قصة يرويها أحد المدرسين عندما رأى هذا الطفل واليكم سرد القصة:
[size=9]يقول هذا المدرس كان ياسر طفل في التاسعة من عمره وبالتحديد في الرابع الابتدائي،
وكنت أعطيهم حصتين في الأسبوع.
كان نحيف الجسم وشارد الذهن ولكنه ذكي جدا المهم وكان دوما يغلبه النعاس،وكان شديد الاهمال في دراسته بل وفي لباسه وشعره ودفاتره كانت هي الأخرى متمزقة
وكنت دائما أناصحه ياياسر اعتني بنفسك فيطأطؤ رأسه ويذهب،ولم يجد معه الترهيب ولا
الترغيب ولا اللوم ولا التأنيب،وذات يوم حضرت الى المدرسة في الساعة السادسة قبل طابور الصباح بساعة تقريبا وكان يوم شديد البرودة ،فوجئت بمنظر لن أنـــــــــســــــــاه
ماحييت،دخلت المدرسة فرأيت في زاوية من ساحاتها طفلين صغيرين قد انزويا على
بعضهما نظرت من بعيد فاذا بهما يلبسان ملابس صيفية لاتقي جسميهم النحيلن
أسرعت اليهم فاذا به ياسر وأخوه الصغير(أيمن)وهو طالب في الصف الأول الابتدائي
ويجمع كفيه الصغيرين وينفخ فيهما ويفركهابيدي أخيه منظر لايمكن وصفه منظر مؤثر
ناديته: ياسر مالذي جاء بكما في هذا الوقت؟ولماذا لم تلبسا ملابس تقيكما من البرد
فازداد ياسر التصاقا بأخيه ووارى عني عينيه البريئتين وهما تخفيان عني الكثير من الهموم والأحزان التي فضحتها دمعة من عينه بدون شعور منه وضممت الصغير الي فاذا به قطعة من ثلج فأخذتهم معي الى غرفة المكتبة أدخلتهما وخلعت الجاكيت الذي كنت أرتديه وألبستهم اياه
وأعدت السؤال على ياسر مالذي جاء بكما الى هنا في الصباح الباكر ولماذا لم ترتدوا شيئا من الملابس الشتوية؟
قال ببراءة السائق أتى بنا،وقلت وأين والدك؟قال:والدي مسافر الى المنطقة الشرقية والسائق
هوالذي اعتاد على احضارنا حتى بوجود أبي


لم يجب يـــــــــــاسر وانهار بالبكاء وهو يتمتم أم أي أمـــــــــــــي ثم استرسل بالبكاء
وأجاب البديل عنه ألا وهو أيمن الصغير أمي عند (خوالي)قلت ولماذا تركتكم؟ومنذ متى؟
قال أيمن من زمان!!!!!
وقلت ياياسر هل صحيح مايقول أيمن؟قال نعم ياأستاذ من زمان!!
أبوي طلقها وراحت وتركتنا وبدأ يبكي ويبكي!هدأته وأنا أشعر بمعاناته!وبدأت أنا الآخر بالبكاء
قلت ولكن أمكما تحبكما أكيد صح؟
قال ياسر ايه..ايه..ياأستاذ وأنا أحبها وأحبها ولكن أبي وزوجته !!ثم استرسل بالبكاء
قلت مابكما ألا ترى أمك ياياسر؟أنا من زمان ماشفتها تكفى ياأستاذ ودني يمها أبوي مانعني من زيارة والدتي
أنا لم أتمالك نفسي فانفجرت بالبكاء!!
قلت له ماسمح لك بالمرة؟قال:كان يسمح لنا ولكن عندما تزوج لم يعد يسمح لنا
قلت له زوجت أبوك نفس أمك؟؟قاطعني ياسر غاضبا لا لا أمي أحلى هذي تضربنا دايم تسب
أمي عندنا قلت له ومن يتابعكما بالدراسة؟قال مافيه أحد وأبوي دايم يسأل زوجته
وتقول ماشاء الله عليهم شطار ودايم أذاكرلهم هذا اذا جا من الشرقية!!
قلت ومن يجهز ملابسكم ويجهز أكلكم؟ قال الخادمة وبعض الأيام أنا!!لأن زوجة أبوي تمنعها
وتخليها تغسل البيت
اغرورقت عيتاه بالدموع فلم أعد أسيطر عليه
قلت طيب لماذا لم تلبسا اللباس الشتوي اليوم؟
قال:هي منعتني قالت خذ هاالملابس وروحوا للمدرسة!
قدم المعلمون والطلاب قلت لياسر ابقوا هنا لاتخرجوا للطابور
خرجت من عندهما وأنا أبكي
وأقول ماذنب الصغيرين حتى يكونوا ضحية خلاف أسري وطلاق وفراق
أين الرحمة أين الدين أين الضمير أين الانسانية
قررت أن تكون قضية ياسر وأيمن هي قضيتي
جمعت المعلومات الوافية عن أمهما وأبيهما
قلت للمرشد الطلابي هل استدعيتم والد ياسر ولم يأتي؟قال استدعيناه في الصف الثالث وكررنا عليه ولم يأت قلت لماذا استدعيتوه قال الولد كان شاطر ونظيف ومبتسم دائما وفجأة تغيرت
حالته قلت الان عرفت السبب
وبدأت مع ياسر أنصحه وأهتم به وأعطيه واجبات قال لي ياأستاذ ماأريد واجبات قلت له ولماذا
قال زوجة والدي لاتعطيني الفرصة لأني أغسل الحوش يوميا!!!!!!!!!!!!!!!!!
سبحان الله أيوجد عندنا أحد مثل هذه القصة أكاد لاأصدق عيني الباكيتان
وكأني أقرأ قصة في كتاب ومن هذا أنا ضد التعدد الذي في غير محله
اما أن تكونحاملا للمسؤلية أوابتعد عن التعدد لكي لايصيبك ماأصاب أبناء هذا الرجل
أدري طولت عليكم بس اعذروني ودمــــــــتـــــــــم
[/size]