إلى متى ؟!
قبل ساعة تقريباً خرجنا من خطبة جمعة كان خطيبها كالعادة في أضعف حالاته وأسوئها ، بل بينه وبين فن الخطابة كما بين المشرق والمغرب بل أبعد .
تناولت الغداء وأنا أفكر في هذا الخطيب العجيب !! وكيف أن القدر ساقني إلى هذا الجامع الذي آتيه لماماً !!
إلى متى ونحن نعاني من نوعية هؤلاء الخطباء المصابين بعيّ الخطاب وركاكة الأسلوب وضعف القراءة وغير ذلك ؟!
وحتى لا أطيل فإليكم الملاحظات علّ فيكم من ينقلها له ولأمثاله وربما قرأها فاستفاد منها – مع أني أشك في ذلك –

صياغة الموضوع كانت (شوربة) فيورد ويصدر ثم يعود ثم يزيد ثم ينتقل كيفما اتفق والموضوع لا تعرف له وجهاً ولا ترتيباً مع أنه منقول من أكثر من خطبة !! فهو يورد الموضوع بدون تصور له ولعناصره وبدايته وخاتمته وبعيدا عن هموم الناس واحتياجاتهم فضلاً عن أمور أخرى لا يتسع المجال لذكرها

لغته كانت مكسّرة تكسيراً لا أمل في أن نجبرها كلها بل هي ليست بحاجة إلى أستاذ لغة بقدر ما هي بحاجة إلى طبيب عظام !

طبقات الصوت لديه غريبة فيرفع كيفما اتفق واقترابه من المايكروفون آذى آذاننا بل ليس لديه تنوع إطلاقا في طبقات الصوت بحسب المعنى بل إنه تخفى عليك كثير من الكلمات بسبب ارتفاع الصوت وسوء مخارج بعض الحروف وهشاشة اللغة

كالعادة يترك الورقة ليبدع ، فبالله عليكم ما دخل صفتي ( الولي العظيم ) بالرحمة عندما يقول : استغفروه إنه هو الولي العظيم !! أوليس اسم ( الغفور التواب البر الرحيم ) أنسب ؟
ثم يبدع في آخر الخطبة الثانية فأنت أمام مشهد كوميدي وتراجيدي في نفس الوقت ، وذلك عندما يترك الورقة ليبين للجمع أنه مفوه ، فيأتي بالغرائب ، ثم يدعو فيعيد كثيراً ثم يريد أن يختم فلا يستطيع ثم تأتي النهاية ،،، كالمفاجأة

وأثناء الصلاة ، فهو لا ينتظر لإقامة الصفوف أبداً وطريقة التكبير غريبة بل إنه بعدما كبر سمعناه يقول مباشرةً الاستعاذة ! فأين ذهب دعاء الاستفتاح ، ثم هو يلحن لحناً جلياً وخفياً في الفاتحة وفي غيرها

ولا يطبق السنة في قصر الخطبة وطول الصلاة ولا يقرأ ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد نوصح مراراً وتكراراً فلم ينفع ، وقلنا : السنين تعلّمه فعجزت كذلك

وهو لا يحاول أن يتعلم عند أحد أو يستفيد من أحد ، أو على الأقل ينقل بلاءه عند مساجد قليلة العدد كالتي في الهجر البعيدة ، ثم أين دور أوقاف المساجد ، كيف تم الاختيار ؟ من هم أعضاء لجنة الاختيار ؟ أين المحاسبة والمراقبة والدورات التأهيلية والتطويرية ؟ هذا ما لاح لي في هذه العجالة ومن لديه مزيد ليفيد فلا يبخل

والله أعلم