بسم الله الرحمن الرحيم

الدعاء


أولا...
ما جاء في الدعاء
ثانيا..
بعض آداب الدعاء
ثالثا..
بعض أسباب إجابة الدعاء
رابعا..
من هم الذين تستجاب دعوتهم ؟
ما جاء في الدعاء
(وقال ربكم ادعونني استجب لكم إن تالذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين )
ـ عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الدعاء هو العبادة ) رواه أحمد والترمذي وهو حديث صحيح )
عن ابن عمر رض الله عنهما قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء ) حديث حسن رواه الحاكم وصححه .، وفي رواية له عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا يغني حذر من قدر والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة )حسن .
وروى الإمام أحمد والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى ( أنا عند ظن عبدي وأنا معه إذا دعاني )،
ورواية الصحيحين من طريق عمر بن حفص بن غياث عن أبيه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :يقول الله تعالى ( أنا عند ظن عبدي وأنا معه حين يذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم )صحيح .
نأخذ من هذه النصوص :
فضل الدعاء وأنه مشروع كل وقت :
لاتسأل بني آدم حاجة ........ وسل الذي أبوابه لاتحجب .
الله يغضب إن تركت سؤاله ........ وبني آدم حين يسأل يغضب .
كيف يدعو الإنسان ؟
أ- أن يعزم العبد المسألة ولايتردد .
روى الإمام أحمد والشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لايقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت اللهم ارزقني إن شئت وليعزم المسألة فإنه يفعل مايشاء لامكره له )صحيح .
روى عن ابن حبان عن عائشة قالت :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا سأل أحدكم ربه فليكثر فإنما يسأل ربه )صحيح .
ب ـ أن لايعتدى العبد في دعائه فإن الله تعالى نهى عن الاعتداء في الدعاء فقال ( ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لايحب المعتدين ).الأعراف .
وروى الإمام أحمد وأبو دواد عن عبدالله ابن مغفل رضي الله عنه (أنه دخل على ابن له فسمعه يدعو ويقول اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذادخلتها فقال رضي الله إني سمعت رسول الله صلى الله وسلم لإنه سيكون قوم يعتدون في الطهور والدعاء ) حديث صحيح .
ج ـ اختيار جوامع الدعاء :
ورى مسلم في صحيحه عنه عن أم حبيبة رضي الله عنها أنها قالت : اللهم أمتعني بزوجي رسول الله وبأبي أبي أبي سفيان وبأخي معاوة فقال لها النبي صلى الله عله وسلم قد سألت الله لآجال مضروبة وأيام معدودة وأرزاق مقسومة لن يعجل شيئا قبل حله أو يؤخر شيئا عن حله ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب في النار أو عذاب في القبر كان خيرا وأفضل )
وروى البخاري في الأدب المفرد عن عائشة رضي الله عنهما:( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها عليك بجمل الدعاء وجوامعه قولي اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم وأسأل الجنة وماقرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل ، وأسألك مما سألك به محمد صلى الله عليه وسلم وأعوذ بك مما تعوذ محمد صلى الله عليه وسلم وما قضيت لي من قضاء فاجعل عاقبته خيرا )صحيح ورواه ابن ماجة .
دـ أن تبدأ بنفسك إذا دعوت لأحد فقد روى الطبراني عن أبي رضي الله عنه :(أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان إذا دعى بدأ بنفسه )وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أحدا فدعى له بدأبنفسه .
هـ ـ أن يجعل الإنسان باطن كفيه إلى وجهه فقد روى أبو دواد عن مالك بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(إذا سألتم الله تعالى فاسألوه ببطون أكفكم ولاتسألوه بظهورها) .(صحيح)
ـ وروى الطبراني عن ابن عباس والإمام أحمد عن السائب بن خلاد( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعى حعل باطن كفيه إلى وجهه ) صحيح .
