بسم الله الرحمن الرحيم





مدينة راوة جنين العراق





عندما نتحدث عن جريمة من جرائم أمريكا الصليبية في احتلاله للعراق نجد القلم عاجزا لتعبير كل ما في الواقع المر الرابظ على صدور العراقيين ولكن الى أجل غير بعيد ، وجريمة مدينة رواة أصبحت مثل جريمة مخيم جنين في فلسطين ببشاعتها واسلوبها ولو باقل حجما .



"النحر" هو الطريقة التي اتبعها الجنود الأمريكان في المذابح التي ارتكبوها الجمعة 13 يونيو 2003 في شمال وشمال غرب العراق، وخلفت أكثر من 100 قتيل من المدنيين، مات معظمهم وهم نائمون قبل الفجر.

وكانت مدينة راوة مسرحًا لجانب من هذه المذابح التي ارتكبتها قوات الاحتلال بدعوى القضاء على فلول المقاومة البعثية، في الوقت الذي أكد فيه شهود عيان لـ"إسلام أون لاين.نت" عدم وجود عناصر بعثية بمدينتهم، موضحين أن شبابًا إسلاميين متدينين هم الذين يقودون المقاومة في المدينة، ونجحوا في إنزال خسائر بشرية لا يستهان بها في صفوف القوات الأمريكية.

وكشفت المصادر نفسها أن القوات الأمريكية تعمدت فتح نيران دباباتها ومروحيات الأباتشي فجر الجمعة 13-6-2003 على بيوت سكان مدينة راوة؛ مما أدى لاستشهاد العشرات، واندفع سكان المدينة للجري خارج البيوت هربًا من القصف، وحمل بعضهم أسلحته الخفيفة من الرشاشات التي لا يخلو منها أي بيت عراقي. واشتبكوا مع القوات المعتدية؛ مما أوقع بين صفوف الأمريكان عددًا من القتلى والجرحى.

ويقول أبو سعدون وهو من شيوخ المدينة: "حوالي 12 من شبابنا وجدنا جثثهم مقيدة بالحبال، وكل واحد منهم برقبته طلقة رصاص؛ حيث اعتقلهم الأمريكان من منازلهم ونفذوا فيهم إعدامات فورية بطريقة النحر المرعبة هذه".

"سوف يرون الجحيم"

مداهمات واعتقالات عشوائية تتلوها مذابح..آثار المعركة في راوة تبدو واضحة، لكن الجثث جميعها قد ووريت الثرى، بينما يسارع الأمريكيون بإخلاء جرحاهم وعتادهم فورًا، وعلى حد قول أبو سعدون: "بيننا وبينهم الآن ثأران: واحد لاحتلال بلدنا، والثاني لقتل أولادنا، وسوف يرون الجحيم هذا الصيف".

أبو خالد الذي يبدو عليه التأثر والإرهاق الشديد أوضح لنا أنه بقي 3 ساعات في الأرض الصحراوية على أطراف المدينة يحفر قبرًا جماعيًّا كبيرًا، تم فيه دفن أكثر من 80 جثة من أبناء راوة، ولكنه لا يعرف ما الذي دفع الأمريكان لارتكاب هذه المذبحة؛ حيث تبعد راوة 400 كيلومتر شمال غرب بغداد، وليس فيها أي أنشطة قتالية، ولا أي معسكرات كما يدعي الاحتلال، لا للبعث ولا لغيره، وأهلها من السنة المعروفون بتدينهم ومحافظتهم، كما أنها من أكثر المدن العراقية التي بها نسبة كبيرة من حملة الدكتوراة والشهادات العليا.

ويكشف أبو خالد أن عددًا من المجاهدين العرب كانوا أحيانًا يأتون للمدينة، كما أن عددًا من ضباط الجيش العراقي يقيمون بها، لكنهم ضباط غير بعثيين، بل يتميزون بالتدين، ويرفضون حكم صدام، لكنهم بدرجة كبرى يرفضون الاحتلال الأمريكي ويسعون لمقاومته، إلا أن هذه المقاومة لم تبدأ بعدُ بالشكل الكامل، على حد قول أبو خالد.

على طول الطريق من بغداد إلى راوة تصطف سيارات مدرعة ودبابات أمريكية، وتبدو حركتها غير عادية، ورفض أي من هذه القوات التصريح بأي شيء، غير أنهم يبحثون عن فلول لمناصري البعث والرئيس السابق صدام حسين. ولما سألناهم: لماذا يستهدفون المناطق الغربية والشمالية الغربية (محافظة الأنبار) وكلها مناطق للسنة؟ أوضح ميجور -رفض ذكر اسمه- أنهم لا يعرفون إن كانت هذه للسنة أم لغيرهم، لكنهم يعرفون أنها المنطقة التي ينشط بها "الإرهابيون"، على حد زعمه.



