آخر المشاركات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: مجموعة مواعظ

  1. #1
    عضو فعّـال

    ابوعبدالكريم غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    198

    مجموعة مواعظ

    [align=center] بسم الله الرحمن الرحيم
    وبه نستعين
    هذه مجموعة من مواعظ الأمام ابن القيم
    أعجبتني فأحببت نقلها لكم
    راجياً من المولى أن تفيدوا وتستفيدوا منها
    اذكر اسم من إذا أطعته أفادك ، و إذا أتيته شاكراً زادك ، و إذا خدمته أصلح قلبك و فؤادك
    أيها الغافل ما عندك خبر منك ! فما تعرف من نفسك إلا إن تجوع فتأكل ، و تشبع فتنام ، و تغضب فتخاصم ، فبم تميزت عن البهائم
    واعجباً لك , لو رأيت خطاً مستحسن الرقم لأدركك الدهشة من حكمة الكاتب ، و أنت ترى رقوم القدرة و لا تعرف الصانع ، فإن لم تعرفه بتلك الصنعة فتعجّب ، كيف أعمى بصيرتك مع رؤية بصرك.
    يا من قد وهى شبابه ، و امتلأ بالزلل كتابه ، أما بلغك أن الجلود إذا استشهدت نطقت , أما علمت أن النار للعصاة خلقت , إنها لتحرق كل ما يُلقى فيها ، فتذكر أن التوبة تحجب عنها ، و الدمعة تطفيها .
    سلوا القبور عن سكانها ، و استخبروا اللحود عن قطانها ، تخبركم بخشونة المضاجع ، و تُعلمكم أن الحسرة قد ملأت المواضع ، و المسافر يود لو انه راجع ، فليتعظ الغافل و ليراجع .
    يا مُطالباً بإعماله ، يا مسؤولا عن أفعاله ، يا مكتوباً عليه جميع أقواله ، يا مناقشاً على كل أحواله ، نسيانك لهذا أمر عجيب !
    إن مواعظ القرآن تُذيب الحديد ، و للفهوم كل لحظة زجر جديد ، و للقلوب النيرة كل يوم به وعيد ، غير أن الغافل يتلوه و لا يستفيد
    كان بشر الحافي طويل السهر يقول : أخاف أن يأتي أمر الله و أنا نائم
    من تصور زوال المحن و بقاء الثناء هان الابتلاء عليه ، و من تفكر في زوال اللذات وبقاء العار هان تركها عنده ، و ما يُلاحظ العواقب إلا بصر ثاقب .
    عجباً لمؤثر الفانية على الباقية ، و لبائع البحر الخضم بساقية ، و لمختار دار الكدر على الصافية ، و المقدم حب الأمراض على العافية .
    قدم على محمد بن واسع ابن عم له فقال له من أين أقبلت ,قال : من طلب الدنيا ، فقال : هل أدركتها , قال لا ، فقال : واعجباً ! أنت تطلب شيئاً لم تدركه ، فكيف تدرك شيئاً لم تطلبه .
    يُجمع الناس كلهم في صعيد ، و ينقسمون إلى شقي و سعيد ، فقوم قد حلّ بهم الوعيد ، و قوم قيامتهم نزهة و عيد ، و كل عامل يغترف من مشربه .
    كم نظرة تحلو في العاجلة ، مرارتها لا تُـطاق في الآخرة ، يا ابن أدم قلبك قلب ضعيف ، و رأيك في إطلاق الطرف رأي سخيف ، فكم نظرة محتقرة زلت بها الأقدام
    يا طفل الهوى , متى يؤنس منك رشد ، عينك مطلقة في الحرام ، و لسانك مهمل في الآثام ، و جسدك يتعب في كـسب الحطام .
    أين ندمك على ذنوبك , أين حسرتك على عيوبك , إلى متى تؤذي بالذنب نفسك ، و تضيع يومك تضييعك أمسك ، لا مع الصادقين لك قدم ، و لا مع التائبين لك ندم ، هلاّ بسطت في الدجى يداً سائلة ، و أجريت في السحر دموعاً سائلة .
    هل تحب أولادك طبعاً فأحبب والديك شرعاً ، و ارع أصلاً أثمر فرعاً ، و اذكر لطفهما بك و طيب المرعى أولاً و أخيرا ، فتصدق عنهما إن كانا ميتين ، و استغفر لهما و اقض عنهما الدين
    من لك إذا الم الألم ، و سكن الصوت و تمكن الندم ، ووقع الفوت ، و أقبل لأخذ الروح ملك الموت ، و نزلت منزلاً ليس بمسكون ، فيا أسفاً لك كيف تكون ، و أهوال القبر لا تطاق .
    كأن القلوب ليست منا ، و كان الحديث يُعنى به غيرنا ، كم من وعيد يخرق الآذانا .. كأنما يُعنى به سوانا .. أصمّنا الإهمال بل أعمانا .
    يا ابن آدم فرح الخطيئة اليوم قليل ، و حزنها في غد طويل ، ما دام المؤمن في نور التقوى ، فهو يبصر طريق الهدى ، فإذا أطبق ظلام الهوى عدم النور
    انتبه الحسن ليلة فبكى ، فضج أهل الدار بالبكاء فسألوه عن حاله فقال : ذكرت ذنباً فبكيت , يا مريض الذنوب ما لك دواء كالبكاء , يا من عمله بالنفاق مغشوش ، تتزين للناس كما يُزين المنقوش ، إنما يُنظر إلى الباطن لا إلى النقوش ، فإذا هممت بالمعاصي فاذكر يوم النعوش ، و كيف تُحمل إلى قبر بالجندل مفروش .
    ألك عمل إذا وضع في الميزان زان , عملك قشر لا لب ، و اللب يُثقل الكفة لا القشر
    رحم الله أعظما ً نصبت في الطاعة و انتصبت ، جن عليها الليل فلما تمكن و ثبت ، و كلما تذكرت جهنم رهبت و هربت ، و كلما تذكرت ذنوبها ناحت عليها و ندبت .
    يا هذا لا نوم أثقل من الغفلة ، و لا رق أملك من الشهوة ، و لا مصيبة كموت القلب ، و لا نذير أبلغ من الشيب .

