أولياء الأمور يناشدون « التربية» بايجاد علاج جذري

معلمات « النائية» برفحاء بين هموم حوادث الطرق و ترك الوظيفة

حمود الطريف ـ رفحاء


جانب من احدى القرى النائية




مدرسة في قرية نائية

أصبحت حوادث الطرق هاجس معلمات القرى النائية في منطقة الحدود الشمالية حيث باتت تشغل كثيراً منهن الى جانب ما يسمعن وما يشاهدن في الإعلام المقروء والمرئي من اخبار لتلك الحوادث التي راحت ضحاياها الكثير من زميلاتهن تاركات وراءهن فلذات أكباد أضحوا يتامى من جراء تلك الحوادث فعناء الطرق وطولها ووعورتها في بعض القرى أصبح يشكل عبئاً كبيرا وأصبح هاجس ترك الوظائف يراودهن بحثا عن مصدر رزق آخر حول محيط عائلاتهن ليتخلصن من همومهن اليومية وخوفهن المستمر على أطفالهن وأنفسهن وأزواجهن وأهاليهن .
معاناة يومية
« اليوم» رصدت بعضا من هموم ومعاناة المعلمات في القرى النائيةبمنطقة الحدود الشمالية حيث تحدثت في البداية المعلمة( ع ، ل) عن معاناتها اليومية حيث تقول : « اتحرك مع زميلاتي عقب صلاة الفجر لكون مدرستنا تبعد عن محافظة رفحاء نحو 354 كيلو مترا بعد ان نجهز أنفسنا للسفر مع السائق على ظهر الفان ونترك أبناءنا وبناتنا في غرف نومهم لم يستيقظوا بعد . وعقب استيقاظهم ترعاهم الخادمات وتجهزهن لمدارسهم وكأننا لسنا أمهات لهم . ونعود مع أذان العصر لنذهب إلى غرف نومنا ونستيقظ مع صلاة العشاء لنقوم بالتحضير لدروس يوم الغد ونعيش على هذا المنوال كل أسابيع الدراسة ومع دخول شهر رمضان المبارك تزداد معاناتنا حيث إننا بعد العودة نقوم بتحضير وجبة الإفطار وتغسيل الأواني بعد الإفطار وتحضير الدروس ليوم الغد والنوم لمدة أربع ساعات تقريبا ومن ثم نقوم لتجهيز السحور ولكون بعض المعلمات الأخريات لا يوجد لديهن خادمات نظراً لضعف أحوالهن الاقتصادية وارتباطهن بتكاليف أسرهن الأمر الذي يزيد من معاناتهن اليومية»
حفظ الحقوق والارواح
و تضيف المعلمة (س . الشمري ) بقولها : « إنني من معلمات القرى النائية جنوب غرب محافظة رفحاء حيث تبعد المدرسة عن رفحاء بنحو 280 كيلومترا ومعاناتنا مستمرة مع البعد والطرق والخوف الذي أصبح يلازمنا يوميا ذهابا وإيابا على خلفية ما نسمعه من حوادث لزميلاتنا المعلمات في المحافظات الأخرى ولكون أغلب سائقي المعلمات من كبار السن الأمر الذي يزيد من خوفنا علاوة على مشاكلنا الأسرية التي أصبحت تزداد يوميا مع أزواجنا حيث إن بعض زميلاتي يتعرضن لمشاكل يومية مع أزواجهن طالبين منهن ترك الوظيفة حفاظا على أنفسهن ومراعاة لشؤون أطفالهن وأزواجهن فالأمر أضحى معقداً فنحن نناشد المسؤولين في وزارة التربية والتعليم وعلى رأسهم وزير التربية ونائبه لشؤون المعلمات أن يقفوا معنا ويحلوا مشكلتنا بأي صورة تحفظ لنا حقوقنا وأرواحنا حيث لم نجد تجاوبا من قبل المسؤولين بالمنطقة أو تحركا فعليا لمعالجة وضعنا السيئ لاسيما وأن أكثر زميلاتنا خدمن أكثر من أربع سنوات في تلك القرى النائية الأمر الذي يستوجب مكافأتهن ونقلهن بمقربة من أهاليهن وأزواجهن وأبنائهن وبناتهن ناهيك عن أن بعض المعلمات في تلك القرى أزواجهن يعملون في خارج المنطقة الأمر الذي يزيد من تعقيد المشكلة ويفكك الأسر ويؤدي إلى كثير من المشاكل العائلية التي غالبا ما ينتج عنها الطلاق كون الزوج يرى أنه غير متزوج وأن له الحق بأن تعمل زوجته بمقربة منه ترعى أبناءها وبناتها وترعى شؤونه «
عائق نفسي
وتقول المعلمة رسيل بأن كثرة الحوادث للمعلمات التي يسمعن بها ويقرأن عنها في الصحف المحلية أصبحت تشكل عائقا نفسيا لكثير من معلمات القرى النائية في المنطقة . مشيرة الى أنها لم تستفد من راتبها لأنها تدفع الكثير منه للسائق والآخر للخادمات ومصاريف أهلها ولم تستفد من راتبها الا قليلا.
وقفة المتفرج
من جهته طالب أحد أولياء معلمات تلك القرى النائية أن تعمل الوزارة على حل جذري لهذه المشكلة التي أصبحت تؤرق كثيرا من أهالي وأبناء وبنات اولئك المعلمات وتخليصهن من معاناة الطرق التي أضحت تفتك بهن والوزارة واقفة وقفة المتفرج لا تعمل إلا على تعزية أهاليهن بعد أن يفقدوهن بأن تعمل على تعيينهن بأقرب نقطة تعليمية لمسكنهن وأن توطن المعلمات من تلك القرى في قراهن أو إلى أقرب قرية منهن أو أقرب محافظة من محافظاتهن فهن أولى من غيرهن بالعمل في محافظاتهن وقراهن وبين أبنائهن وبناتهن ومن ثم تعمل على سد العجز في التخصصات النادرة من أقرب محافظة أو منطقة أخرى وأن تراعي تكوينهن كنساء لا يقدرن على حل مشاكلهن وتحمل همومهن وأعبائهن لوحدهن ولكونهن لا يستطعن السكن في تلك القرى النائية كونها تفتقر للعديد من الخدمات الحياتية مثل الكهرباء والجوال والتموينات والبيوت الصالحة للسكن وغيرها الكثير، وكذلك لعدم وجود من يقوم بالسكن معهن لكون أغلب أولياء أمورهن وأزواجهن يعملون ولا يستطيعون السكن معهن في تلك القرى المعزولة،
قنوات اتصال
ويقترح غازي الخشرم أن تعمل الوزارة على فتح قنوات اتصال عبر الوسائل المختلفة حتى يشارك بها العدد الأكبر من المواطنين وأصحاب المشورة لجمع أكبر عدد ممكن من المقترحات والحلول في هذا الصدد وبالتالي يتم تحديد الأفضل من تلك الحلول عبر لجان تخصص لذلك والعمل بموجبها مستقبلا وألا يقتصر هذا الدور على وزارة التربية والتعليم لوحدها بل تشارك معها الوزارات الأخرى لحل هذه المشكلة.