الموقف الأول:
أمي في الإجازة الصيفية سمعت بأن هناك مركز صيفي نسائي، فأرادت الاستفادة، والمشاركة، في أحد الأيام جاءت إلي وقالت: عندنا مسابقة حفظ قصيدة ، وأود أن تساعدني عليها، قلت: أبشري، قرأت القصيدة فكانت في العقيدة وفيها الكلام عن مسألة خلق القرآن، والأسماء والصفات، والنزول، والخلافات بين المعتزلة، والأشاعرة، والواقفية، والسنة، قلت: لا حاجة لهذه المسابقة، وركزي على حفظ القرآن، وأنا أضمن لك الفوز بالجنة، وأخذت القصيدة.
الموقف الثاني:
جاء أحد الشباب الطيبين، لمـ يكن من مدينتنا، وقام بعد الصلاة، وألقى كلمة: قال: الله له عينين، الله له قدمين، الله ينزل للسماء الدنيا، الله له يدين، يمد صوته بلفظ الجلالة، والمسجد جماعته من العوام... وكنت أجلس في آخر المسجد، وأراهم يتلفتون، كأني بهم يقولون في أنفسهم(خيطي بيطي)(وهذه كلمة يقولها الرجل الكبير عندنا إذا لم يعجبه الكلام).
تعليق:
ياليت يترك الكبار على عقائدهم التي عرفوا الله عليها، ولا يزجون في خلافات ومتاهات هم ليسوا في حاجة لها، ولا تدركها عقولهم، وهم مؤمنون، وعندهم من اليقين ما يحرك الجبال، وإذا كان الشاب عنده مشكلة في بعض المسائل العقدية، فليناقش المتخصص فيها ، ولا يعرضها للناس خاصة إذا كان في طرحها فتنة، والنبي –صلى الله عليه وسلم- لم يسأل الصحابة عن التفاصيل، بل يكفي الإيمان الإجمالي، وكان السبب في كل هذه المشاكل العقدية علم الكلام الذي ترجم في العصور التالية لعصر الصحابة، وهذه الخلافات سلمنا الله منها في بلدنا، فلماذا الخوض فيها، إلا لطالب العلم الذي يريد أن يزداد ثقافة لنفسه، أما العوام... لا... لا