انقطاع الكيروسين يزيد من قسوة البرد على أهالي الشمالية
درجات الحرارة تصل إلى 4 تحت الصفر أمس وتوقعات بارتفاعها اليوم
إحدى السيارات تعبئ الكاز في رفحاء تصوير: فواز عزيز
عرعر،رفحاء، القريات، سكاكا: واس، فواز عزيز، منوربن بطاح، علي العطشان، تيسير العيد
شهدت منطقة الحدود الشمالية انخفاضا كبيرا في درجات الحرارة حيث سجلت مدينة عرعر صباح أمس الأحد أربع درجات تحت الصفر وتجمدت المياه في بعض الأنابيب كما تجمدت المياه في الحدائق والشوارع.
و أوضح مصدر مسؤول في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئه أن منطقة الحدود الشمالية ستشهد في الأيام القادمة انخفاضا في درجات الحرارة حيث قد تسجل الحرارة غدا الاثنين 14 يناير درجتين تحت الصفر وفي يوم الثلاثاء 15 يناير 3 تحت الصفر وفي يومي الأربعاء والخميس 16 و 17 يناير 5 تحت الصفر ويوم الجمعة 18 يناير 3 تحت الصفر.
وفي ظل هذه الظروف المناخية شديدة البروردة أقبل المواطنون في المنطقة بكثافة على شراء الفراء ووسائل التدفئة والحطب.
وكان استخدام مواطني الشمالية لوسائل التدفئة التي تعمل بوقود الكيروسين وإقبالهم على شرائه تسبب في قلة المعروض منه وانعدامه في بعض المحطات.
وبات الحصول على عشرة لترات من الكيروسين في محافظة رفحاء صعبا، خاصة بعد أن خلت بعض المحطات منه في كلٍ من رفحاء و العويقيلة، والقريات، وسكاكا منذ أول من أمس.
وعلمت "الوطن" من مصادر مطلعة في محطة توزيع طريف التابعة لأرامكو السعودية أنه لا يوجد نقص في كميات الكيروسين ، حيث أكد مصدر هناك أن الكاز متوفر ولم يطرأ عليه شيء أبداً ، كما أكد أن المحطات تحصل على حصصها كما كان في السابق من دون نقص.
ويعتبر الكيروسين الوقود الأساسي لوسائل التدفئة المستخدمة في المناطق الشمالية ، والتي تشهد منذ أيام انخفاضاً شديداً في درجات الحرارة كما شهدت موجة من الثلوج ، وقد لوحظ زحامٌ شديد في محطات تعبئة وقود الكيروسين بمحافظة رفحاء منذ عدة أيام بعد أن انقطع الكاز في محافظة العويقيلة وأصبح أهالي العويقيلة يقطعون ( 300 ) كيلو - ذهاباً وإياباً - لشراء الكاز من رفحاء ، إلا أن محطات رفحاء لم تصمد طويلاً حتى نفد الكاز من أغلبها.
و تذمر عدد من المواطنين من تصرف محطات الكاز خلال الأيام الماضية التي أصبحت لا تبيع للمواطنين إلا كميات قليلة فقط خوفاً من نفاده.
و أكد لـ"الوطن" عدد من أصحاب المحطات في رفحاء قلة الكاز ، وأشار أحدهم إلى أن بعض المحطات أصبحت تبيع للزبون كميات قليلة من أجل أن يشمل الكاز جميع الزبائن ولو بكميات قليلة.
واضطر عدد من المواطنين في رفحاء والعويقيلة إلى الاستغناء عن وسائل التدفئة الخاصة بالكاز واستبدلوها بوسائل تدفئة كهربائية ، كما تخوف عدد منهم من تفاقم المشكلة ، الأمر الذي قد يحرم كثيرا من الأسر من الدفء في هذا الشتاء القارس.
وقد حاولت "الوطن" الاستفسار من مسؤولي أرامكو ومحطات التوزيع التابعة لها إلا أنها لم تجد من يجيب على التساؤلات بشكل رسمي.
ويقول المواطن سعد الرويلي إن موجة البرد التي تعيشها أجواء القريات في الأيام الحالية زادت الطلب على الكيروسين من قبل المواطنين حيث تجمهرعدد من الأهالي مساء أمس عند إحدى المحطات لشراء الكيروسين مما أدى إلى زيادة الطلب على الكمية المعروضة التي قد لا تكفي لتلبية حاجة الجميع في القريات، الأمر الذي قد يتسبب في انقطاعه، مطالبا أصحاب المحطات في القريات بوضع خزانات للكيروسين في محطاتهم ليضمنوا للمواطنين عدم انقطاعه وقت الشتاء.
وفي سكاكا، شوهدت أكثر من 100 سيارة تصطف للحصول على الكيروسين من محطة تعد المورد الوحيد له في المدينة.
والتقت " الوطن " عددا من المواطنين في طابور الانتظار فذكر قاسم القبيسي أنه ينتظر منذ 3 ساعات للوصول للمحطة وتعبئة الكيروسين حيث قام بالمرور على عدد كبير من محطات الوقود و لم يجد الكيروسين إلا في محطة وحيدة ، مطالبا القبيسي بزيادة الكمية حيث يزيد الطلب على الكيروسين في فصل الشتاء.
أما خلاف الشمري فقال إنه مازال ينتظر في الطابور منذ أكثر من ساعتين لتعبئة الكيروسين، مشيرا إلى أن الكثير من المواطنين لا يستطيعون الاستغناء عنه في هذه الفترة لشدة البرودة بالمنطقة فهو يحتاج له دوما لتشغيل المدافئ بالمنزل.
وذكر المواطن أحمد الضويحي أنه يحتاج يوميا أكثر من 6 لترات كاز لتشغيل المدفأة حيث يحتاج لتشغيلها على مدار اليوم لمقاومة البرد وبالتالي فإنه يحتاج شهريا لحوالي 180 لترا، مشيرا إلى أنه في السنوات الماضية لم تكن هناك معاناة لوجود شاحنات صغيرة تقوم بتعبئة خزان يصل إلى 100 لتر يكفيه لمدة طويلة بينما حاليا تم توقيف هذه السيارات ولا يستطيع تعبئة أكثر من 30 لترا.
بينما طالب خالد الخالدي الجهات المسؤولة بإلزام محطات الوقود بتوفير الكاز بمحطاتهم لتخفيف الزحام.
وذكر عبدالعزيز المزيد صاحب المحطة الوحيدة المتوفر لديها الكيروسين في سكاكا أنه لا يعاني من مشكلة في توفير الكاز من قبل محطة التوزيع بالمنطقة (أرامكو) فنفس الكمية في الأعوام الماضية يستطيع الحصول عليها وهي 30 ألف لتر يوميا وتكفي للكثير من أهالي المنطقة بينما يرى أن المشكلة في وجود سوق سوداء للكاز حيث يقوم أصحاب المحطات الأخرى ببيع الكاز على مصانع وشركات بسعر أكبر حيث يصل سعر البرميل إلى 60 ريالا بينما سعره 40 ريالا.
وحسب مدير تشغيل محطة توزيع أرامكو حامد الشراري فإنه لا توجد مشكلة بالمحطة وتقوم بإعطاء الكمية الموجودة بالعقود لدى جميع محطات المنطقة بينما يرى أن البعض من المحطات لم تقم بتغيير خزان الكيروسين مما سبب توقفه ، وذكر الشراري أن المحطة تسعى لبيع أكبر كمية لتفريغ خزاناتها حيث يعتبر الشتاء أكثر الأوقات تسويقا للكيروسين.
مواقع النشر (المفضلة)