جميل أن نغير مناهجنا الدراسية إلى ماهو أطور وأفضل
نواكب العصر قبل غروب الشمس ونطرح قضايا المناهج بأسلوب
أروع بكثير مما هو عليه سابقا ...

ولكن أعتقد أن الخلل الأكبر ليس في المناهج السابقة
وإنما في المعلمين ذاتهم
فأزعم "أن المنهج السيئ في يد المعلم الجيد خير وأبقى من المنهج الجيد في يد المعلم السيئ "

لافائدة من منهج يواكب العصر والمغرب والعشاء أيضا ومعلم ينظر إلى الطالب أنه شيك مفتوح
يسحب منه مايستطيع
فعلى قدر فعل النصب تأتي الدراهم...

أذكر أن أحد معلمينا البارعين في المادة كبراعة البلدية في الحفريات
بارع جدا ومتمكن منها إلا أنه في الفصل لايشرح جيدا
تجده يتثائب قليلا ويستريح قليلا وينقش..خشمه ويحك (لاخلاص ) قليلا
يجيب لك النوم لو إنت نايم لك شهر وإذا نمت قال لاتنام أنتم يالطلاب كسالى وإنتم يالطلاب ...وأنتم وأنتم
كل ذلك لأجل أن ندخل تقوية ويمص منا كم ريال ..
ليس ذلك فحسب بل إن طالب التقوية يحضى بدرجات في الإمتحان وملخصات واختصارات وملاحظات
ورعاية صحية كاملة لحياته الدراسية وشاملة للأسئلة الاختبارية
يُــعامل كأنه لاعب كرة قدم يقدم له العروض وكل المطلوب منك تسجل هدف وتدخل الاختبار
أما الفقراءالذين بالكاد يملكون بنزين السيارة التي توصلهم للمدرسة يُــعاملهم
المعلم بأن ربع درجة مسؤول عنها أمام الله سبحانه وتعالى
وأنه محاسب عليها ويقف بوجوههم
كأنك تطلب من عبدالله بن المبارك أن يزني ..

أصلا هي اسمها تقوية يعني تقوية الضعيف
فاذهبوا وانظروا ..ستجدون الأوائل على المدرسة هم الأوائل في التقوية
معقولة الأول دلخ مايفهم إلا بتقوية..!!!؟ ربما

وخذ من هذه الأمثلة الكثير الكثير ..
يحدثني أحد أصحابي أن معلمهم كان يبيع الأسئلة بــ 150 ريال والطالب
الذي لايشتري الأسئلة لن يحصل على الدرجة الكاملة ..
لو أوباما يتوسط له ماينفع
حتى أن الطلاب أنفسهم صاروا لايهتمون في الدروس والمذاكرة
والمنهج سواء جديد أو قديم
ومالفائدة من الدرس إن كنت سأحصل على العلامة الكاملة بمجرد أن أدفع..!!؟

ففلوس زيادة درجات زيادة وتنجح فوق العادة

وبالمناسبة حدثني أحدهم
" أن هناك معلم سعودي في ثانوية رفحاء على ما أعتقد طلب تدريس ثاني ثانوي ورفض
جميع العروض المقدمة له من قبل المعلم الأجنبي
كل ذلك لكي يخلّص ويحرر الطلاب من التقوية الظاملة
كتحرير صلاح للقدس.."
رجل شريف بحق
وليت كل السعوديون يعملون ذلك .. لأجلنا نحن الطلاب يامعلميننا

أظن أننا لانحتاج إلى تغيير المناهج مادام أن هناك فئة
من المعلمين لايجيدون الشرح ولايهتمون بالتحضير
كإجادتهم وإهتمامهم الشبات والتعاليل ولايعرفون تنسيق
الدرس كتنسيق غرفة المعلمين ولاتوزيع
المهام كتوزيع فطورهم وشاهيهم وقهوتهم..

