( 1 )

اخواتي واخواني في المنتدى تحيات طيّبات عليكم جميعا
سأبدأ بتدوين موضوع لا يخلو من الجمال والمتعة رغم صعوبته , وهو ( تحقيق المخطوطات )
والمخطوط كما لا يخفى عليكم هو الكتاب الذي وصلنا بعد تمّ تأليفه ونسخه وكتابته في ازمان ماضية تبدأ مع بداية عصر التدوين الأسلامي في القرن الثاني للهجرة النبوية الشريفة , وتنتهي مع بداية عصر الطباعة في القرن السادس عشر الميلادي , ويُعتبر كتاب القانون في الطب لأبن سينا اول كتاب طُبع باللغة العربية وكان ذلك من خلال مطبعة ( ميدتشي الأيطالية ) في عام 1519 وهناك قلّة يعرفون ان مفردة ميديتشي هي اسم لعائلة فلورنسية عريقة تنتمي اليها ( الجيوكندا ) وهي الموناليزا التي سبق لفنان عصر النهضة الأيطالي ليوناردو دافنشي ان رسمها عام 1500 , واللوحة محفوظة في متحف اللوفر .

ولا يفوتني ان اذكر ان هناك مخطوطات كثيرة تمّ نسْخها وتدوينها حتى بعد ظهور الطباعة , وهي في الغالب تمتاز بكثرة نُسخها المحفوظة سواء في مكتبات البيوتات الخاصة او العامة ودور المحفوظات المختلفة .

هناك بعض المخطوطات التي دُونت في العصور الأسلامية الأولى وكانت بالحرف الكوفي وخالية من النقط والأعجام والتشكيل , اذ ان التنقيط تمّ في حدود عام 53 هج .. ولقد ذكر ابن النديم في كتاب الفهرست ان من قام بتنقيط المصحف الشريف هو ابو الأسود الدؤلي الذي توفي في عام 95 هج , والتنقيط هو النقط الدالة على علامات الأعراب ( الضمة والفتحة والكسر ) .

اما الأعجام فهو النقط المستعملة لتمييز الأحرف عن بعضها كما في حروف ب و ت و ث و ح و خ و ج , فأننا اذا لم نستعمل نقط الأعجام لتعذّر علينا معرفة النصّ .
اما التشكيل فهو تطوير للتنقيط , اذ ان التنقيط كان يحاول ان يجعلنا نتعرّف على علامات الأعراب من خلال نقط ملوّنة يختلف لون احبارها عن لون الحبر الذي يُكتب فيه النصّ الأصلي , اذ ان التشكيل هو رسم واو صغير للدلالة على حركة الضمّ وفتحة في اعلى الحرف للدلالة على الفتح واخرى تحت الحرف للدلالة على الكسر , ومن المهم ان نعرف ان الأعجام قد تمّ في حدود عام 95 هج وذكر بعض المؤرخين انه حصل في امارة الحجاج بن يوسف الثقفي ويُقال ان نصر بن عاصم هو منْ قام بهذا العمل الجليل , وبأمكانكم الأستزادة في الرجوع الى كتاب ( تقريب التقريب 1 _ 154 )

اما التشكيل ( اي استخدام الحركات الثلاث الضمة والفتحة والكسرة ) فأن اول من استعمله بدلا عن نظام التنقيط الذي أنجزه ابو الأسود الدؤلي هو الخليل بن احمد الفراهيدي وكان ذلك في حدود عام 170 هج , ويُعتبر المصحف الشريف الذي كتبه الفراهيدي او كتاب في تاريخ العربية خضع بشكل كامل لأنظمة التشكيل والأعجام المعروفة في ايامنا هذه , والفراهيدي كما لا يخفى على احد هو واضع علم العروض اي قواعد اوزان الشعر العربي ومختلف مقاييسه وضوابطه وصاحب اول معجم عربي وهو كتاب العين .

سأكتفي بهذا القدلر راجيا ممن يقرأ موضوعي هذا ان يخبرني انْ كان موضوعا يستحقّ الأستمرار فيه ام اكتفي بما كتبته منه .

مودّتي لكم جميعا
صلاح