إرهاب امرأة

عبده خال

يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي إن تسمية الوجه جاءت من المواجهة، أي معرفة تفاصيل وجه من يواجهك سواء كان ذكرا أو أنثى، وحين يغضب الشيخ محمد طنطاوي من فتاة ترتدي النقاب في حضور سيدات فقط، فهو غضب العالم من تصرفات العامة وتنطعهم وغلوهم في ممارسة الفعل بما يفوق حدوده.
وكثير هم المتنطعون الذين يحيلون العادة إلى عبادة، وقد ظل كشف وجه المرأة مثار جدل كبير بين العلماء حتى تعددت فيه الفتوى، إلا أن أغلب الفتاوى تجيز كشف الوجه، وغدا كشف وجه المرأة في الوقت الراهن ضرورة حياتية لوجود كثير من الأمور متعلقة بمعرفة من تكون هذه المرأة، ليس بحثا عن جمالها أو دمامتها، بل لتأكيد شخصيتها وهويتها بما يحفظ أمن وسلامة المجتمع، خاصة عندما يلجأ الإرهابيون إلى التشبه بها والإفلات من رجال الأمن أو الإيقاع بهم وأخذهم على حين غرة.
وما حادث نقطة التفتيش في الدرب (في منطقة جازان) إلا تأكيد على ضرورة معاملة المرأة كالرجل في التأكد من شخصية النساء المتنقلات عبر الخطوط الطويلة والقريبة..
والفئة الإرهابية تعلم تماما أنها في داخل البلد تستطيع التنقل وتهريب ما تشاء (أسلحة، شخصيات مطلوبة أمنيا، أمول ... إلخ) من خلال المرأة التي تختفي شخصيتها خلف غطائها والذي يجعلها شخصية غير معروفة، ولما للمرأة من خصوصية داخل البلد نجد أمورا كثيرة ترتكب من خلال هذه الخصوصية.
وقد سبق أن استعار الإرهابيون غطاء المرأة في تنقلاتهم وهربهم من أيدي رجال الأمن بهذه الوسيلة، وشاركهم في استعارة عباءة المرأة أيضا اللصوص وقطاع الطرق والمهربون ومخالفو أنظمة الإقامة، ويبدو أن المرأة المنتقصة في فكر القاعدة (والإرهابيين معا) تحولت إلى ميزة ومسلك جديد في مواصلة التخريب هنا وهناك بغطاء المرأة.
ومعرفة الإرهابيين بالمزايا التي تحظى بها المرأة السعودية جعلهم يلجأون لها كعنصر فاعل في تنفيذ خططهم.. ولقد لجأوا إلى تجنيدها أخيرا، وأثبتت أنها عنصر مساعد في تمرير كثير من المخططات أقلها تهريب الأسلحة والأموال والشخصيات.
وفي نفس الإطار على الجهات الأمنية الالتفات إلى التحول في فكر القاعدة بتجنيد النساء لتنفيذ مخططاتهم التخريبية، وللأسف الشديد أن هناك (من المتشددين) من يمالئ ويساهم في تزايد هذه الفئة بالتحريض المبطن وتحويل أي فعل اجتماعي إلى بؤرة للغط وإظهار أن المجتمع يسير نحو الهاوية ولا بد من تداركه بالجهاد الداخلي، وهذا التحريض المبطن هو الذي ينطلي على فئات الشباب ويحولهم من أناس أسوياء إلى قتلة وسافكي دماء لإخوانهم في الدين والوطن.
ومع سقوط رجال أمن أبرياء مهمتهم حماية آمننا يتحولون إلى ضحايا لهذا التوجه التخريبي للحياة والدين معا.
وما الدماء المسفوكة إلا وصمة عار لكل من يسلك طريق الإرهاب باسم الدين ويجيز لنفسه قتل الأبرياء وكأنهم نعاج وليست نفوسا زكية حرم الله قتلها أو سفك دمها.