الإسلاميــــون ليس لديهم روح الوطن !!

[القنديل]

بسم الله الرحمن الرحيم


الإسلاميون ليس لديهم روح الوطن .

هذه العبارة سمعتها قبل أيام من أحد الليبراليين وهو يقول بأن الإسلاميين تجاوزوا الوطن إلى الأمة فليس لديهم روح الوطن .دعونا نتجاوب مع هذه العبارة ونحللها على أرض الواقع فلربما كانت صحيحة ولربما اكتشفنا أيضاً أننا نجامل الوطن !!

الأمة الإسلامية أمة واحدة تنبض بقلب واحد والهم الإسلامي هم واحد يحمله ذلك القلب الكبير وهنا المسألة محسومة حسمها القرآن الكريم في قوله تعالى (إنما المؤمنون أخوة ) وقول رسوله صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر )

إذاً الأمة أكبر من الوطن فهي تجاوزت كل الحدود وانصهرت في بوتقتها كل الألوان واللغات واللهجات والأجناس والأعراف . هذا من ناحية عمل القلوب ولكن ماذا عن عمل الجوارح الذي به يكتمل روح الوطن لدى الإسلاميين ؟

إن القضايا من حولنا والأحداث هي التي تحركنا فقط كما هو الموقف الإيجابي من أحداث العنف وغيرها ولكن ماذا عن المبادرة وروحها ؟ هل فعلاً هي موجودة ؟ هل نشاهدها أو نسمعها على أرض الواقع ؟

يقول أحدهم : الإسلاميين في طرحهم أبعد ما يكون عن هموم الناس ومشاكل الناس بعكس الليبراليين الذين يناقشون مثل هذه القضايا !!

هذا صحيح إنهم ناقشوا البطالة ، وحقوق المرأة (بغض النظر عن المضمون) وتطوير أجهزة الدولة ، والتعليم وتطوير المناهج ، والقضاء والأخطاء التنظيمية في الحج ، والفساد المالي وسوء التخطيط ........... الخ إنهم الليبراليون !

وفي مناسبة اليوم الوطني مازال الطرح والكلام تقليدياً فيه الكثير من المجاملة والاستحياء. لمـاذا يفهم من اليوم الوطني أنه مناسبة للتهاني وإقامة الأفراح !! لماذا لايفهم منه أنه للبناء والتطوير كما في اليابان مثلاً (ساعة من أجل اليابان ) ؟ لمـاذا لاتستغل هذه المناسبة في خطب الجمع والبرامج الدينية لمناقشة إكمال المسيرة التي بدأها من كان قبلنا وأن نصل ببلدنا إلى مصاف العالم المتقدم . ولماذا لاتكون من البدع المشروعة التي ذكرها الشيخ ابن باز رحمه الله في موضوع نقله الأخ (فديتك يمه) وعنوانه (تحريم ابن باز لليوم الوطني) ، أننا نستطيع أن نحول اليوم الوطني من بدعة سيئة إلى بدعة حسنة نؤجر عليها

وإذا كنا نريد أن نؤثر في الأمة فيجب أن تكون دائرة تأثيرنا في الوطن ، الدائرة القريبة منا ، التي نستطيع أن نعمل وننتج ونعطي ونأخذ منها ما نشاء بدلاً من أن نقفز إلى دوائر أخرى بعيدة عنا . إنني أدعوا إلى إعادة النظر في إستغلال اليوم الوطني في البناء والنماء قبل أن يستغله غيرنا .

والله أعلم وأحكم وتقبل الله صيامكم وقيامكم.


كتبه القنديل 12 رمضان 1428هـ