أذكر أن أحد معلمينا يعرب الجملة " مضى من الشهر سبعة عشر يوما "
يعرب سبعة عشر على أنها بدل
أقول يا أستاذ "سبعة عشر.. فاعل " فيقول : لا ..بدل ..
ويحاول أن يتعالم أمام الطلاب فيزيد : ياشاطر.. إن كانت فاعل أين المفعول به ..؟
وكأنه لم يعلم أن هناك أفعال لاتحتاج مفعول به
كسافر ونام و...مضى ..
مثل هذا ماذا سيفعل إن تغير المنهج إلى أصعب ..؟
أكيد إنه راح (يصوبعه )

لاأظن أن تغيير المناهج يجدي نفعا إن كان تربية المعلم سيئة جدا
فكيف يوصيك بالأخلاق وهو لايعرف الأخلاق
وكيف ينهاك عن الظلم وهو أول ظالم ..

عندما كنت في رابع ابتدائي دق جرس الحصة السادسة يوم السبت
فانطلقنا نحن الطلاب نريد الخروج إلى البيت
ولم نعلم أنه يوجد حصة سابعة لدينا فنحن في أيام الثالث ست
حصص فقط ..لاغير.
خرج جميع الطلاب من السلم الأيمن للصف إلا أنا وحدي
خرجت من الأيسر لأنه أقرب أو كنت لدلاختي أظنه أقرب
وفي نصف الطريق اعترض الطلاب أحد المعلمين وأرجعهم للصف
أما أنا فلم يعترضني أحد وكنت اقتربت من الخروج لكن لما
رأيت الطلاب يرجعون علمت أن هناك أمر ما فلايحق لي أن أخرج
لسبب ما فرجعت (لأني مصري ودافور- وتكرما وأدبا مني طبعا -)
فلما وصلت الصف مع الطلاب استقبلني المعلم (بطراق) قاسي جدا
"حتى صرت من الألم لا أميّز هل هذا معلم أم فؤاد أنور"
لا أعلم لماذا أنا بالذات ضُــربت فأنا رجعت من دون أن يرجعني أحد
مع العلم أنه كان بإمكاني أن أخرج دون أن يعلم أحد
وأنا أيضا لم أهرب أو أحاول أخرج وحدي فهناك أكثر من عشرين طالب معي

أقسم بالله لكم أني أكتب هذه الكلمات والكثير من القهر
في داخلي على ذلك المعلم
القضية مضى عليها أكثر من 7سنوات وكلما رأيت انتر تيكر عفوا قصدي ذلك المعلم
تذكرت تلك الضربة القاسية التي جعلت وجهي أحمرا كأنه فراولة
وأظن أني لو كنت في الثانوية لم يفعل فعلته التي فعل بل مسك أرضه ورحب بي
لكن نحن هكذا ضعفاء في مع الأقوياء وأقوياء مع الضعفاء

أقول لا أعلم كيف يريد المنهج أن يعلمني الأخلاق من معلم كهذا
تجنى علي وضربني من دون ذنب
في هذه الحالة كأن المنهج يقدم لي عصير في كأس متسخ..

قضية المناهج وتطويرها ليست أهم من قضية المعلم وتطويره
فنجاح المنهج من نجاح المعلم ولانجاح للمنهج إن فشل المعلم
فالمعلم الناجح هو من يقود الطلاب إلى النجاح
طبعا من دون دَف ومساعدة ولجنة رحمة بل بشرح وعمل متقن

صدقوني لن تنجح المناهج إذا كان المعلم يبيع الأسئلة والآخر
لم يفهم المنهج والثالث لايعرف الأدب والأخلاق والعدل

وإن كان المعلم ضاربا بالدف فشيمة أهل المدرسة كلهم ...النجاح ..
للأسف أن هذا مايجري في هذه الأيام..
المعلم يلعب ويمرح ويتاجرومع ذلك ينجح الطلاب كلهم..
هل لأن طلاب المدارس كلهم عباقرة ..!!!؟ربما


لدي الكثير مما أقول لكن خشية الإطالة اقتصرت على هذا فقط ..



بريشة الطالب

ابن الغابة