معلمي في مرحلة التعليم الأولي يقول لي إنتبه من هادم اللذات مفرق الجماعات .
وفي المراحل المتقدمة جاء معلم آخر وقال لي : أننا لفي غفلة فقد تناسينا الموت
وفي المرحلة المتوسطة اخذنا المعلم لرحلة إلى المقبرة
ونحن أطفال روعونا المجرمين بإسم التعليم
ونحن أطفال قالوا لنا بأن الموت قادم لا محالة ( وهو قادم ) ولكن لم يخبرني احد أن الحياة لها وجه آخر جميل .
قال لي معلمي في المرحلة الثانوية : قال تعالى : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " .
بمعنى ان الله خلقنا ليميتنا ويدخلنا جنة أو نار .
لم يكلف أي معلم نفسه ليقول لنا بأن الله خلقنا لإعمار الأرض وإعمارها يدخل من ضمن عبادته .
لم يكلف أي معلم نفسه ليقول لنا بأن الحياة جميلة وتستحق العيش . بل أكثر المتفائلين من المعلمين قال عش لآخرتك كأنك تموت غداً...

اذا دخلت مسجدا ما لاتكاد تخلو أرجاؤه من مطوية كتب عليها : هل تذكرت الموت ؟

ذهبت إلى إحدى المستشفيات وبينما انتظر دوري وجدت مطوية أخرى على الطاولة في غرفة الإنتظار كتب عليها ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) .

ذهبت إلى البيت وفتحت التلفاز ووجدت أحد المشائخ يتحدث ويستطرد في تفسير : " كل نفس ذائقة الموت " .

دخلت المنتدى فوجدت أحدهم يتحدث عن الواعظ الصامت ؛ مع تفاعل كبير من الأعضاء الذين يحلوا لهم ذكر الموت وتدغدع مشاعرهم قصصه حتى أصبح قاسم مشترك بين كل فرد من هؤلاء مع أن واقع أصحاب هذا الخطاب مناقض تماماً لما يقولونه...

سؤال دائما يدور في نفسي: هل خلقنا لنموت؟؟

ألا يوجد في ديننا عقوبة لردع مرتكب المعاصي أو الترغيب في الإلتزام غير ذكر الموت؟؟




قفلة ...

: * إنتبه فإن الموت يدور على ساكني الدور .. ويلتقط أرباب القصور بلا فتور ولا قصور .. وكأنك بالأمر قد فصل..