أنا يوسف قنديل مصري الجنسية عمري تجاوز الستين اسمعوا قصتي مع رفحاء واحكموا بأنفسكم بالله عليكم على ما يجري بهذه المحافظة حيث أنني أول مرة اسمع بها وأول مرة أزورها بحياتي ولولا أقدار الله ما جئت إليها أبدا .
قبل أن أعرض عليكم مأساتي أود أن أوجه خالص شكري لكل من وقف بجواري في محنتي التي مررت بها في الأيام الأخيرة سواء من الأخوة المصريين العاملين بهذه المنطقة أو الأخوة السعوديين أقول لهم جزاكم الله خيرا ولا أراكم الله سوءا أو مكروها في عزيز لديكم.

بداية لقد تلقيت مكالمة تلفونية وأخبروني بأن ابني الوحيد وعمره 24 سنة قد توفى في حادث سيارة على الطريق الدولي الذي يمر برفحاء حيث كان يتجه إلى الكويت بصحبة زوج ابنتي وحفيدي
وكما تعلمون مكانة الابن من القلب خصوصا إذا كان وحيدا على إخوته البنات فإنا لله وإنا إليه راجعون وسافرت إلى رفحاء بعد السؤال عنها وتعاون معي كل أهل الخير معي سواء في مدينة رفحاء أو في مدينة الشعبة التي وقع عندها الحادث والتي كانت جثة ابني بمستشفى الشعبة هذه واستلمتها لأدفنه بمصر بعد ما أخبروني أنه لا يوجد عندهم تحنيط ولابد من التحنيط بمستشفى رفحاء المركزي.
وعندما سلمت جثة ابني لمستشفى رفحاء المركزي مساء يوم الأحد الماضي 22/10/1430هـ وبعد ما أحضرت كل مستلزمات التحنيط على نفقتي الخاصة حتى التابوت الخشبي أحضرته وكل المستلزمات المطلوبة وسالت عن تكلفة التحنيط بالمستشفى فعرفت أنها حوالي 1000 ريال فدفعتها وقمت بحجز تذاكر الطيران لي ولابني على رحلة الطيران لليوم التالي الاثنين 23/10/1430هـ الساعة 2 ظهرا على أن اسلم التابوت الساعة 12 حتى الساعة الواحدة ظهرا
وعندما ذهبت لاستلام الجثة يوم الاثنين فوجئت بالموظف بقسم العلاج بالأجر اسمه ( فرحان) الذي عاملني أسوأ معاملة بحياتي حيث طلب مني مبلغ 3000 ريال بأسلوب لا يليق بالتعامل مع البشر ولا حتى مع الحيوان ودون مراعاة للمشاعر الإنسانية التي أمر بها وطلب من عمال الثلاجة إدخال الجثة بعد ما أخرجوها لاستلامها مع العلم أني أحضرت كل مستلزمات التحنيط كما ذكرت من قبل ... والشئ الذي أثار مشاعري أكثر أنه عندما طلبنا منه تأجيل أي جزء من المبلغ حتى ولو لساعة واحدة إلى أن أتصرف بالمبلغ أخذ يدعو عليَّ وعلى ابني المتوفي وعندما أخرجت له المبلغ أخذ يخطفه مني خطفا وينتزعه من يدي وكأني سرقته منه كيف يعاملني كذلك وأنا في هذه الظروف وفي هذا السن فأنا في عمر والده. صدقوني والله لو أنه طلب أكثر من ذلك وبطريقة مهذبة ومحترمة فيها مراعاة لمشاعري ولكبر سني ما كنت تكلمت ولا بكلمة واحدة طالما هذا يتوافق مع أنظمة المستشفى ولا أحد يكره النظام لأنه يحقق العدل والمساواة بين الناس
بالله عليكم هل معاملة البشر في هذه الظروف تكون كذلك وهل رأيتم أحدا من قبل يدعو على الميت ولماذا يُترك شخص بمثل هذه الصفات في هذا المكان للتعامل مع الناس المرضى والمتوفين الذين يكونون في أمس الحاجة لكلمة مواساة تخفف عنهم المصاب.

وعندما بحثت بالانترنت عن أي صحيفة أو جريدة ينطق باسم رفحاء فوجدت هذا المنتدى الرائع الذي من خلاله أتمنى أن يصل صوتي إلى مدير المستشفى وإلى محافظ رفحاء وإلى مدير الصحة بمنطقة الحدود الشمالية وإلى كل المسئولين بهذه المملكة الشقيقة التي يحفظها الله من كل سوء وأن يعلموا ماذا يحدث بهذه المستشفى وأن يتخذوا في ذلك قرارا يريح ضمائرهم ومرضاهم ولا أملك بالنهاية إلا أن أقول:
"حسبي الله ونعم الوكيل"