    إلى كم أعمالك كلها قباح ، أين الجد إلى كم مزاح ، كثر الفساد فأين الصلاح ، ستفارق الأرواح الأجساد إما في غدو و إما في رواح ، و سيخلو البلى بالوجوه الصباح ، أفي هذا شك أم الأمر مزاح .
    فليلجأ العاصي إلى حرم الإنابة ، و ليطرق بالأسحار باب الإجابة ، فما صدق صادق فرُد ، و لا أتى الباب مخلص فصُد ، و كيف يُرد من استُدعي و إنما الشأن في صدق التوبة .
    إخواني وأخواتي : الأيام مطايا بيدها أزمة ركبانها ، تنزل بهم حيث شاءت ، فبينا هم على غواربها ألقــتهم فوطئتهم بمناسمها .
    النظر إلى العواقب ، فإن اللبيب لها يراقب ،أين تعب من صام الهوا جر وأين لذة العاصي الفاجر , فكأن لم يتعب من صابر اللذات ، و كان لم يلتذ من نال الشهوات .
    حبس بعض السلاطين رجلاً زماناً طويلا ثم أخرجه فقال له : كيف وجدت محبسك قال : ما مضى من نعيمك يوم إلا و مضى من بؤسي يوم ، حتى يجمعنا يوم
    جبلت القلوب على حب من أحسن إليها ، فوا عجباً ممن لم ير محسناً سوى الله عز وجل كيف لا يميل بكليته إليه .
    أحذر نفار النعم فما كل شارد بمردود ، إذا وصلت إليك أطرافها فلا تُنفر أقصاها بقلة لشكر .
    اجتمعت كلمة إلى نظرة على خاطر قبيح و فكرة ، في كتاب يًحصي حتى الذرة ، و العصاة عن المعاصي في سكرة ، فجنو من جِنى ما جنوا ، ثمار ما قد غرسوه .
    يا هذا , ماء العين في الأرض حياة الزرع ، و ماء العين على الخد حياة القلب .
    يا طالب الجنة , بذنب واحد أُخرج أبوك منها ، أتطمع في دخولها بذنوب لم تتب عنها , إن امرأً تنقضي بالجهل ساعاته ، و تذهب بالمعاصي أوقاته ، لخليق إن تجري دائماً دموعه ، و حقيق أن يقل في الدجى هجوعه .
    أعقل الناس محسن خائف ، و أحمق الناس مسئ آمن .
    لا يطمعن البطال في منازل الأبطال ، إن لذة الراحة لا تنال بالراحة ، من زرع حصد و من جد وجد ، فالمال لا يحصل إلا بالتعب ، و العلم لا يُدرك إلا بالنصب ، و اسم الجواد لا يناله بخيل ، و لقب الشجاع لا يحصل إلا بعد تعب طويل .
    كاتبوا بالدموع فجاءهم ألطف جواب ، اجتمعت أحزان السر على القلب فأوقد حوله الأسف و كان الدمع صاحب الخبر فنم .
    كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره ، و شهره يهدم سنته ، و سنته تهدم عمره ، كيف يلهو من يقوده عمره إلى اجله ، وحياته على موته .
    إخواني وأخواتي : الدنيا في إدبار ، و أهلها منها في استكثار ، و الزارع فيها غير التقى لا يحصد إلا الندم .
    ويحك , أنت في ألقب محصور إلى إن ينفخ في الصور ، ثم راكب أو مجرور ، حزين أو مسرور ، مطلق أو مأسور ، فما هذا اللهو و الغرور !
    بأي عين تراني يا من بارزني و عصاني ، بأي وجه تلقاني ، يا من نسي عظمة شأني ، خاب المحجوبون عني ، و هلك المبعدون مني .
    يا هذا زاحم باجتهادك المتقين ، و سر في سرب أهل اليقين ، هل القوم إلا رجال طرقوا باب التوفيق ففتح لهم ، و ما نياس لك من ذلك .
    ألا رُب فرح بما يؤتى قد خرج اسمه مع الموتى ، ألا رُب معرض عن سبيل رشده ، قد آن أوان شق لحده ، ألا رُب ساع في جمع حطامه ، قد دنا تشتيت عظامه ، ألا رُب مُجد في تحصيل لذاته ، قد آن خراب ذاته
    يا مضيعاً اليوم تضييعه أمس ، تيقظ ويحك فقد قتلت النفس ، و تنبه للسعود فإلى كم نحس ، و أحفظ بقية العمر ، فقد بعت الماضي بالبخس .
    عينك مطلقة في الحرام ، و لسانك منبسط في الآثام ، و لأقدامك على الذنوب إقدام ، و الكل مثبت في الديوان .
    كانوا يتقون الشرك و المعاصي ، و يجتمعون على الأمر بالخير و التواصي ، و يحذرون يوم الأخذ بالأقدام و النواصي ، فاجتهد في لحاقهم أيها العاصي ، قبل إن تبغتك المنون .
