.
أرامكو تعتزم ترسية عقود إدارة تشييد مصفاة جازان خلال الأسابيع القادمة بتكلفة 26.25 مليار ريال


إحدى المصافي النفطية السعودية
الرياض – عقيل العنزي
تضع شركة ارامكو السعودية اللمسات الأخيرة على نتائج تقويم الطالبات التي تلقتها من شركات هندسية عالمية تنافست للفوز بعقود إدارة عمليات الإنشاءات والتصميم للمرحلة الأولى من مصفاة جازان التي تعتزم ارامكو تشييدها بالقرب من مدينة جازان بتكلفة تصل إلى 26.25 مليار ريال.
ومن المرجح أن يتم الإعلان خلال الأسابيع القادمة عن الشركات الفائزة، حيث سيتم ترسية العقود أواخر شهر يوليو الحالي أو بداية شهر أغسطس القادم، وبحسب مصادر في صناعة النفط السعودية فإن من ضمن الشركات التي تهافتت للفوز بهذه العقود "ويرلي بارسونز" الأسترالية، وشركة "تكنيب" الفرنسية، بالإضافة إلى أربع شركات أمريكية هي "فوستر ويلر"، و"كيه بي آر"، و"جاكوبز"، و"فلور".
وأشارت المصادر إلى أن ارامكو السعودية ترغب في تسريع وتيرة العمل في طرح وثائق المناقصة لبناء المرحلة الأولى من المصفاة قبل نهاية العام الحالي سعيا إلى تلبية الاحتياج المحلي المتزايد على المشتقات النفطية والذي يتوقع أن يتعاظم في ظل قيام عدد من المشاريع الصناعية في المنطقة الجنوبية من المملكة متناغما مع النهضة التنموية والصناعية التي تشهدها المملكة.
وتشتمل المرحلة الأولى من مصفاة جازان والتي تعتبر أول مصفاة في المنطقة الجنوبية من المملكة بطاقة إنتاجية تتراوح ما بين 250 ألفا إلى 400 ألف برميل يوميا على تنفيذ مرافق تكرير المنتجات البترولية الأساسية التي ستبنى بصورة سريعة، بينما في المرحلة الثانية ستتم إضافة مجمعات لإنتاج المواد البترولية الأخرى مثل الجازولين والمشتقات الأخرى، وكان مقررا أن يتم بناء المصفاة على نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص، إلا أنه لم يقدم سوى تحالفين فقط لطلب الشراكة في هذا المشروع وقد صدرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين في يناير الماضي بأن تتولى ارامكو إدارة تطوير المشروع سعيا إلى سرعة تنفيذه بما يتوافق مع الخطط الإستراتيجية للطاقة.
ويأتي مشروع مصفاة جازان ضمن مشاريع عملاقة في محفظة ارامكو الاستثمارية تصل قيمتها الإجمالية إلى 450 مليار ريال تعتزم تنفيذها خلال الخمس سنوات القادمة وتشتمل على إقامة مصافٍ نفطية ومصانع للبتروكيماويات، بالإضافة إلى مد خطوط أنابيب وبناء خزانات لتخزين النفط والمشتقات البترولية لمواجهة الطلب المحلي المتصاعد، حيث تسعى إلى رفع طاقتها الإنتاجية من المواد البترولية المكررة إلى 3.8 ملايين برميل يوميا، وكذلك المحافظة على طاقتها الإنتاجية من النفط الخام في معدلاتها الحالية عند 12.5 مليون برميل يوميا.
وتستفيد ارامكو السعودية من الأزمة العالمية في تخفيض تكاليف المشاريع ما سيساهم في ارتفاع الهوامش الربحية لمشاريعها الطاقوية ويساعدها على سهولة تمويل هذه المشاريع عن طريق البنوك المحلية والعالمية، كما أنها تجني ثمار المناخ الاستثماري المتميز في المملكة، حيث يتسابق الممولون لنيل حصة في تمويل الاستثمارات في السعودية.
وفي شأن ذي صلة تراجعت أسعار النفط أمس إلى معدل 73 دولارا للبرميل في بداية التعاملات بأسواق الطاقة العالمية إثر تعاظم الشكوك بشأن حالة انتعاش الاقتصاد العالمي الذي لا يزال يعاني من تبعات الأزمة العالمية، وبعد أن أظهرت تقارير من الصين وأوروبا والولايات المتحدة تباطؤ في نمو الصناعات التحويلية على مستوى العالم خلال يونيو ما جدد الوجل لدى المراقبين على أن الانتعاش الاقتصادي العالمي يفقد قوة التعزيز ولا يزال يترنح دون بروز مؤشرات على قوة الانتعاش.