ـ الوضوء عند الدعاء ـ
ثبت في الصحيحن من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان لم ينقل عنه في أحيان كثيرة فقد روى البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال :ـ لما فرغ النبي صلى الله عله وسلم من جيش علي جيش إلى أوطاش قال وبعثني مع أبي عامر قال فرمي أبو عامر في ركبته رماه جشمي فأثبته في ركبته قال فنزعته فنزل منه الماء فعرف أبو عامر أنه ميت فقال أبو عامر لأبي موسى يابن أخي أقرء النبي صلى الله عليه وسلم السلام وقل له استغفر لي ،قال فمكث يسيرا ثم مات . قال : فرجعت فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في بيته على سرير مرجل عليه فراش قد أثر السرير بظهره ووجنتيه فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر قال (فدعى النبي صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ )ثم رفع يديه وقال اللهم اغفر لعبدك أبي عامر ،ورأيت بياض إبطيه ثم قال : اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس ، فقال أبو موسى ولي استغفر ، فقال رسول الله صلى الله عله وسلم اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما )
ثالثا
أسباب إجابة الدعاء :
ماهي أسباب إجابة الدعاء ؟ كثيرة منها :
أ ـ الإخلاص لله سبحانه وتعالى أن يخلص العبد لله وهو يدعو فإذا عدم الإخلاص فلاقبول للدعاء ولاللعمل .
ب ـ أكل المال الحلال :ـ حديث الرجل الذي يطيل السفر أشعث أغبر ......) صحيح مسلم .
ج ـ الاضطرار حيث يدعو الإنسان قال تعالى (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض ءإله مع الله قليلا ما تذكرون ) النمل .
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى (إذا صحب الدعاء البكاء والاضطرار فهذا الدعاء قد لايتخلف إجابة أبدا ).
دـ أن يكون الإنسان من الذين يكثرون الدعاء أيام الرخاء ومن الذين يتعرفون إلى الله تعالى أيام الرخاء .
روى الترمذي والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : تعرف إلىالله في الرخاء يعرفك بالشدة )صحيح .
ولهذا يقول الله تعالى عن نبيه يونس عليه السلام لما كان في بطن الحوت (فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ) الصافات .
هـ ـ أن يكون العبد ممن يذكرون الله تعالى كثيرا فذكر الله له فضل فقد روى البهيقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لايرد الله دعاؤهم وذكر منهم الذاكر الله تعالى كثيرا ) حسن في شعب الإيمان .
وـ أن يكثر الإنسان من النوافل التي يتقرب بها إلى الله تعالى من نوافل الصلاة من نوافل الصدقات من نوافل الذكر والبر .
روى البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى قال ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشئ أحب لي مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ،فإذا احببته كنت سمعه الذي سمع به ،وبصره الذي يبصر به ،ويده التي يبطش بها ،ورجله الذي يمشي بها ،ولئن سألني أعطيته ولئن استعاذني أعذته )صحيح.
زـ أن يبيت الإنسان على طهارة وعلى ذكر الله تعالى حيث يأوي إلى فراشه وهو على وضوء وهو يذكر الله تعالى فإن نومه قربه إلى الله تعالى .
روى الإمام أحمد عن معاذ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من مسلم يبيت على ذكر طاهرا فيتعار من الليل فيسأل الله تعالى خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه ) صحيح .
ج ـ أن يدعو الإنسان بما رواه الإمام أحمد والبخاري وأبو دواد والترمذي وابن ماجة عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من تعار من ليل فقال حين يستيقظ فقال :لاإله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد لاشريك له له الملك وله الحمد بده الخير كله وهو على كل شئ قدير سبحان الله والحمدلله لاإله إلا الله الله أكبر لاحول ولاقوة إلا بالله ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعى استجيب له فإن قام فصلى قبلت صلاته )صحيح .
طـ ـ أن يدعو الإنسان بدعوة ذي النون صلى الله عليه وسلم فقد روى الإمام أحمد وأبو دواد والنسائي عن سعد رضي الله عنه قال:( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوة ذي النون إذا دعى بها وهو في بطن الحوت لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له )صحيح .
ي ـ أن يثني الإنسان على الله تعالى في دعائه وأن يصلي على النبي صلى الله عله وسلم . روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :كنت أصلي والنبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر معه فلما جلست بدأت بالثناء على الله عز وجل ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم دعوت لنفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم سل تعطه )إسناده حسن .
ك ـ أن يرفع الإنسان يديه وهو يدعو الله تعالى لما روى الإمام أحمد وابن ماجة والحاكم عن سلمان رضي الله عنه قال : قال (رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى حي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبين ) صحيح .
يتبع.....