وقد كان الأستاذ أبو عاصم وهو مسؤول الفسحة ، فلسطيني الجنسية رجلاً محترماً وقوراً ، جميل

الصوت في القراءة متمكن من التجويد ، وأذكر أنه كان عدد من الطلاب الفلسطينين يدرسون

معنا ، وكانت فلسطين يومها حاضرة في نفوسنا نحن الصغار فضلاً عن الكبار ، وأذكر مما أذكر أنه

تقام حملات للتبرع داخل المدرسة وكان كل ريال تدفعه تعطى إيصالاً عنه .

وقد كان الاستاذ فخري يشرف على الكشافة المدرسية ، ولم أكن يومها أعير لها بالاً أو اهتماماً ،

وعندما درست في الكلية أدركت قيمة الكشافة أو الجوالة ولا أزال بعد أن انخرطت فيها وفي أعمالها

وحصلت على القيادة الأولية فيها من مركز الملك عبدالعزيز بالأحساء ، ولي فيها ذكريات وأحداث

كثيرة لعلي أذكرها في مناسبة قادمة .

أما الأستاذ عبدالله الذييب فأشهد أنه من أجود المدرسين تدرسياً للقرآن وللتجويد على الرغم من

شدته وشدة عقابه ولكن أدركنا قيمة تدريسه بعد أن تمكنا ولله الحمد من قراءة القرآن والتجويد

بالشكل الصحيح فلله الفضل أولاً ثم للاستاذ عبدالله

ومن أجمل الحصص وأمتعها " حصة الرياضة " خاصة إذا صادفت يوم الأربعاء ، وقد كان بعض

الطلاب يلبس ملابس الرياضة تحت ثوبه في عز الحر ، وبعضهم يحضرها في كيس معه ! لكنها

تتحول إلى نغمة إذا كانت " الحصة الأولى " ويعقبها رياضيات أو قرآن أو محفوظات " لأننا إما
عندنا واجب أو حفظ وهذا ما يعطر علينا جمالها .

ومن الأشياء التي أذكرها ولا أنساها وأنا أذكر الجميل عني وأتغافل عن الغير جميل فسامحوني ، أذكر
لوحة الشرف فيالفصل وكانت مقسمة إلى ثلاث أقسام ( الأول ، الثاني ، الثالث ) وتحتها قسم

لـ ( أنظف طالب ) وكانت يكتب اسم الطالب المتفوق والنظيف واسمه تحت الصورة ، وقد اخترت أنظف طالب ( واليوم أضحك على النظافة التي كنت فيها )


ووضعت صورتي وكانت تغمرني الفرحة وبعد أن خرجت نتائج الاختبار الشهري كان ترتيبي

" الثاني " ، وكان من المفترض أن توضع صورتي ( الثاني ) ولكن الأستاذ سامحه الله ، قال

لي : نكتفي بوضع صورتك كأنظف طالب ونعطي الثاني لطالب آخر !!!! حقيقة لم استطع أن

أتكلم ! ولكني أرسلت دمعة بهدوء ! أحسست بالظلم وهذه بقيت في نفسي
إلى اليوم لا أنساها ! لا أدري لماذا ! ولقد شاهدت الأستاذ قبل فترة فلم أذكر منه شيء سوى

هذا الموقف ! عفا الله عنا .


سنكمل إن شاء الله