( .. إلى فخامة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الرئيس جورج بوش.. المحترم..
.. تحية طيبة وبعد..
.. أحب ـ أولا ـ أن أهديك كلمات أغنية عراقية قديمة يعرفها كل شعب العراق وكل شعب الكويت وهي.. «أحبك، وأحب كلمن يحبك» لأنك ـ باتخاذ ذلك القرار الشجاع ببدء تحرير العراق... )

هذه ما قرأته في زاوية أحد الكتاب العرب ( خليجي ) .. بعد أن بدأت أمريكا في ضرب العراق .. بعد أن بدأت صواريخها تمزق أجساد إخواننا في العراق ، وترعب طائراتها أطفالنا في العراق ..

في هذه الأثناء بدأ نقل مباشر للقصف على بغداد .. في إحدى القنوات الفضائية ..

مازالت الصحيفة بيدي .. ومازال التلفاز يعرض .. أيضاً ما زال القصف مستمراً .. وأيضاً مازال الأطفال يصرخون .. ومازالت الأعجاز يبكين ..

حينها " أطرقت حتى ملني الإطراق " .. " وبكيت حتى احمرت الأحداقُ " ..

هل معقول أن يتوقع هذا الكاتب أن أمريكا جاءت لتحرير العراق .. نعم نحن نتمنى أن يتحرر الشعب العراقي من نظام البعث .. ولكن لا أن يكون على حساب هذا الشعب المسكين .. لا أن يكون ثمن هذه الحرية حياة الأبرياء .. المغلوب علي أمرهم .. الذين عانوا كثيراً من هذا النظام ، ومن هذا الحصار – الذي فرضته أمريكا - منذ زمن طويل .. لماذا التغيير الآن فقط ؟ وما المناسبة ؟!

يا سيدي
" أو ما تبصر جور الغاصبين؟؟ "

أو ما تسمع قصف المعتدين ؟؟

أو ما تسمع قول الفاهمين : -

" وقف الصليب على الطريق فلا تسل **** عما جناه القتل والإحراقُ
وحشية يقف الخيــال أمـامهــــا **** متضـائلا وتمجهـا الأذواقُ
أطفالنـا ناموا عـــلى أحــلامهم **** وعلى لهيب القاذفـات أفاقوا "

الكل يرفض هذه الحرب وهذا العدوان .. حتى حلفاء أمريكا .. فرنسا وألمانيا .. حتى الكثير من العقلاء في أمريكا وبريطانيا .. واستقالات الوزراء فيها تثبت ذلك ..

قبل بدأ الحرب قامت المظاهرات في كل مكان ... وأيضاً بعد بدأ الحرب قامت المظاهرات .. حتى في بلد الحرية نفسها .. حيث يشمخ ( تمثال الحرية ) " يطاول أعنان السماء بغاربٍ " .. حيث بلد الديمقراطية .. في البلاد العربية لا نستغرب أن يقمع ويعتقل المتظاهرون .. لكن هل يمكن أن يحدث هذا في بلد الحرية .. وأمام تمثال الحرية .. هل يعقل أن يصدر هذا العمل ممن أتى لإحلال الحرية والسلام في بلاد الإسلام ..

بالمناسبة أنا لا أهتم بالمظاهرات فهي صراخ ونعيق .. لا أعتقد أنه يجدي .. " نعم ربما يكون الصراخ مجدياً في سبيل إبراء الذمة شرعياً .. فمن رأى منكم منكراً فليغيره يده فإن لم يستطع بلسانه فإن لم يستطع فبقلبه .. إذاً فنحن أفضل ممن يغيره بقلبه – وهو أضعف الإيمان - ، لكني أستغرب حين تمنع بلد الحرية التعبير عن الرأي .. مع أنها لن تجبرها على شيء .. فقط تعبير عن رأي في الحرب .. وهو هيجان يخمد بعد فترة ..

أعود إلى الكاتب ( صاحب الرسالة ) .. وأقول هل تعتقد أن أهل العراق يفرحون بهذه الحرب .. كما تدعي .. لا .. أنت مخطئ .. لا أحد في العالم يتمنى أن تمطر السماء عليه نيراناً .. لا أحد يصدق أن أمريكا تسعى لمصلحة أحد أبداًُ .. حتى الذين نفاهم وطردهم وشردهم ( صدام ) ونظامه ..
خذ مثالاً .. شاعر عراقي ومنفي من العراق .. يكيل لصدام أنواع الشتائم والسباب .. يعيش في المنفى .. يتحسر على وطنه المكلوم .. مع هذا كله لم يثق بأمريكا .. كما تثق بها أنت ...

أنا ضـــد أمريكـا إلى أن تنقضي هذي الحياة ويوضع الميزان
أنا ضدهــا حتى وإن رق الحصى يوماً وسال الجلمد الصــوان
بغضي لأمريكـــا لو الأكوان ضمــــــت بعضه لانهارت الأكـوان

لا غرابة .. فهذا الكاتب ( صاحب الرسالة ) .. كان يتمنى أن تضرب العراق حتى ولو لم يوجد فيها أسلحة دمار شامل .. انظروا ماذا كتب قبل بدأ الحرب .. وحكموا عليه بنفسكم ؟!

( .. أتمنى لو أستطيع شراء عدة براميل من أي سلاح كيماوي أو جرثومي أو بيولوجي، ثم أقوم بتهريبه عبر الحدود وأضعه بجانب «طوفة أي منزل عراقي» قرب «صفوان»، أجري بعدها اتصالا هاتفيا مع «بليكس والبرادعي» لأخبرهما أن العراق يخفي أسلحة دمار شامل وأدلهما على العنوان، فيقدمان الدليل إلى «كولن باول»، فتقصف بغداد بعد ساعات! )

-----------

(( .. مقالة كتبتها قبل نهاية الأحداث .. أي أثناء الحرب على العراق .. ))