آخر المشاركات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1
    عضو متميز جدا

    أنا والليل؟ غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    720

    ذكريات جامعيَّة (2)

    شعور :
    في بداية الأمر لم أشعر بالغربة, أو أني لم أعد أتناول وجبة الإفطار مع والدتي, أو أن أمازح إخوتي الصغار ، شعرت بهذا الشعور في آخر الأسبوع الثاني, وبصراحة لم أصل إلى درجة بعض - وليس كل -الأصدقاء الذين وصل بهم الأمر إلى درجة البكاء قبل النوم بصوت خافت، أخْبَرني بهذه المواقف أكثر من شخص .
    صحيح أنِّي أشعر بالوحدة أحياناً, وتصرفاتي شبه مقيَّدة، واعتمادي على نفسي بعد الله إذ لا أمُّ تجهِّز لك الفطور وتوقضكَ بِرفق, ولا أبٌ ينهرك إن سوَّلت لك نفسك بأن تتغيب عن المدرسة .
    ومصيري كمصير من قبلي ومن بعدي ,تأقلمت مع جو الجامعة رغماً عن أنفي، ونادر من يترك الجامعة بسبب عدم التَّأقلم مع الأجواءالمحيطة, أذكر أن أحد المستجدين معنا تأخَّر جدوله فذهب إلى شؤون الطلاب مطالباً به,قال له الموظف:لم يصدر بعد, قال الطالب:وبلهجة حادة,
    (أجل أعطوني الملف!!)
    بعد مضي عدَّة أشهر:تعرَّفتُ على طرق الدكاترة, وهذه بعض الطرق المتَّبعة لديهم، فالبعض منهم يُقدِّس التحضير فَيَذهَبُ أكثر من نصف المحاضرة في تحضير الأسماء, ولايهتم بالمادة التي يقدمها,فيكتفي بالعرض المختصر الجاف المجحف لمادة تستوعب أكثر من الفصل الدراسي لو أعطيت جُلَّ حقِّها ،وأغلب الأحيان يكون هذا لضعف الحصيلة العلمية، والدليل أننا إذا اتفقنا -معاشر الطلاب- على أن نسأل أحدهم أبدى غضبه واتهمنا بعدم التركيز معه طيلة الدرس، وربما اضطر للتضحية بأحد الطلاب بمجرد المناقشة بأن يخرجه خارج القاعة, وقد يصل الأمر أحياناً إلى أن يحرمه من دخول الإختبار، وهذا النوع قد يأخذ الرشوة في بعض الأحيان سواء كانت عينية أم مالية, والحمد لله أن هذا النوع قليل جداً .
    أذكر أن طالباً أعطى دكتورا 300 ريال فأعطاه الدرجة كاملة، وهناك من أعرفه جيداً أعطى دكتوراً آخراً نظارة اشتراها ب500 ريال وجوال الدمعة فما أَنْ يأخذ هذا الطالب مادة عنده إلا ويحصل على الدرجة الكاملة!
    ومن الطرائف قالوا أن دكتورا -لاأعرفه غادر قبل أن أُسجِّل في الجامعة- كان يأخذ من الطلاب أي شئ
    (القناعة كنز)
    ( غسالة، مكواة، ثلاجة, أثاث مستخدم ) أتى له أحد الطلاب بمكنسة كهربائية,طرق الباب فخرج له الدكتور فقال له: أدخلها, يقول الطالب: أثناء خروجي من بيته شاهدت شاباً ملثماً ومعه (أبوجلمبو) ويركب دينمو, شكتت بأنه فلان فانتظرته بسيارتي فأتى فإذا بي أفاجأ بأحد أصدقائي قائلاً:
    (ملعون الوالدين طلب علي دينمو وقالي ركبه )
    وأما النوع الآخر من الدكاترة من سيطرت عليه روح الشدة والغلظة, وطغى عليه الحرص من جميع النواحي, فإذا تأخَّر الطالب ولو لدقيقة لم يتمكن من دخول القاعة, وإذا نَسى المذكرة أو الكتاب أو دفتر التعليق أجبره بإحضاره فورا، ونسبة الحرمان عالية جداً عنده، وإن غاب عن الجامعة فلاتنسَ أن تصلي على جنازته بعد الظهر لأنه قد فارق الحياة!
    وشهادة حق أن هذا النوع من الدكاترة غالباً مايكون هاضماً واعياً لما يقدمه مجيباً عن جميع مايطلب منه .
    وهناك من الدكاترة من يحترم الطالب احتراماً فائقاً ويعطيه المادة بحذافيرها,والمراجع لها, وأيضاً مراجع للإستزادة ويقدر ظروف الطلاب من ناحية الغِيابات أو الإخفاقات في الإختبارات الشهريَّة فتجده كالأبِ ينصح بلا كلل ولا ملل ، وهناك من يعطي المادة المقررة ولايهتم بالتحضير ويقل الأدب مع الطلاب .
    وربما تستجد طرق لا نعرفها في عالم الدال .
    وجوه جديدة :تعرفت على بعض زملائي في القاعة,وباختصار شديد صداقة الجامعة غالباً ماتكون منبنية على مصلحة,فالصديق الجامعي خائن متمرِّس على الخيانة بأنواعها, توقعها منه في أي لحظة,فهو إن أخذ رقم جوالك لايتصل بك إلا في وقت الإختبارات,وإذا قابلته مع بداية الفصل يعني-بعد الإختبارات- كأنك لاتعرفه مطلقاً,ولا كأنه تبادل معك الإبتسامة العريضة في ممرات الجامعة,ولا كأنه دنَّس مذكرتك بكفيه,ولا كأنه أزعج جوالك بنغمته الخاصة المزعجة, أما الجانب المشرق بالتأكيد موجود,فهناك من إذا تعرفت عليه انطبق عله المثل:(رب أخ لك لم تلده أمك ) .

    وإلى لقاء آخر .
    [poem=font="Simplified Arabic,5,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    أيهذا الشاكي ، وما بك داء=كيف تغدو إذا غَدوتَ عليلا
    إن شر الجناة في الأرض نفس=تتوقَّى قبل الرحَّيل الرحيلا
    وترى الشَّوك في الورودِ وتعمى=أن ترى فوقها الندى إكليلا !
    هو عب‏ءٌ على الحياة ثقيل=من يظن الحياة عب‏ء ثقيلا ؟
    والذي نفسه بغير جَمالٍ=لا يرى في الحياة شيئاً جَميلا !![/poem]

  2. #2
    الصورة الرمزية الباحث عن الحق

    عضو لجنة منح ألقاب التميز


    الباحث عن الحق غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    المشاركات
    1,726
    جميل جدا أخي الفاضل،
    أما أبو جلمبو فقد اشتهرت قصته في الآفاق،
    وُفّقت أيما توفيق في أنواع الدال،
    تمنيت أن تتطرق للدال السعودية.. هؤلاء أنواعهم تختلف عن الدالات الأخرى.

    أما زملاء القاعة فقد أخذت على نفسي عهدا ألا أتعرف على أحد منهم منذ وطأت رجلي الجامعة؛
    لأن الواقع يفرض الفراق والنأي المفاجئ.. وهذا يترتب عليه توتر لست على استعداد بالانشغال به،
    والمهم أن يتقوم العلاقة على الاحترام وتبادل الخدمات.

    بانتظار اللقاء الآخر عزيزي.
    التعديل الأخير تم بواسطة الباحث عن الحق ; 18 Feb 2009 الساعة 06:24 AM
    [align=center]
    يا صبر أيّوب !

    http://ana9non.arabform.com

    [/align]



  3. #3
    عضو فعّـال

    أبو محمد غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    297
    تقول ياأح أنا والليل :

    في بداية الأمر لم أشعر بالغربة, أو أني لم أعد أتناول وجبة الإفطار مع والدتي, أو أن أمازح إخوتي الصغار ، شعرت بهذا الشعور في آخر الأسبوع الثاني, وبصراحة لم أصل إلى درجة بعض - وليس كل -الأصدقاء الذين وصل بهم الأمر إلى درجة البكاء قبل النوم بصوت خافت، أخْبَرني بهذه المواقف أكثر من شخص .

    يعني مسوي نفسك أشجع الطلاب الجامعيين وأنك مابكيت إلا بآخر الأسبوع الثاني ؟!

    ياأخي مافيه طالب جامعي مابكى من أول أسبوع ..

  4. #4
    عضو متميز جدا

    أنا والليل؟ غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    720
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الباحث عن الحق مشاهدة المشاركة
    جميل جدا أخي الفاضل،
    أما أبو جلمبو فقد اشتهرت قصته في الآفاق،
    وُفّقت أيما توفيق في أنواع الدال،
    تمنيت أن تتطرق للدال السعودية.. هؤلاء أنواعهم تختلف عن الدالات الأخرى.

    أما زملاء القاعة فقد أخذت على نفسي عهدا ألا أتعرف على أحد منهم منذ وطأت رجلي الجامعة؛
    لأن الواقع يفرض الفراق والنأي المفاجئ.. وهذا يترتب عليه توتر لست على استعداد بالانشغال به،
    والمهم أن يتقوم العلاقة على الاحترام وتبادل الخدمات.

    بانتظار اللقاء الآخر عزيزي.
    أهلا بأخي (( الباحث عن الحق ))

    الجميل هو مرورك العطر, وبالنسبة للدالات السعودية سأتطرق لها في لقاءات أخرى ( يبي لهم جلسه )


    احترامي
    [poem=font="Simplified Arabic,5,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    أيهذا الشاكي ، وما بك داء=كيف تغدو إذا غَدوتَ عليلا
    إن شر الجناة في الأرض نفس=تتوقَّى قبل الرحَّيل الرحيلا
    وترى الشَّوك في الورودِ وتعمى=أن ترى فوقها الندى إكليلا !
    هو عب‏ءٌ على الحياة ثقيل=من يظن الحياة عب‏ء ثقيلا ؟
    والذي نفسه بغير جَمالٍ=لا يرى في الحياة شيئاً جَميلا !![/poem]

+ الرد على الموضوع

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك