إليكم بعض ماقرأته في مسألة حكم إفشاء سر المريض ، ويقصد به السر الذي يتعلق بمرض شخص معين ، والذي يطلع عليه من يعملون في الحقل الطبي ، وسر المريض على هذا النحو أمانة ، أوجبت الشريعة الإسلامية على كل من اطلع عليه أو وصل إليه أن يحفظه ، ونهته عن الخيانة ، وقد تظافرت النصوص الشرعيةالدالة على ذلك منها قوله تعالى " يأيها الذين ءامنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون " .
وقد عد النبي عليه السلام خيانة الأمانة من خصال النفاق ، ويعد حفظ السر الطبي من الأخلاق الأساسية في مهنة الطب وإفشاء السر مخالف لآداب مهنة الطب ، إلا أن هناك ربما استثناءات يمكن فيها السماح بإفشاء سر الطبيب ، من ذلك :
إذا أمرت المحكمة بذلك لتحقيق سير العدالة في قضية معينة وكأن تطلب من الطبيب أو غيره ممن يعملون في المجال الطبي إعداد تقرير مفصل عن حالة المريض أو مصاب عهد إليه به ولو كانت المعلومات التي يتضمنها التقرير تمثل سرا بالنسبة لصاحبها .
أو مثل أن يكون الإفشاء بقصد منع حدوث جريمة معينة ، أو كان الإفشاء بقصد الإخبار عن الأوبئة في الحالات الاستثنائية من وجوب كتمان السر يدرك أن إفشاء السر فيها تقتضيه المصلحة العامة أو الضرورة أو الحاجة ، وقواعد الشريعة لا تمنع من إفشاء السر في مثل هذه الحالات الاستثنائية ، فمن قواعد الشريعة :
الضرورات تبيح المحظورات ، وقاعدة : تحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام ، أو قاعدة : دفع المفسدة مقدم على جلب المصلحة ، وقاعدة ترجيح المصلحة الاعلى على المصلحة الأدنى .
ولا يمتنع في الشريعة تعزير من يفشي سر المريض في غير الحالات المستثناة ، مع الاحتفاظ للمتضرر من هذا الإفشاء بحقه من المطالبة بتعويضه عن الأضرار التي أصابته من جراء ذلك ، فمن قواعد الشريعة الإسلامية الكبرى : لا ضرر ولا ضرار ، فليس لأحد أن يضر أحدا
والضرر يزال .
إن الشريعة الإسلامية شريعة كاملة شاملة ، صالحة لكل زمان ومكان ، قال الله عزوجل " ما فرطنا في الكتاب من شىء " .
فالحمد لله الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
مواقع النشر (المفضلة)