إسلاميون لا بعثيون

الدكتور ماجد الراوي -طبيب في مستشفى المدينة- ينفي هذه "الخرافات" الأمريكية كما أسماها، ويقول: "البعث وفدائيو صدام لم يقاتلوا عندما كانت الحرب دائرة، وتركوا العراق غنيمة سهلة للأمريكان؛ فمن أين يأتون بعقيدة قتالية يقاومون بها الآن؟ ولماذا يقاتلون أصلا إن كان مجدهم وسطوتهم قد زالا؟ وكثير من الشباب المصابين الذين قمت بعلاجهم أعرفهم تمامًا، وهم من الشباب الإسلامي المتدين وليسوا بعثيين على الإطلاق، وقصة البحث عن مطاردين من أنصار صدام حسين أو من البعثيين هذه يتخذها الاحتلال حجة لانتهاك كل حقوق الإنسان، واعتقال من يشاءون وقتل من يشاءون دون أن يسألهم أحد أو أن تفضحهم وسائل الإعلام".

ويضيف الدكتور ماجد: "حتى لو صدقت مزاعمهم تلك؛ فهل يعني هذا أن يقوموا بعمليات إعدام فورية وبطريقة النحر البشعة هذه؟! أين الحرية والديمقراطية التي يدعون أنهم جاءوا ليقدموها للعراقيين؟! لقد سمعت بأذني من أكثر من شاب أننا كنا نتمنى لقاء الأمريكان المعتدين هؤلاء، وهاهم قد جاءوا إلينا بأنفسهم ولن يسلموا".

أحد القادة المحليين براوة -فضل عدم ذكر اسمه- قال لنا: "أقسم لك أنه لا يوجد عندنا أي معسكرات تدريب، ولسنا بحاجة لهذا أصلا؛ فكل طفل عراقي يعرف كيف يستخدم السلاح، والتجنيد الإجباري والحروب الطويلة التي خاضها أبناء العراق على مدى أكثر من 20 عامًا علمت كثيرًا من الرجال العراقيين التخطيط العسكري واستخدام الأسلحة الثقيلة، والجيش الشعبي وجيش القدس اللذان شكلهما صدام للاستعراض ولتأكيد أنه حارس البوابة الشرقية.. لم يفد كل ذلك في منع المحتلين من دخول بلدنا، لكنه أفاد في تدريب الرجال والشيوخ وحتى النساء والصبية على استخدام مختلف أنواع الأسلحة؛ فهذه الجيوش كانت تضم الملايين، ولها تدريبات منتظمة على مدى سنوات، وهذا كله سيفيد جدًّا عندما نبدأ المقاومة الحقيقة ضد هؤلاء المحتلين الذين خربوا البلد".

وأضاف "إنهم –حتى- لا يستحون من اقتحام بيوتنا بعنف وهمجية، ولا يراعون أننا قوم محافظون، وكله بحجج زائفة مثل مطاردة البعثيين، وليس لهم هدف سوى إرهابنا حتى لا نقاومهم؛ فمحافظة الأنبار -وهي كبرى محافظات العراق، وتشمل الغرب كله- تذيق المحتلين كل يوم العذاب".



خسائر أمريكية

النار مشتعلة في خط الأنابيب المتجه إلى تركيا


وعلى مدى الأيام الثلاث الماضية فقط خسر الأمريكيون ثلاث طائرات أباتشي تم إسقاطها بصواريخ أستريللا الروسية ودبابتين تم تدميرهما بمدافع آر.بي.جي، وقتل أكثر من 7 جنود أمريكيين، وهو ما دفع قوات الاحتلال للتعامل بعصبية وعنف حتى مع الصحفيين ورجال الإعلام، كما قامت بقطع الكهرباء نهائيًّا عن أهالي الفلوجة في عقاب جماعي، ويحرص الأمريكيون على إخلاء أي موقع تقع فيه خسائر لهم خلال ربع ساعة من انتهاء الهجوم عليه، حتى لو كلفهم ذلك مزيدا من الخسائر.

وفي هذا السياق كشف لنا أحد الضباط أن هناك أوامر مشددة بعدم تمكين أي وسيلة إعلام من تصوير الخسائر الأمريكية، بل إنهم يعيدون ترتيب المكان وتسوية الأرض حتى لا يبدو أن هناك معركة جرت أصلا.

نقلة نوعية

وفي نقلة نوعية جديدة للمقاومة العراقية شهدت الموصل في شمال العراق تفجير أنبوب نفط الشمال الذي ينقل البترول العراقي إلى تركيا؛ مما أدى لتوقف تدفق النفط العراقي عبر أكبر خط أنابيب بترول عراقي، كانت تستثمره قوات الاحتلال، ويعتبر العراقيون بيع نفطهم بدون وجود حكومة وطنية عراقية سرقة أمريكية لنفط العراق.

وأعلن متحدث عسكري أمريكي الجمعة 13-6-2003 أن المقاومة هي التي فجرت خط النفط، كما شهدت محافظة ديالي بشرق العراق مواجهات بين مقاومين عراقيين وقوات أمريكية يومي الجمعة والخميس، وقامت القوات الأمريكية بحملة اعتقالات في مدن ديالي بعد أن سقط عدد من القتلى الأمريكيين، إلا أن حملة الاعتقالات شملت المناطق السنية فقط دون الشيعية، وهو الأمر الذي فسره البعض بأنه لعبة أمريكية جديدة لبث الفتنة بين السنة والشيعة.

