مكتبة الزمان



عندما تفتش في مكتبة الزمان فإنك تجد العجب العجاب في هذه المكتبة التي لا تنقضي كتبها بل هي في ازدياد ما دام الناس يقطنون هذه الأرض وإلى أن يرث الله الأرض ومن

عليها وعندما تأ خذ أول كتاب ألف فيها وتنظرإلى الفهارس فإنها تبدأبقصة نزول آدم عليه أفضل الصلاة والسلام ومن هنا بدأ المداد ينزف وبدأت الحياة تأخذ مسلكها التي أراد الله لها فعندما قرأنا قصته عليه السلام بدأت بعداوة إبليس اللعين لآدم

وهذه بداية سيئه (ويعجبني الفأل ) حتى لا يقال عني متشائم ثم حدث بعد ذلك أمر جلل ألا وهو معادات الأخوه لبعضهم بل كما قيل زاد الطين بله فقتل أخوه الذي هو من أبيه وأمه فلله ماهذه المكتبه ففي بدايتها والأ مر كذلك فماذا نقول عن نهايتها ثم دارت الأيام بخيرها وشرها ومازال الغبار يعلوا حتى جاء من قدح شرارة وأيم الله لا يطفئها الدهر ومازالت قصته في الجزء الثاني لكن هذه المره ليست مع آدم إنما مع أبناءه ألا وهو إبليس عليه لعنة الله واحتياله على أبناء آدم الذين لا يعرفونه حق المعرفه وجاء بعبادة الأصنام وترك عبادة الله مازلنا نقرأ وحياة البشر في إنحطاط تركت قرآءت هذا الكتاب وكدت أن أخرج من هذه المكتبة ولا أعود أبدا لكنني قلت في نفسي عساي أن أجد كتابا يطمئن إليه نفسي فتجاوزت قراءة أغلب الكتب فوقعت عيني على كتاب مغبر فنفضت الغبار لأقرأ العنوان وإذا العنوان ( أيام العرب في الجاهليه ) تشآئمت من كتابة الزمان لهذا العنوان (ويعجبني الفأل) ثم قرأ ت الفهارس لكن صدمت عندما قرأت أول

عنوان تدرون ماهو ( حرب البسوس . ثم حرب داحس والغبراء . ثم يوم بعاث . ) وغيرها الكثير تحيرت من هذه المكتبة التي تعج بالمصائب والنكبات وكأنها تأنف من كتابة شيء مفرح ثم على الرغم من شؤم العنوان إلا أني بدأت أتصفح علي أجد بصيص أمل في أن الحياة فيها خيرتصفحت هذا الكتاب وبدأت أقرأ عن هذه الحروب فإذا

الحروب طاحنه وهي لا تستحق كل هذا ألأ جل ناقة شارف يصل القتلى إلا هذا الحد ثم تجاوزته إلى مابعده فإذا هم يتقاتلون لأ جل فرس فازت في السباق أإلى هذا الحد بلغت

عقول الناس فليتك يازمان لم تنشئ هذه المكتبه أغلقت الكتاب وأرجعته إلى مكانه وقلت في نفسي هل أأخذ كتابا آخر أقرأه تحيرت ثم خرجت مغضبا من هذه المكتبه لكني أصررت على العوده لهذه المكتبه فأخذت عيناي تتنقل وتنظر في دهشة وحيره حتى وقعت عيني إلى كتاب في زاوية المكتبه لم يصبه الغبار وتلكأت قليلا وقلت في نفسي لعل هذا الكتاب ينحى منحى آخر ويسلك الجاده فأخذته وأنا على وجل هل هذا الذي

يحيي في قلبي التفاؤل في هذا الزمان فبدأت كعادتي أتصفح الفهارس وإذا أوله قصة نزول الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم فاستبشرت خيرا من هذا الكتاب وبدأت أقرأه حرفا حرفا ولا تزيغ عيني عنه ولا ينشغل قلبي بشيء غيره فلله در محمد صلى الله عليه وسلم هوباب الخير وجامعه قرأت ماتطمئن إليه نفسي وينشرح له صدري ومن جميل ما كتبه الزمان عنه المؤاخاة فقد بترسوق العداوة وقلعه من جذعه وبدأ العدل يسود الناس ومن جميل كلام الزمان عنه قوله ( لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ) كيف أن هذا الحديث أنها الصراع بين الأمم وأنه جاء بمحو العصبية القبليه

ويستمر الزمان ووجهه يشع نورا في تلك اللحظات وهو يتحدث عن هذه الفترة التي قشعت غيمة الظلم والطغيان وفي الأ خير مات سيد هذا الزمان لكن آثاره الطاهره باقية

حتى جاء الصحابة الكرام بعده يقفون على أثره لكنها لحظات مرت كلمح البصرأوهو أقرب حتى إنتهيت من قراءته والسعادة تغمرني فأخذت كتابا غيره لأ قرأه بعدما إستبشرت بما قرأته خيرا لكن تساءلت هل هذا الكتاب كسابقه أم عاد

الزمان كهيئته وهذا الكتاب من أواخر ما ألفه الزمان وعنوانه ( العصر الحديث ) بدأت أيضا بالفهارس وليتني لم أقرأ فإذا فيه السم الزعاف ( إحتلالات وإنتهاكات وقتل

وتشريد ومجاعة وزلازل وقهر وسلب ونهب وتناحر حتى بين المسلمين وغدر ولا أحد يأمن جانب الآخر فلله هذا الزمان كيف تردى فأغلقت الكتاب وكيف لي أن أقرأ والكتاب

من عنوانه كما يقال فخرجت من مكتبة الزمان مغضبا وأوصدت بابه بقوة لكن ما أدهشني ما كتبه الزمان على بابه


( فلا تلوموني ولومو أنفسكم )


عندها أدركت أن الزمان يملى عليه وأنانحن من نملي عليه هذه مكتبة الزمان فادخلها لعلك تجد مايسرك ويسرنيفإن وجدت خيرا فاكتبه وإلا دعه