معلمات محو الأمية

الكاتب .. صالح الشيحي - جريدة الوطن



وتزامنا مع بداية العام الدراسي هذا اليوم حري بنا أن نطرح قضية أخرى تشغل بال شريحة واسعة في الأوساط التعليمية.. القضية هي معلمات محو الأمية.
اليوم معلمات بند محو الأمية لم يشملهن أي قرار لتثبيتهن على وظائف رسمية بل تم إنهاء عقودهن بالتدريج ليجدن أنفسهن على رصيف البطالة مجددا!
أدرك، وهذه نقطة مهمة، أن الأمر مرتبط بجهات أخرى ليس من بينها وزارة التربية والتعليم.
لكن هل هناك مبرر منطقي لإنهاء حياة وظيفية بهذه البساطة.. كيف نتيح للمرأة فرص عمل ورزق ثم ما نلبث أن نمن بها ونلغيها بجرة قلم.. دعونا من حكاية مجرد وظيفة؛ ألا ندرك أننا بذلك إنما نغلق بابا للرزق كانت تعيش منه مئات الأسر؟
اطلعت على شكواهن في موقعي على شبكة الإنترنت فحزنت لحالهن فعلا.. تقول إحداهن: "نحن لا نطالب إلا بحقوقنا كمواطنات بالترسيم والأمان الوظيفي وليس إلغاء العقود"؟!
تقول أخرى: "حرمنا أبسط حقوقنا في إجازات الولادة والمرض طوال السنوات الماضية ماعدا السنتين الماضيتين فقط.. عرضنا أنفسنا للمهالك وذلك خدمة للوطن وسد حاجة لنا وفوق هذا كله لا رواتب بالإجازات وبعقد سنوي ولم نتساو حتى ببند الأجور المؤقت.. ظلمنا كثيراً ومضى من العمر 19 عاما وكنا نطمع بالتثبيت ومن ثم التقاعد"!
تقول ثالثة: "بعضنا أرامل وبعضنا مطلقات وبعضنا ظروفهن المادية تحتاج لمساعدة، ألا يحق لنا التثبيت بعد سنوات من العمل المتواصل"؟
تقول رابعة: "الله يخليك قل للمسؤولين إننا كنا نقطع يوميا 300 كيلو للذهاب إلى أماكن عملنا، كنا نذهب الساعة 3 فجرا ونرجع البيت الساعة 3 عصرا، كنا نصبر أنفسنا على أمل الترسيم"!
وهناك العشرات.. وليس بيدي سوى أن أعرض مشكلتهن أمام الملأ لعل الله يقيّض لهن قلباً رحيما.. هذه مشكلة نحن الذين خلقناها في وقتٍ ما.. ونحن المسؤولون عن حلها..


المصــدر .. جريدة الوطــــن

http://www.alwatan.com.sa/news/write...=7745&R****=37