    لوا الشفاه يطلبون الشفاء بالصيام ، و أنصبوا لما انتصبوا الأجساد يخافون المعاد بالقيام ، و حفظوا الألسنة عما لا يعني عن فضول الكلام ، و أناخوا على باب الرجا في الدجى إذا سجى الظلام ، فأنشبوا مخاليب طمعهم في العفو ، فإذا الأظافير ظافرة .
    يا مقيمين سترحلون ، يا غافلين عن الرحيل ستظعنون ، يا مستقرين ما تتركون ، أراكم متوطنين تأمنون المنون .
    وعظ أعرابي ابنه فقال : أي بني إنه من خاف الموت بادر الفوت ، و من لم يكبح نفسه عن الشهوات أسرعت به التبعات ، و الجنة و النار أمامك .
    يا له من يوم لا كالأيام ، تيقظ فيه من غفل و نام ، و يحزن كل من فرح بالآثام ، و تيقن أن أحلى ما كان فيه أحلام ، واعجباً لضحك نفس البكاء أولى بها .
    إن النفس إذا أُطمعت طمعت ، و إذا أُقنعت باليسير قنعت ، فإذا أردت صلاحها فاحبس لسانها عن فضول كلامها ، و غُض طرفها عن محرم نظراتها ، و كُف كفها عن مؤذي شهواتها ، إن شئت إن تسعى لها في نجاتها .
    علامة الاستدراج : العمى عن عيوب النفس ، ما ملكها عبد إلا عز ، و ما ملكت عبداً غلا ذل .
    ميزان العدل يوم القيامة تبين فيه الذرة ، فيجزى العبد على الكلمة قالها في الخير ، و النظرة نظرها في الشر ، فيا من زاده من الخير طفيف ، احذر ميزان عدل لا يحيف .
    سمع سليمان بن عبد الملك صوت الرعد فانزعج ، فقال له عمر بن عبد العزيز : يا أمير المؤمنين هذا صوت رحمته فكيف بصوت عذابه .
    يا من أجدبت أرض قلبه ، متى تهب ريح المواعظ فتثير سحاباً ، فيه رعود و تخويف ، و بروق و خشية ، فتقع قطرة على صخرة القلب فيتروى و يُنبت .
    قال بعض السلف : إذا نطقت فاذكر من يسمع ، و إذا نظرت فاذكر من يرى ، و إذا عزمت فاذكر من يعلم .
    قال سفيان الثوري يوماً لأصحابه : أخبروني لو كان معكم من يرفع الحديث إلى السلطان أكنتم تتكلمون بشي قالوا : لا قال ، فإن معكم من يرفع الحديث إلى الله عز وجل .
    كلامك مكتوب ، و قولك محسوب ، و أنت يا هذا مطلوب ، و لك ذنوب و ما تتوب ، و شمس الحياة قد أخذت في الغروب فما أقسى قلبك من بين القلوب , هذا وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
    [/align]

  2. #2
    الصورة الرمزية حديقة الزيتون
    عضو جديد

    حديقة الزيتون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    29
    يعطيك العافية
    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»لا اله الا الله«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  3. #3
    عضو متميز جدا

    kermalk غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    7,502
    [align=center]الله يجزاك خير ويكتبه بموازين أعمالك[/align]

  4. #4
    عضو جديد

    الفيصل الشمري غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    3
    الله يجزاك خير الجزاء

  5. #5
    الصورة الرمزية ابومحمدالزوبعي
    شريف النشمي

    ابومحمدالزوبعي غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الدولة
    تحت أقدام أمي
    المشاركات
    11,857
    [align=center]الله يعطيـــــــــك العافيـــــــــــــه [/align]

  6. #6
    الصورة الرمزية سعود الشمري
    عضو متميز جدا

    سعود الشمري غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    منبع الاسلام
    المشاركات
    5,039
    جزاك الله خيرا اخي الكريم

+ الرد على الموضوع

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك