في مساء البارحة جمعني مجلس بأحد المعلمين الوافدين من إحدى الدول العربية المجاورة ودار النقاش حول هموم التعليم في هذه المحافظة ، قال صاحبي : التعليم في مدارس رفحاء تحكمه قاعدة (النجاح للجميع والتعليم لمن أراد) فقلت مستفهما كيف ذلك ؟ قال: معناه ان النجاح متاح لكل دارس بموجب قانون (الفزعة) الذي يطبق بشكل واسع في مدارس رفحاء نظرا لثقافة المجتمع السائدة ، أما الإستفادة والتحصيل الحقيقي فهو للجادين الحريصين على تطوير مستواهم وهم قلة على كل حال 0 ثم استطرد قائلا : أمضيت سنوات خدمتي التي تقارب العشر في الثانوية التي أدرس بها على أطوار ثلاث ، ففي البداية كان المدير يطلب من المعلمين تقليل عدد الراسبين قدر الإمكان حتى لايضطر الى فتح فصل جديد لهم في العام الدراسي القادم ، ثم تطور الأمر الى أن يطلب منا ان لايرسب أحد من الطلاب ! في السنوات الأخيرة ومع تعاقب الأشخاص على إدارة المدرسة ومع إنحدار التعليم الى درجات مخيفة أصبح المطلوب منا كمعلمين أن ينجح الجميع وبتقدير ممتاز !!! إي وربي هكذا قال 0 أما التعليم الليلي والمنازل فحدث عن التردي ولا حرج حيث تتجلى ثقافة الفزعة في أسوأ صورها على حساب الحد الأدنى من شئ إسمه تعليم 0
قلت : في ضوء هذا الواقع المرير للتعليم في المملكة عامة وفي رفحاء على نحو أخص لاعجب ولاغرابة أن تأتي المملكة في ذيل قائمة الدول العربية من حيث مستوى التعليم ! ولم يأتي بعدنا من الدول إلا الصومال وجيبوتي !!! ولاعزاء للمعلمين السعوديين 0