2

التحرش الإيراني بحجاج بيت الله




جمال سلطان :
ليس تحريك التمرد الحوثي في شمال اليمن وجنوب السعودية هو التحرش الوحيد الذي يحركه الإيرانيون لإثارة القلق والاضطرابات في الجزيرة العربية وما حولها ، فهناك التحرشات العلنية بمشاعر المسلمين المقدسة وبموسم الحج تحديدا من قبل الدعوات التي وجهها المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس أحمد نجاد لعشرات الآلاف من الحجاج الإيرانيين بالتظاهر في مكة والمدينة أثناء الحج بدعوى إعلان البراءة من المشركين ،

وأنا لا أفهم لماذا تتظاهر ضد المشركين في موسم الحج وفي مكة المكرمة تحديدا ، ثم إذا كان خامنئي ونجاد يقومون بقمع المتظاهرين في طهران ويهددون من ينزلون إلى الشوارع للتظاهر بأقسى العقوبات بوصفهم يشيعون الفوضى والاضطراب في البلاد ويخلون بالأمن ، فبأي منطق أو خلق تدعو الآلاف من الإيرانيين بنقل الاضطراب والإخلال بالأمن والتظاهر إلى مكة المكرمة والحرم الآمن ،

في موسم يعج بملايين البشر ولا يحتمل أبدا مثل هذا الهرج والمرج ، التظاهر حرام في طهران حلال في مكة ، خامنئي ونجادي اعتبرا أن إعلان البراءة من المشركين مطلب شرعي ـ وهذا صحيح ـ ولكن لماذا في مكة يا صاحبي ، وقد حدد نجاد وخامنئي المشركين في هذه الحالة بأنهم الأمريكان ،

حسنا ، لكن الذي يبرأ من الأمريكان بوصفهم مشركين في مكة لماذا يبيح لنفسه التنسيق معهم في حرق العراق وغزوه وتدميره واحتلال أفغانستان ودعم قوات "المشركين" هناك من قبل الحرس الثوري ، هل هناك دجل أكثر من ذلك ، وتلاعب بالمشاعر الدينية أسوأ من ذلك ، والذي يبرأ من المشركين في مكة لماذا ينسق معهم ويعقد معهم اللقاءات السرية في جنيف وأنقره وبرلين ، لعقد الصفقات على حساب العرب والمسلمين ودول الجوار ، ثم لا أفهم ، لماذا حصروا المشركين في الأمريكان ـ وهي نكتة بالمناسبة ـ لماذا لم يضموا الروس إلى الأمريكان ، هل الروس أصبحوا من بقية آل البيت أو من أتباع الأئمة الاثني عشر ،

وإذا كان الأمريكان أوغلوا في الدم ، ألم يوغل الروس في الدم المسلم وقمع المسلمين في الشيشان وبلدان آسيا المستقلة حديثا ، أم أن التحالف الإيراني الروسي الحالي جعل البراءة من "المشركين الروس" مكروهة في المذهب الإثنا عشري ، وما معنى أن يهدد الرئيس الإيراني علنا بأن إيران سوف ترد بقوة على أي تعرض للحجاج الإيرانيين الذين ينوون التظاهر في موسم الحج وإثارة القلاقل ، أليس هذا تحرشا صريحا وإصرارا على تصدير الفتنة وإسالة الدماء في حرم الله الآمن في مكة المكرمة ،

في الوقت الذي يريق هو دماء شعبه في طهران إذا حاولوا التظاهر ضد تزويره للانتخابات ، أليس من حق شعبك يا سيد نجاد أن يتظاهر معلنا البراءة من تزوير الانتخابات ، ألم ترتو آلة الثأر الإيرانية من دماء مئات الآلاف من أبناء العراق سنة وشيعة ، ألم تهدأ ثائرة العطش الطائفي البغيض من دماء مئات الآلاف من المسلمين الأفغان ، وكلاهما بالتواطؤ الإيراني وأحيانا بالسلاح الإيراني والتدريب الإيراني والاستخبارات الإيرانية والحرس الثوري ، ألم يبق سوى موسم الحج الذي يبتهل المسلمون كل عام أن يمر على خير وأن لا يفضي الزحام الشديد لإزهاق أرواح بريئة أو إصابات بين الحجاج ،

لتأتي أنت ومرجعك لتهيجوا آلاف الإيرانيين للتظاهر في الحج وتعرض حياة ملايين الحجاج للخطر الداهم وتقول لي براءة من المشركين !! ، وإذا امتنع الأمن السعودي عن التصدي للمتظاهرين لفرض النظام والأمن بالقوة لحماية الحجاج وهو ما يفضي إلى ضحايا كثيرة كما حدث من قبل ، فمن يضمن امتناع غضب ملايين الحجاج السنة إذا تصدوا لمثل هذا العبث الشيعي بحرم الله الآمن ، هل كنا نبالغ حين قلنا أن نيران الفتنة والدم الطائفية لم تستعر في تاريخنا الحديث بمثل ما استعرت بعد ثورة الخميني وتمدداتها الطائفية والشعوبية .
.
.
نقلا عن المصريون
اللهم رد كيدهم في نحورهم