[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

من أجمل الأحاديث في المجلس هي الأحاديث التي تتناول ذكريات الشيبان عندما كانوا في مقتبل العمر وريعان الشباب ... وحيث أني وعدتكم بقصة حب أبو دغفق وكيفية زواجه من أم دغفق فسأخبركم بما وصلت إليه ... يحدثني أحد أعضاء المجلس الموقر نقلا عن أبيه رحمه الله... انه حدثت معركة بين شبيبة القوم آنذاك ... كانت بدايتها عندما " تغاور" بعض الفتية حول أحد القلبان أيهم يسقي أولا ... تطور الأمر إلى مدافعة ثم مماسكة .. ثم مشاجرة .. فمعركة دارت رحاها حول القليب.. تقسم المتشاجرون إلى فريقين ، وارتمى كل واحد منهم حول راية " الفخذ" الأقرب إليه ... كانت المشاجرة خالية في البداية من الروح والحماس ... إلا أنها لما استرعت انتباه جمهور الأباء وقطعوا أعمالهم وشباتهم ينظرون ويتوقعون على النتيجة دبت فيها الروح وتحركت النخوة ... زادت من الروح القتالية في المعركة متابعة ذوات الخدور والصبايا للمعركة ... لم يكن أبو دغفق في المعركة ابتداء إلا أنه سمع نداء جده دغفوق الثالث عشر ينخاه: أبو دغفق وين أبو دغفق ... لما رأى أحفاده يتساقطون حول القليب(بالمناسبة كان أبو دغفق يدعى بهذه الكنية حتى قبل أن يتزوج) ...

لما رأى أبو دغفق أبناء عمه يسامون أنوع المهانة والمذلة بعد أن وطأت جباههم وجنوبهم الأرض انطلق بين السماء والأرض ولم يوقفه إلا ارتطام جسمه بأحد الأضداد ... رفع دخول أبو دغفق المعركة حماس من لم يرتفع ...وبدأت بعض المشجعات " باللولشة" ... وعينك ما تشوف إلا النور ... قام الدغافيق بشن هجوم ارتدادي ... تشاور شيبان ذلك الوقت " أموات اليوم رحمهم الله " هل يفرقونهم..؟!! إلا أنهم اتفقوا على أن يدعوهم ما لم يسمعوا صيحة أو يروا دما ... بدأت أجسام المتصارعين تختفي رويدا رويدا بفعل الغبار الذي أخذ يرتفع ... انطمست الرؤيا عن الجمهور ووقف من كان جالسا إلا أنهم لم يروا شيئا .. ولم يسمعوا إلا صيحات أبو دغفق ... الرحمات وأنا أبو دغفق... ليخرج أحد الأضداد طائرا من أرض المعركة ... الرحمات وأن أبودغفق ويطبر شخصا آخر ... لم يستطع أحد من الخصوم مجاراة أبو دغفق ... لكون مربوع ... وشجاع... وجري... وعندما يهتاش ... يزداد وجهه قبحا على قبح ... بدات المعركة تتضح معالمها بعد صال أبو دغفق وجال ... وبدأ الشيبان " في ذلك الوقت يأمرون من هم أصغر سنا بإيقاف المعركة لآتضاح النتيجة ... إلا أن الجميع توقف بعد أن دخل اخو وضحى في المعركة..

كان أخو وضحى عائدا بأبله وحضر المعركة في منتصفها إلا أنه لم يميز الأطراف لتعالي الغبار ... ولكن بعد دخول أبي دغفق ... وتمييز بعض المنسحبين عرف أن الدائرة دارت على أبناء عمه " الأشقاء " فانطلق بكل قوته وسرعته باتجاه ساحة الوغى... مصحوبا "بلولشة " الطرف الآخر من المشجعات ... انتبه أبو دغفق للقادم وانطلق بسرعة البرق باتجاه ... كان أخو وضحى ينهب الأرض نهبا حتى أن الرواي شبهه بالحصان الجامع لما رأى الحصى يتطاير خلفه ... حبس الجميع انفاسهم وهم ينظرون إلى ابي دغفق و" أخو وضحى" ينطلقان باتجاه بعضيهما بسرعة البرق ولم يبدو أن احد منهما يريد أن يغير رأيه... حتى المتصارعين قرب البئر توقفا عن التعارك والتفارس ينظرون وينتظرون ماذا سيحدث ...وبالفعل تقابل أبو دغفق وأخو وضحى ولكن ليس على الأرض بل في الهواء... إذ قفز كل منهما على الآخر لما اقتربا من بعضهما البعض ... تصادما ثم سقط كل منهما في مكان الآخر ... وما أن لمسا الأرض حتى هبا واقفين بسرعة البرق وتشابكا بعضهما البعض مرة أخرى ... استلزم فكهما عن بعضهما أربعة رجال...
كانت تلك الواقعة هي بداية ارتفاع أسهم أبي دغفق و " أخو وضحى " الذي نسيت أن أخبركم انه أبي -حفظه الله - وهذه كانت كنيته قبل أن يتزوج..
هذه الحادثة كانت البوابة الرئيسية لزواج أبي دغفق من زوجته الحالية أم دغفق ... ولعلي أتطرق لهذه الحادثة فيما يأتي من قابل الأيام إن شاء الله ...




تقبلوا تحياتي
ولدالشايب
من مجلسنا العامر في رفحاء
[/align]