رفحاء -جريدة الرياض - عياده الجنيدي:
ودعت محافظة رفحاء بمنطقة الحدود الشمالية مع بداية العام الجديد( 2008م) أساس نشأتها وبداية نهضتها قبل أكثر من 50عاماً (محطة التابلاين) التابعة لشركة أرامكو التي أنشئت لتقوية خط الأنابيب الذي يربط مناطق البترول في شرق المملكة العربية السعودية بميناء صيدا بلبنان، حيث انتهت مؤخراً أعمال الإزالة لمنشآت المحطة المحاذية للمباني السكنية غرب المحافظة، ويتمنى أهالي المحافظة أنه بدل إزالتها تحويل مباني المحطة إلى متحف للمحافظة يرتاده زوار المنطقة، وقالوا إننا حزينون لوداعها وأن نرى المحطة التي أنعشت الحياة في هذا المكان وظهرت فيه تفارق الحياة وقد كانت هذه المحطة سبباً في نشأة محافظة رفحاء وكانت في البداية تسمى محافظة (خط الأنابيب) ثم تغيرت فيما بعد إلى محافظة (رفحاء)..وكانت البداية حين بدأت أعمال مشروع إنشاء خط الأنابيب ومحطات التابلاين فجذب المشروع أهل البادية إلى العمل فيه والاستيطان بالقرب من المحطة وكان هذا في عام ( 1951م)،فانتشرت المساكن وبدأت تظهر للعالم مدينة جديدة، وكانت الحياة آنذاك متقدمة بشكل كبير لوجود متطلبات الحياة في المعسكر الذي أنشأته شركة أرامكو لموظفيها، حيث كانت الكهرباء متوفرة وكانت البرقية تنقل الرسائل من رفحاء إلى مدن المملكة، وكانت المحطة تحتوي على الكثير من وسائل الترفيه والتسلية من مسرح وملاعب رياضية لكرة القدم والسلة والجولف والصالات المغلقة للبلياردو والمسبح وغيرها، كما كان في المحطة مستشفى راق يخدم أهالي المحافظة وما جاورها، واستمر أهالي المحافظة يستفيدون مما هو متوفر في المحطة حتى تم وقف العمل فيها، فأصبحت المحطة بعد الإغلاق آثاراً تُذكر المواطنين بنشأة محافظتهم، فيما بدأت أعمال التطور والنهضة تظهر على محافظة رفحاء حتى أصبحت محافظة من فئة (أ) وزاد عدد سكانها حتى أصبح الآن حوالي ( 100ألف نسمة) ووصل عدد المراكز والقرى التابعة لها إلى (25) مركزا وقرية وهجرة، وزاد من أهميتها موقعها على طريق الشمال الدولي المؤدي إلى بلاد الشام والأردن ولبنان وتركيا وحتى أوروبا غرباً، حيث أصبحت محط رحال المسافرين من الخليج إلى الشام، كما أنها دخلت التاريخ عندما أقيم بالقرب منها مخيم إيواء اللاجئين العراقيين (20كلم شمال المحافظة) عام 1991م أثناء حرب تحرير الكويت.