دخل الطبيب الشهير الى مكتب سكرير الأستاذ كليل ابن آوى,, فأشار له السكرتير بقوله: تفضل يا دكتور فالأستاذ كليل بانتظارك منذ ساعة ..
رحب كليل بالدكتور الشهير الذي (أنار مكتبة بالبهجة)


وقال الطبيب:
في الحقيقة..جئت إليك كما أخبرتك بالهاتف بخصوص طلب شقيقتي النقل ..

(إن دكتور إبراهيم هو كعادة معظم الرجال السعوديين الذين يبحثون لشقيقاتهم وزوجاتهم عن كل مايسرهن وييسر أمورهن ,,

حتى لايتجشمن عناء محادثة الرجال والإختلاط بهم فيقعن ضحية للأبتزاز,,,,,,,,,بل لقد أخبرته شقيقته أن معلمة في
في المدرسة ,,,,, تم ابتزازها بطريقة بشعة من شخص أدعى قدرته على نقلها ورجت شقيقها أن يكون هو واجهتها في قضية النقل التي تؤرقها بعد أن ماتت معظم زميلاتها في حادث المدرسات اللواتي اصدمن بالعم ابو دواس رحمة الله)


ضحك كليل وقال:
كان بودي أن اخدمك ياعزيزي ولكن بالفعل ,, اصبحت طلبات النقل تتم عن طريق الحاسب الآلي ,,وهي عن طريق نقاط محسوبة لا تتطرق اليها الواسطة نهائياً,, وقد ولى ذلك الزمن الذي كنت فيه أرفع سماعة الهاتف إلى المدير التعليم وأقول له انقلوا فلانة ,,


قال الطبيب:: أني مسرور بإنقراض الواسطة من وزارتكم ,,وإذا لم يكن هناك واسطة نهائياً فلتتحمل أختي عناء التعيين بعيداً ولكنني جئت لأني أكره أن يؤكل حقها ,, أكره أن تنتقل زميلاتها من المدرسة واحدة وراء الأخرى وهي المسكينة تعاني وتعاني ,,



قال كليل: صدقني,. قد منعنا النقل نهائياً لمن لم يمر على تعيينها ثلاث سنوات,,
قال الطبيب: نعم ,, هن ينتقلن بطريق أنتداب, فالمركز التعليمي يحمل مئات القرى فتذهب المعلمة بإنتداب لمدرسة أقرب بمئة كيلو عن مدرسة أختي,,


استمر كليل: يكابر : هذه أشياء يحكمها التخصص فقد تكون المدرسة المطلوبة بحاجة بالفعل إلى هذا التخصص أو ذاك خصوصاّ كما تعلم (مع كثرة ولادة النساء) فتذهب لتسد النقص في مدرسة مناهجها معطلة,,

قال الطبيب: لقد اقنعتني ياعزيزي سأتوقف بالفعل عن البحث عن واسطة ربما أساءت شقيقتي الفهم ,, أنا آسف لإزعاجكم


قال كليل مسترجعاً: لقد سمعت أطيب الثناء على العمليات التي تجريها بإبداع في تحوير المعدة ,, من أصدقائي



قال الطبيب : نعم ,, العملية تستغرق عدة ساعات وهي مكلفة في الواقع تبلغ تكلفتها مايزيد عن الثلاثين ألف,,
ابتسم كليل ابتسامته الطيبة الحنونة وقال: ابني سرحان ,, يزيد وزنة عن 120 كيلو وكم فكرت كثيراً بإجراء هذه العملية له ولكني لا أثق بالأطباء ,,


ابتسم الطبيب وقد فهم التلميح:
يمكنني أن أجري له هذه العملية خلال هذا الأسبوع,,قبل صدور حركة النقل

فضحك كليل لسرعة بديهة الطبيب وقال: يبدوا أن الطب لا ينجح فيه سوى الأذكياء,, حسناً يا عزيزي ,,ان الشؤون التعليمية في في مركز وردة الحناء بحاجة شديدة لمشرفة في المقاصف ,, وقد قررت أن شقيقة طبيب هي أفضل من (تنتخب ) لآداء هذه المهمة ( فنحن نريد إمرأة تهتم بصحة بناتنا)ثم أكمل ساخراً وضاحكاً: (خبيرة صحية)
وفي نفس الوقت سرتاح كريمتكم من عناء الشرح والتحضير والتصحيح


سر الطبيب سروراً عظيماً فقد كان هذا اكثر مما يريد بكثير (نقل وراحة من التدريس في وقت واحد)
-ضحك الطبيب ضحكة جلجلت المكان
وتردد صداها من العاصمة حتى وردة الحناء