من نعم الله سبحانه وتعالى على بني آدم أن حباهم نعمة العقل لتمييزهم عن سائرخلقه ، فالعقل هبة ربانية للجنس البشري . والمتأمل للنصوص الشرعية من كتاب وسنة يجد أن الله تعالى دائمايوجه فهم الخطاب لأصحاب العقول قال تعالى (إنا أنزلناه قرآنا عربيالعلكم تعقلون ) وقال (إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ) وقال في أصحاب النار ( ويجعل الله الرجس على الذين لايعقلون ) مما يدل دلالة واضحة على أهمية العقل في فهم الخطاب الديني وتنزيله على الواقع ،ولكن المتأمل للخطاب الإسلامي المعاصر يلحظ الجفاء بينه وبين العقل مع إيمانه بمبدأ العقل نظريا ولكنه لما أراد تنزيلها على أرض الواقع اصطدم برواسب فكرية تجاه هذه القضية مما انعكس سلبا على مخرجات هذا الخطاب (( لا في الخطاب نفسه)) فانظر مثلا بعد الهجمة الشرسه على الإسلام من قبل أعداء الداخل والخارج نجد بعض المبادئ بدأت في التخلل في الوسط الإسلامي والسبب في أصل التربية كانت مبنية على العاطفة الإيمانية فقط وكما يقال ( لاشرع بلاعقل ولاعقل بلاشرع ) فلو أن الإسلاميين جعلوا لهذه المسألة حيزا واسعا في الرؤى والتصورات التي ينفذون من خلالها لإصلاح المجتمعات لحققوا مكاسب لا تزعزها الرياح ومع هذا لاينكر وجد البعض ممن يتبنون هذا المنهج ولكنها لازالت تمثل رؤى فردية لامنهجا عاما ينى عليه مشاريع مستقبلية مرتبطة بأحداث منطقتنا الراهنة والماضية للخروج بدراسات استراتيجية لتوجيه الأجيال الصاعدة لتحقيق الأمل المشود للأمة الإسلامية .