حين يهاجم كلاب الروم ومطاياهم بلادنا، ويغدو ذلك جزءا من تهديد الوطن العربي بل والأسلامي كله، فما هو الاسم الذي يمكن إطلاقه على من يتقدم للتعامل مع هذا العدو، إلى درجة الاستعداد بما لا يتردد عند الاقتضاء في تدمير وتخريب البلاد كلها؟! ‏
في القرن الهجري السابع وقعت فتنة كبرى في بغداد.. انطوت على انقسام قاده الوزير الأول ابن العلقمي، وقد بلغ به حقده الشخصي ومطامعه الرخيصة في السلطة، حد مكاتبة الغازي المغولي هولاكو، الذي حاصر بغداد، فاستعصت عليه. ولم يجد غضاضة، وقد فسد ضميره وشرفه إلى حد الموت تماما، من أن يساوم هولاكو: يدله على مداخل بغداد الخفية ويساعده في دخولها، لقاء أن يصبح هو خليفة بغداد. وهذا ما كان.. وإذ دخل هولاكو بغداد وسط دخان الحرائق التي أشعلها جنوده عام 656 هـ ، وعويل النساء اللواتي اغتصبن ، وبكاء الأطفال الذين قبل أن يقتلوا شاهدوا مصارع آبائهم وأمهاتهم.
خرج ابن العلقمي في وفد من المرتزقة الانتهازيين لاستقباله، غازيا وطنهم، ممرغا شرفه بأقدام الأوباش في جيشه، وقد تجمع فيه لصوص الأرض ومجرموها و شذاذ أفاقها. أشار هولاكو إلى ابن العلقمي أن يجلس فجلس، وأمر فجيء بالذهب، ووضعه في بوتقة على النار حتى غلى وذاب. عندئذ أمر أن يسكب في فم ابن العلقمي قائلا: ‏
إذا هان عليك وطنك.. فكيف لا أهون .. أنا؟! ‏
تبرات تركيا في - أول الأمر - عن مساعدة ملة الكفر فأنبرت الكويت لها : أنا لها أنا لها .
والنتيجة : ابن علقمي جديد .
والله الهادي إلى سواء السبيل ...وأسأل الله الهداية للجميع