حينا كنت اعمل في الوديعة -من قرى محافظة شرورة وهي منطقة حدودية أهميتها كمنفذ سعودي لليمن - , كان حال الأهالي مؤسف ويعانون من شدة الفقر .. لجأ بعضهم إلى بيع الخبز -المقلي - , ويبيعون الخبزتين بريال .. طبعا ً هذا يوفر على بعض الطلاب كون الساندويتش ( السندويس ) .. بـ 2 ريال ..
وكان عدد الطلاب على ما اذكر يفوق الـ 650طالب ..وكان فعلا ً بعض الطلاب يربح .. ويكون دخله في اليوم 30 ريال تقريبا ً .. 30 ريال ؟ .. أي تقريبا ً 600 ريال بالنسبة لهم ثروة تمضيهم شهراً كاملا ً ..
طبعا ً منعت لأنها خسفت بأرباح طلعت المصري عامل المقصف .. وكاد ان يترك المدرسة - حسب قولة - .. وكان من تكبير الامور لديه أنه يشهد المعلمين على الطلاب الذين يأكلون هذا الخبز .. ويقول .. " لو إتسمم حد ماليش دخل " .. هههههههههههه , وأعتقد بأن أحدهم لو شرب السم القاتل .. ربما سيعطس فقط !!


الخلاصة أنها فكرة رائعة ومستحيلة .. لأن الأماكن الذي يعد فيه الاكل يجب ان يكون صحي وخاضع لشروط معينة ورقابة .. وأنا اشرفت مع طاقم الوحدة الصحية على الاماكن التي يعد فيها الطعام في المنطقة التي اعمل بها حاليا ً .. بأمانة .. مزااابل .. وشيء مقرف .. ولكن طالما ً ان الطبيب يختم فماذا في يدي ؟

كان المسؤول عن اللجنة ممرض قبيلي .. ومن محاسن الصدف .. اننا دخلنا مدرسة مديرها من نفس قبيلته .. فتعارفا .. واخذ الختم ووقع على انه مطابق دون ان يراه .. فقط لأن المدير من قبيلته .. ونظافة الاكل في مهش الذباب ..


..