أثر خالد بن الوليد رضي الله عنه

[الشيخ سامي الواكد]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أما بعد
فلما رأيت هذا الأثر انتشر في الإنترنت وعبر رسائل الجوال ولكن بألفاظ لا تصح وكذلك استدل به الكثير من الناس على التقصير في قراءة القرآن الكريم بل والتفريط ، ولله در الإمام أحمد رحمه الله لما قيل له ألا تركت الزواج فإن إبراهيم بن أدهم ترك الزواج ؟ قال : بدأنا ببنيات الطريق ، وهل نترك سنة نبينا صلى الله عليه وسلم لفعل فلان أو فلان ،
أقول مستعينا بالله تعالى وهو خير معين :
أخرج ابن أبي شيبة في "المصنف" (6/151/30263) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (16/250) من طريق الفضل بن دكين ، قال : حدثني الوليد بن جميع ، قال : حدثني رجل ( وفي تاريخ ابن عساكر : "أثق به" ) : أنه أم الناس بالحيرة ( خالد بن الوليد ) ، ثم قرأ من سور شتى ، ثم التفت إلينا حين انصرف ، فقال : " شغلنا الجهاد عن تعليم القرآن،
وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل ،
وقد أخرج ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (16/250) من طريق محمد بن سعد أنا عبد الله بن نمير نا إسماعيل عن قيس قال سمعت خالد بن الوليد يقول:لقد منعني كثيراً من القراءة الجهاد في سبيل الله ، وهذا الإسناد صحيح ،
وأقول : هذا الأثر كما ترى حجة على من استدل به على عدم قراءة القرآن الكريم ، وليس حجة له وذلك لسببين:
الأول : قول خالد رضي الله عنه ( منعني كثيراً من القراءة ) ، ولم يقل (منعني من القراءة )
وذلك معناه أنه كان يقرأ ولكنه يقرأ القليل ،
الثاني : أن الذي منع خالد بن الوليد هو الجهاد في سبيل الله – لأنه قائد جيوش المسلمين ،
أما الذين يتعذرون ويتذرعون بأثر خالد رضي الله عنه فما المانع لهم من قراءة القرآن وحفظه ، والله المستعان وعليه التكلان ،
والله أعلم.

[ابومحمدالزوبعي]

جزاك الله خير وبارك فيك ياشيخنا الغالي على هذا التبيان