تعج ساحتنا الثقافية بسجال فكري متنوع المشارب ، نزاع الأفكار من أصحاب الاتجاه الواحد المنطلق من أرضية مشتركة فضلا عن الاتجاهات المفترقة في أيدلوجياتها الفكرية ،
ويقوم بإشعال هذا السجال من كل اتجاهه عمالقته ورواده ، فهو سجال نخبوي في الجملة ،وإن دل هذا الحراك الفكري فإنما يدل على وعي شرائح المجتمع في قضاياهم الفكرية ، شريطة أن يكون هذا الحراك محاطا بالأطر المحددة لفن الحوار والنقاش ،
ولكن هناك إشكالية كامنة في نفوسنا التي مااعتادة إلا على قاعدة ( ما أوريكم إلا ماأرى )
وهي إذا شم الواحد منا رائحة خلاف من مفكر لا نشك في صدقه وقيامه بالعمل لتنهض أمته من كبوتها ، وقد يكون هناك اتفاقا في الإطار العام الفكري بينا وبينه ، إلا وجن جنونا وثارت ثائرتنا وكأن المدافع هو من يملك مفتاح الصواب وقد يتحول هذا الخلاف إلى تصفية حسابات وإلى درجة الإقصاء المتعمد ، خاصة إذاكان هذا الانتقاد موجه إلى شخصية أو أشخاص لهم ثقلهم في نفوس المريدين والأتياع ،
نعم من حق كل واحد منا أن يدافع عن مواقفه وقناعته الفكريه ولكن هذا المدافعة لاتخول له أن يقصي الطرف الآخر ويحاول تشويه هذا الاتجاه والمنهج المخالف له ، وليجعل لمنهاج الشريعة الإسلامية والمنهاج الحضاري حيزا في نقده لطرف الآخر .