[align=center]فقدت جدتي من أيام قلائل -رحمها الله بواسع رحمته و اسكنها واسع جناته- عندما اتذكرها اتذكر كما كان جيلهم يختلف عنا ،لا يتذمرون من أي شيء راضين بقضاء الله و قدره ،كانت تعاني من المرض لسنوات طويلة ولا تراها إلا باشة ضاحكة ابتسامتها لا تفارق وجهها محافظة على صلواتها و لسانها دائم الدعاء و التسبيح و الاستغفار ، دائمة السؤال عن الصغير قبل الكبير،تحرص على جعل مجلسها مفتوح لجميع نساء العائلة ،دائما جالسة فيه -وهي على سريرها حيث انها لا تستطيع الحراك-وهي بأبهى حلة و في جعبتها الكثير من القصص و المواقف و الأشعار ،تتمتع بأسلوب رائع في رواية القصص و المواقف ،تستخدم كلمات من اللغة العربية الفصحى و تحرص على شرح كل معاني الكلمات التي لا نفهمها.تحرص على ادخال البهجة على قلوب الأطفال بشراء الألعاب و الحلويات و تقديمها لهم بكل زيارة.لا يخرج منها إلا طيب الكلام فلم أسمعها بحياتي تتلفظ بأي لفظ جارح لأي أحد صغير كان أم كبير. ملامح وجهها بابتسامتها و علامات الرضا على وجهها لا تفارقني.

استودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه ..

في أمان الله ..

يا جدتي

لن ننساك من دعوة صادقة

ولا من صدقة جارية
[/align]