كم أشعر بالأسى وأنا أستجدي قلمي الشحيح لتسطير أروع أيام فنيت من عمري ، ويتفطَّر قلبي وأنا أغلق دفاتر الذكريات بنوعيها ، وتفيض أدمعي وأنا أقدم على مجهول متغطرس ، عندما كنت في الإبتدائية أعلم بأن بعدها المتوسطة وتليها الثانوية ، لكن ماذا بعد الجامعة ؟!
لست أدري ؟
وهذا شعور يراود أكثر الخريجين !
مازلت أذكر يوم تسجيلي في الجامعة 1425هـ الفصل الثاني ، كم كانت سعادتي عندما أخذت ورقة القبول , أذكر أني أريتها لكثير ممن قابلت .
في الأسبوع الأول : مشيت من رفحاء مع أحد الأصحاب وكان معنا ثلاثة من الأصدقاء الأفاضل ، سرنا مع طريق لينة فلما تجاوزنا تربة قالت السيارة ( هذا مكاني )
كل شخص أدلى برأيه ( نروح تأشيره ، نحاول نصلحها بأقرب ورشة ) .
وأخيراً ، أتصلنا بشخص من بقعاء وماقصر العتيبي (طير شلوى) تركنا السيارة في أحد المحطات ( لأن مهي سالفة ، القير انفرط ) وذهبنا معه إلى بقعاء , ثم بالنقل الجماعي إلى حائل ثم إلى القصيم .
أول يوم جامعي : في الصباح أخذت وصف الجامعة لأن الشباب رفضوا الذهاب للجامعة لا أذكر السبب حقيقة ، أما أنا فمستجد (ومسوي زحمة شوي) أخذت معي أحد الزملاء المستجدين بسيارتي الددسن 84 (بدون شبك طبعاً وتوني موظبها) ، سرنا نحو الجامعة (نمشي على الحروه) رأينا دورية شرطة أشرت لها بالأنوار وصاحبي أشار بيده مرتين , صفَّت على اليمين وسلمنا عليهم ، (إلا فضخنا قلوبهم) ، قلنا لهم : نريد طريق الجامعة قالوا : امشوا خلفنا وحتى أوصلونا إلى طريق الجامعة -جزاهم الله خير-
داخل الجامعة :
ليست كالثانوية ، كنت أتصور بأنها أكبر من الثانوية قليلاً ، وجدنا أناس يمشون باتِّزان والبعض منهم يحمل كتباً ودفاتر مقسمة ، عرفت فيما بعد أن لكل مادة قسم (وأنا مشتري دفتر 80 روكو) ، لم أشاهد شخصاً يضع شماغه على كتفيه أو شخصاً ثيابه متسخة ، (قد تتغير النظرة في الأيام القادمة!) لفت نظري أيضاً كثرة السيارات وبأشكال مختلفة (ضحكت عندما تذكرت كابرس عقيل ال79 ، لأن ما أذكر أحد عنده سيارة غيره ، وددسني طبعاً الـ84)
ومما أدهشني المطعم الكبير الذي يتسع للمئات (وأحسن شيء عنده المصقَّع) ، وفي الأسبوع الثاني أخذنا جداولنا من شؤون الطلاب ومن الغد بدأنا المحاضرات ، ودخل الصف عفواً القاعة د/ حرب ، مصري صعيدي
(كان قصير القامة ، نحيل الجسم ، جاحظ العينين ، أسمر البشرة) ألقى السلام وفتح الشنطة وبدأ بالتحضير (الله يخارجنا)
وبعد التحضير بدأ يتكلم لمدة 40 دقيقة من كتاب الأدب الجاهلي لشوقي ضيف من دون توقف ، (وعلى هالموال) وله مواقف جداً مضحكة مع الطلاب ، سأورد بعضها في الحلقة القادمة وسأحاول أن أذكر طرق أغلب الدكاترة الإيجابية والسلبية التي مرت بنا .

إلى اللقاء أحبتي .