كما قتلت قوات الاحتلال 27 عراقيًّا الجمعة، بعضهم تم إعدامه نحرًا برصاصة في العنق بمدينة "بلد" -70 كيلومترًا شمال بغداد- بعد أن تعرضت لهجوم للمقاومة على دبابات أمريكية أُعطبت اثنتان منها. (اسلام اون لاين).



ماذا جرى في راوة ؟



وكتبت مفكرة الإسلام مقالا بعنوان ماذا جرى في راوة ؟ جاء فيه: بدأت تفاصيل المذبحة التي قامت بها القوات الأمريكية بالقرب من قرية راوة العرقية تتكشف مع وصول المراسلين الجانب إلى هذه المنطقة .
و شاهد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية حطام اسلحة وفرش ملطخة بالدماء واوتاد خشبية تشير الى وجود قبور، آثار تدل على ما خلفته عملية الجيش الاميركي الذي لم يترك اي فرصة لعشرات المقاتلين العراقيين والاجانب الذين قرروا مواصلة القتال في شمال العراق بعد سقوط نظام صدام حسين.


و يقع معسكر تدريب يضم عشرات المقاتلين على ما يقول سكان راوة في ارض قاحلة وعلى سفح تلة القرية المجاورة على بعد 350 كلم شمال غرب بغداد.


و يقول الشيخ غربي عبد العزيز امام المسجد الرئيسي في بلدة راوة على بعد عشرة كيلومترات من موقع المواجهات لوكالة فرانس برس : قتل ما مجموعه 82 شخصا في المعسكر.
و أضاف انه شارك في عملية دفن الجثث مشيرا الى انه تم العثور على جثث 50 مقاتلا تتراوح أعمار غالبيتهم بين 15 و 30 عاما مصطفة فيما عثر على سبع جثث أخرى موثوقة الأيدي توفي أصحابها خنقا مع آثار رصاص في العنق أو الجبهة أو الصدر.
و أضاف انه تم العثور على سبع جثث أخرى قرب مكان سقوط مروحية الاباتشي على بعد كيلومترين من المعسكر.


و أحصت مراسلة وكالة انباء فرانس برس 15 قبرا في المعسكر هي أكوام من التراب وضعت عليها أوتاد خشبية وعلى أحدها قرآن.


وقال صاحب مرآب لتصليح السيارات يدعى عبد الهادي محمود لوكالة فرانس برس حين توقف القصف الخميس وغادر الاميركيون، هرع السكان لجمع الاشلاء كانت هناك جثث ممزقة بالكامل وقال عبد الودود وهو سائق انه شارك في نقل الجثث الى راوة حيث تم دفنها مضيفا«ما رأيته ما يصدق، لا زلت تحت صدمة مشهد كل اولئك الشبان القتلى. كانت ايدي البعض موثقة.


واكد السكان ان الجيش الاميركي اطلق على الاقل ست قنابل انشطارية وقال شهود انه بعد المعارك جاء شاب ملثم الوجه للتعرف على بعض الجثث ثم غادر بدون قول شيء وانتشرت في الموقع فرش ملطخة بالدماء، وكانت الاحذية الرياضية مبعثرة في الارض وبعضها من صناعة سورية.
ويتوسط التلة الصخرية نفق يؤدي الى مخزن اسلحة توجد فيه قاذفات صواريخ وصواريخ ارض ـ جو سام ـ 7 فضلا عن صندوق كتب عليه متفجرات ويتكتم السكان حول طبيعة الموقع وقال فالح وحدان احد سكان راوة لوكالة فرانس برس انه بالتأكيد معسكر تدريب لكن لا نعرف اكثر من ذلك.


وفي مقبرة راوة وضعت على كل كومة من التراب زجاجة كتبت عليها اسماء اصحاب الجثث التي تم التعرف على هويتها وعلى احدى الزجاجات كتب اسم اسامة محفوظ سالم المتحدر من اليمن بينما كتب على اخرى عبد الستار محمد من الفالوجة المدينة السنية المحافظة غرب بغداد التي تشهد العديد من الهجمات ضد الاميركيين كما افادت مراسلة فرانس برس ويتكتم السكان حول اصل المقاتلين الذين كانوا يترددون على المعسكر وقال عبد الهادي محمود عندما كانوا يأتون الى القرية لم يتعرضوا لنا ابدا. كانوا ودودين.
وقد كتب على بلاغ علق على مدخل مسجد راوة ابتعدوا عن قوات التحالف، انصحوا اولادكم بعدم الاقتراب منهم لا تساعدونهم، لا تصافحونهم لان ذلك يتعارض مع كرامة العراقي الاصيل كونوا متضامنين ضد الاحتلال.

وهكذا تستمر المقاومة والجهاد لتحرير العراق من أيدي المحتلين الصليبيين ، وتستمر معاناة الأمة في زمن الغربة لحين تنتصر هذه الأمة بطائفة منصورة من قبل المخلصين المجاهدين في سبيل ربهم .

اللهم نسألك باسمك الأعظم أن تننصر إخواننا المجاهدين في كل مكان...إنك القادر على ذلك جل شأنك.

من بريدي