حمم الصمود



هـــوَدوا الأقصـــى فهبـــــــوا للجهــــــادِ
صيحـــة دوت بـــأصحـــاب الرقـــــادِ

سـحـقــــوا الــنُّـوامَ مـن غيــــر هــــــوادِ
كــشَّــــر البـاغــــون عــن غـاياتهـــــم

و شــيـــوخٌ حُــــرمـــــوا طعـــمَ الرقـــادِ
عُـــزلٌُ قـــــد سُمـــــلِتْ أعـيــنـهــــــم

كـــلُّ فــــردٍ لفــــريـق الشـــــرِّ حـــــادي
أزهقــــوا الأرواح َ في ليــــلِ الدُّجـى

فحــِّمـــت و الجـــرمُ للأشهــــادِ بــــــادي
بُعـثـــــرتْ فــي كـــل دربٍ جـــثــــثٌ

جــــثـــثَ الأطفـــــال مـــا بيـن الـوهــــادِ
هـاهــــنا الطـــاغــوتُ يرمي هـــازئــا

و دمـــاهــم قــــد روت جــوْفَ البـــوادي
لثــمـــت تُــربتُـــهــــا هـامــاتِــــهـــــم

تـحت أنقـــــاض لكــــم ذاقـــوا العـــوادي
هـــدَّمـــوا الـــدورَ و أحيـــــاءُ فــنــت

صُـــمَّـــت الآذانُ عـــــن ذاك الـمـنــــادي
عــبــثـــاً نـــادوا و مــا من ســـامـــــع

و قلــــوبُ العـــربِ أقســــى مــن جمـــادِ
زلزلـــت صرخــاتُـهــــم كـــلَّ الـدُّنـــا

زعزعت صـــرحَ العِـــدا في كــلِّ نـــادي
بــزغـت ( آيـــاتُ ) جــلمـــودُ الفــــدا

خـصــرَهــا النــاحـــل بالموتِ الطِـــرادِ
ضـــرَّجتْ قـــلب الأعـــادي حـزمــتْ

عـــاهـدوهـــا السيــرَ من حضــــر و بادي
رددتْ صـيـحــاتِـهــــــا أتـــرابُـهــــــا

زهــــرةٌ الســـوســـــن للـعـــادي قـتـــــادِ
فـــدُمـــى الأطفــــال قـلـــبٌ ثـــائــــرٌ

لـبنـــــي صهـيـــــونَ فـي يــــوم الجـــلادِ
و جـنيـنِ ســـوف تـغـــدو مِـحْــرَقــــاً

شُمَّخَ الهمـــةِ لـلعـليــــــا صــــوادي
في حِــمـاهــــا بــرزتْ أســدُ الـوغــى

لـطخــوا البــاغــي و صمتُ الصبر بــادي
أقســـمــوا لله جـــنـــــدٌ صــــمــــــدوا

واجـهــــوا الطغيــــان مــن غيـــر عتــــاد
واجـــهـــوا المــوتَ بصـــدر حاســــر

لجــنان الـخُـــلــدِ قــــد مــــدوا الأيــــادي
فـمـضـــت أرواحُــــهـم خـــفـــاقــــــة

يـــومَ حـشـــر مسـكَنهـــم للخـلـــق بـــادي
أنِـــــفَ الـمرســــالُ مـن أشــلائـــهــم

حاصــروا ( المهــدَ ) على مـرآى العبادي
أحـــرقــوا الصلبــــانَ في أكنــافِهـــــا

صـوبــت شُـهـبـــا إلـى قـلـــبِ الأعــــادي
لـحــــمة قــــد جـمَّـعـــت أديــــانـنــــا

حــرمــــتْ قـــوادَهــــم نــيـــلَ الــمُــــرادِ
وحــــدةٌ أودتْ بـــأحـــــلام الــعِــــــدا

لــن تــروا فيهــم ســـوى الجنـــدِ الصِــلادِ
كـــرروا ( قـانــا) ( جنينــا) ( نابلسـا )

عــزُّهـــم يبقــــى شظــايــــا فـي الفــــؤادِ
جـــوِّعـــوهـــم جــــردوا أجسـامهـــم

فـســـــلام ُ الــجــبـــن يـُــذرى كــالــرمـاد
جـرِّفــوا الـزيتـــونَ و اغتـالـوا القطــا

زيـــتُــــه نـــــارٌ لـنـُـكَّـــــاثِ الـعـِـهــــــادِ
حــــطـــبُ الزيتـــون يغــــدو مـدفعــاً

حـمــــمٌ تـُصـلـــي العِــــدا دونَ هــــــوادِ
يتســـامــى جــبـــل النــــار لــظـــــىً

جــمـــــرةٌ أغـــــدو لنُــهَّــــــابِ البــــــلادِ
حــجــــرٌ يــنـطـــقُ في كـــفِ الفتــى

بـوســــامِ الـسلـــــم رمـــــزا لـقـيـــــادي
ويــــح قــــومٍ قـلــدوا خنـزيـرَهــــــم

منـحنــي الهـــامَ و سـقــمُ الـخــزي بـادي
ويحــهـم رُدُّوا علــى أعقــابهـــــــم

وحـــــدوا الــــراي بــعـــــزم وســــدادِ
يـابـنــي قـومــي انصـفـــوا تاريخكـــم

حـقــقـــــوا أحــــلامَ أبــنـــــاءِ الـبـعـــــادِ
خـاطبـــوا الخصـــمَ بـعــــزمٍ ثــابـــتٍ

صــــدقَ الــوعـــدَ و قــــد حـــان التنــادي
حــرروا النفــــسَ مــن الخــوفِ فقــد

بـــــددوا الـــذلَّ بـــقــهــــــرِ للأعـــــادي
هـــدِّمــوا الأسـوارَ و اغتـاـلوا المــدى

مــزقــــوا العـــادي بـأسيــــاف الـشــــدادِ
حـطــموا الظـلـــمَ و صـونــوا حـرمــا

بـــــدِّدوا أشـــلاءهــــم فــي كــــل وادي
اسجـنــوهــــم فـي طـواميـــر الــردى

فــي كـنـســـتِ البغــــي مهــــوى للحــدادِ
احرقــوهــــم واتــركـــوا معبــدهــــــم

رابـــــط الجـــأش و قــــدَّاحُ الــــزِّنـــــادِ
إذ ( صـلاحٌ ) في ( جنيــن ) صــامــدٌ

لحمـــى الأوطـــان مـشـتــــاقٌ و صـــادي
يــولـــدُ الطفــلُ و فـــي أعـمــــاقـــــه

حــامــــلَ الـــــراي بـعــــزم و اتــقـــــادِ
يكبـــرُ الطفـــلُ يحـاكـــي ( خـالـــداً )

ضـيـغـمـــا يـسـحــــقُ أحــــلامَ الأعـــادي
كــلُ شبـــرٍ ســــوف يـهـــدي بـطـــلاً

ويـبـــثُ الـرعــبَ فـي جيــــش الـفســـــادِ
يـبـــذلُ الـــروحَ و يـرنـــوا شـــامخـاً

و الضمـيــــرُ الـحــي فــي لـيـــلِ الســوادِ
فهــــمُ الجـــذوةِ إن جـــنَ الـــدُّجـــــى

رافــعــــي رايـــــة أمــجـــــادِ بـــــــلادِ
فـي ( فلسطـيـــنَ ) يــدّكـــونَ الــعـــدا


هند بنت صقر بن سلطان القاسمي