئة التي لم يكن سببها المشايخ ولا حتى العلماء ؛ بل هم أفراد المسلسل ومن يدعمهم إعلاميًّا الذين دأبوا على استفزاز بعض قومنا ، وحقيقة لا يرفع ضغطي هذا المسلسل ، ولا أهتم بمن يهجم عليه ؛ بقدر ما يستفزني قوم يتابعون حلقات المسلسل ثم يصرخون وينتقدون ويهاجمون ... ، ويعودون بعدها لمتابعته حلقة تلو حلقة ثم يتبعونها بصراخ وانتقاد آخر ... وهكذا !

هنا سأعرض لكم نظرة ( تقليدية كما سيراها البعض ) أؤمن بها ، وأدعو لها ؛ لأن الداعم لهذه النظرة وحيٌ من الله – تعالى – جميعنا نعلمه ونستحضره ... لكننا نتجاهله ونتناساه ، بل يأتي بعضنا ببشر يؤمن بهذه النظرة ويدعوا إليها ، ويغار عليها ، فيعصي الله – تعالى – بحجة إغاظته لهذا البشر ، أو الاختلاف معه حول رأيه ، والذي هو في الحقيقة أمر الله – تعالى – وليس رأيًا ، لكن البعض منا يردّ أمر الله – تعالى – لأنه دعي إليه من لسان بشر ، فانظر إلى هذا الخذلان .

ما تفسيركم لمن بَيَّت النية لمشاهدة عدة مسلسلات أو برامج في شهر رمضان ولم يرفع رأسًا لأوامر الله – سبحانه وتعالى – الذي حرم على عباده المسلمين رؤية النساء الأجنبيات ، وأمرهم بغض البصر : { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) } . أين الله – تعالى - ، وأين اليوم الآخر ، وأول ليلة في القبر ، والمصير الأخروي ، وجهاد الأنبياء ، والبعث والحساب والحشر من فكرنا ونحن نتضاحك على موائد الفجّار ، من مسلسلات وأغان وبرامج أظهرت النساء وقد نزعن الحجاب وروحه .. أقصد الحياء ، وهن يتضاحكن ويتحاورن ويتخالطن مع رجال ولا رجال ، أين ملائكة الموت يطرقون كل لحظة ونحن نتناقش حول جمال تلك الحلقة ، وتميز ذلك البرنامج ، ونجاح ذاك المسلسل .

هذا شيء من النظرة التي تعرض لنا الواقع كما يجب أن يكون ، فهل نتعامل معه كما يجب أن نكون كمسلمين ، والذي من معاني كوننا نحمل هذا المسمى أن نستسلم لله – تعالى – بإتباع أوامره واجتناب معاصيه؟ استسلمنا لله – تعالى – فصمنا وصلينا .. فهل هذا يكفي في نظر البعض ؟ جميعنا سنردد : لا .. لا يكفي ، لكن صدى أعمال هؤلاء ستردد : نعم . أمستسلمٌ لله – تعالى – من يبصر الحرام ، ويسمع الحرام .. في شهر الصيام ؛ بل ويجاهر في ذلك أمام الناس وفي المنتديات ، وربما تجده يناقش مميزات الحلقة أو البرنامج ومستوى أفرادها .. إلخ ؟!

إن بعضنا يحاول الهروب من هذه الحقائق بأن يُصور أن ما يرتكبه من معصية أو ما يترك من أمرٍ ، إنما هو تجاوز لفتوى عالمٍ أو نصيحة " مطوع " ... فقط ! ويضيع أمر الله – تعالى – الواضح ونهيه الصريح عند أقوام بسبب هذه الأوهام . وتمضي السنون وتنقص الأعمار ، في حين لازال بعضنا يضيّع أيامه و يُغفل المحطات المهمة كرمضان .. ويحتج بحجج أوهن من بيت العنكبوت ، فهذا منغمس في بعض المعاصي سنوات وسنوات ولا زال يحتج بأنه يصارع نفسه حول الاستسلام لله – تعالى - ، وآخر مثله لكنه لم يصل إلى القناعة العقلية بترك تلك المعصية ، وآخر لا زال يرد على الناصحين ويلوّح بالحجة التافهة ( ذنب صغير ) ؛ وكأن الله – جل وعلا – غافل عن الذنوب الصغيرة – تعالى الله - ، وكأن كَتَبَة الملائكة تفوتهم هذه الصغائر – وحاشاهم - ، وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحْفل بها ولم يهتم – وحاشاه - ، أليس هو القائل : " إياكم ومحقرات الذنوب فإن لها من الله طالبا " والقائل : " إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه " ؟!

لكن اعذروا البعض أيها الأحبة ؛ فقد أخذتهم سكرة الانفتاح فصار المقياس هو ... لاشيء ! لكنه بلغة الشرع انفتاح على المعاصي ، والله غفور رحيم . ثم نقطة ( . ) وهاكم نقاط أخرى لنؤكد على الوقوف عند ( والله غفور رحيم ) و لنزيد جرعة الغفلة ( ..... ) و هذه أيضًا .
[/align]