



-
عضو متميز جدا
طباخ وزير الملك المعظم ...!
.
.
.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذا اليوم الجميل أقل مايمكن أن يقال عني( متفائل بعض الشيء)....
مما حدا بي لأستذكر ليلة البارحة ، وقد سبحت أفكاري في سماء العقل سرْباً وحقوةً ، تغدوا خماصاً وتعود بطاناً ، حتى إذا أدركت منها الفكرة تشتت هي الأخرى ، وتتبعت فُلُولها بين ملايين الخلايا داخل العقْل البشري ، لكن في النهاية لا أتحصّل منها سوى على شواردها .
تذكرت ليلتها طفولتي بين أحضان والدي ـ حفظه الله ـ كلما هممت أن أخلد إلى النوم كان يمتهن شخصية الحَكَوَاتي (كان يا مكان في قديــــم الزمان ) أيام كانت الحيوانات تعقل وتتكلم وتخاطب الإنسان ، فـأبيْت تلك الليلة في عالمٍ يجب أن يكون العقل هو سيد الموقف للخروج من المأزق .
انقلبت على جنْبي الأيمن بعدما سرقت جسم العصفور وطرْت بجناحيه إلى بلاد الجزر المائية ــ نسبة إلى وجود آبار وسدود المياه بكمية هائلة ــ حيث يحكمها الحاكم بقبضة الحكمة ، عن أخيه عن أبيه عن عمه عن ابن عمه عن عن عن .... حتى صارت قاطعةً صحيحة الإسناد قوية العماد.
بعد ما حلقت بين ضواحيها المتناثرة ؛
نزلت على شرفت الوزير وهو جالسٌ على كرسيه ، يتأرجح ببطئ ،بشكل أفقي ، يحاول لملمت شتات فِكْره للخروج من أزمة القحط التي أصابت البلاد ؛ وقد أوكل إليه الملك المعظم ،، مهمة تسيير الوضع بعد تعالي أصوات الزّرّاع ، خصوصا بعد عدم جدوى رجال الحسبة في إقناع الشعب بأن ما أصابهم هو القضاء والقدر ، وعليهم بالصبر على بلاء الفقر ، والزهد والالتجاء إلى الله بالدعاء عسى أن تمطر السماء ذهبا وفضة .
.....دخل الطباخ على سيده الوزير بعد أن أعد مائدة الإفطار ذات الطول والعرض ... لكن لا تسألوني عن أصنافها لان بعضها مالا عين رأت والأخرى قد نسيت مسمياتها بعد أزمة ارتفاع الأسعار.
ــ صباح الخير سيدي الوزير
ــ أطال الوزير النظر في طباخه الأمين الذي لم يفارقه هو الآخر منذ عشرون سنة ،،، وبعد أن رجعت طيور الفكر إلى وكناتها رد التحية : صباح الخير أيها الطباخ الأمين .
ــ سيدي الوزير تفضل إلى مائدة الإفطار .
ــ الوزير لا يجيب ....!
ــ سيدي اسمح لي على تطفلي ؛ لقد علمت بصعوبة المهمة الموكلة إليكم من قبل مولانا المعظم ولقد حضرتني فكرة أود أن اعرضها عليك ولو أن مثلي لا يرتقي لمقامك سيدي الوزير ،،، أتى هذا الكلام كله بعد تردد و تلعثم من قبل الطباخ .
ــ الوزير : هات ما عندك .
ــ الطباخ : شاكر لك سيدي الوزير.
لما لا يتفضل سيدي بلعب لعبة 1×1=1+1
ــ الوزير : كيف....!
ــ الطباخ :إذا تكرم مولانا المعظم وأغدق على المزارعين بفتح ماء السد خمس مرات .. من كل شهر ستلجم الأفواه ، ثم تفرض على تجار الأسمدة ضريبة في الشهر الأول ومثلها أيضا على تجار الزيت والبذور في الشهر التالي ثم الذي يليه وهكذا تؤخذ منهم مقابل هذه اللترات من مال السد ! اقصد ماء السد سيدي ، طبعا حتما سيقوم التجار برفع الأسمدة والزيت على المزارعين فتكون قد كسبت الجميع ولم تخسر قيمة الماء.
ــ الوزير : آهآآآآه ... اذا ضربنا(1التجار ×1المزارعين = 1قيمة ماء السد عادة إلينا +1وايضا قد كسبنا رضا المزارعين تجاهنا )...
أحسنت أيها الطباخ الذكي .
قل لي كيف أحضرت الفكرة .
ــ الطباخ :بالتأكيد من المطبخ سيدي .
ــ الوزير :ههههههههههه
..... في آخر الشهر الثاني ،،،،،،،،،،،،،،
دخل أحد الوشاة على الوزير يركض حتى سقط بين يديه .... سيدي الوزير .. سيدي الوزير ..... أعتدل الوزير من جلسته ..! خوفاً من الخبر المشئوم القادم ..
ــ سيدي: لقد مر سرب الجراد على مزارع الضاحية الغربية من البلدة ودمر مساحات واسعة من الزروع وهناك ضجّة في البلدة بأكملها سيدي الوزير......
ــ الوزير بعدما اسند ظهره إلى الخلف ؛ قال : حدثوا الناس عن القضاء والقدر... أوصوهم بالصبر ...علموهم نتيجة عشوائية طريقة الزرع استجابوا وإلا ...
الحل موجود بالمطبخ..............
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
حفظكم الله
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
قوانين المنتدى
مواقع النشر (المفضلة)