البوعينين: الصكوك ستشهد طلبا قويا ومن المحتمل بيعها للمستثمرين في الخارج



أحد فروع البنك الأهلي في شارع حائل بجدة





جدة: وائل مهدي 2010-11-23 2:10 AM
لم يكن عام 2010 عاماً مميزاً للصكوك الإسلامية إذ لم يتم إصدار كميات كبيرة من الصكوك خلاله بما يعكس حجم التطور في المصرفية الإسلامية، إلا أن العام المقبل سيشهد تحسناً خصوصاً وأن البنك الاهلي التجاري، أكبر المصارف العربية من حيث الأصول، ينوي إصدار صكوك خلال الربع الثاني بحسب ما أعلنه مسؤول تنفيذي في البنك أمس.
وصرح نائب الرئيس التنفيذي، رئيس مجموعة تطوير العمل المصرفي الإسلامي بالبنك الأهلي عبدالرزاق الخريجي لوكالة بلومبيرج أمس في المنامة أن البنك عازم على إصدار هذه الصكوك إلا أنه لم يعط أي تفاصيل إضافية حول حجمها أو كيف سيقوم البنك بالاستفادة من إصدارها.
وأوضح الخريجي أن إصدارات الصكوك الإسلامية قد ارتفع من 6 مليارات دولار إلى 24 مليار دولار في الفترة ما بين عامي 2004 - 2007، رغم انخفاضها بنسبة 30% خلال عام 2008 بسبب الأزمة المالية العالمية"، مؤكداً في الوقت ذاته أن عام 2009 شهد عودة قوية لإصدارات الصكوك الإسلامية، ومتوقعاً أن تصل الأصول المستثمرة في الصكوك إلى 130 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة.
وبغض النظر عن الحجم أو نوعية المشروعات التي سيتم استثمار أموال الصكوك فيها، توقع المحلل الاقتصادي فضل البوعينين في حديثه إلى "الوطن" أن يكون الطلب عاليا جداً على هذه الصكوك من قبل المستثمرين سواء المحليين أو الخارجيين لاسباب ثلاثة.
أما السبب الأول فهو أن المصدر هو البنك الأهلي التجاري أكبر عضو في القطاع المصرفي السعودي وكما هو معروف على قول البوعينين: "من النادر أن يصدر مصرف سعودي صكوكا ويعجز عن سدادها."
وعن السبب الثاني يقول البوعينين إن الفائدة الحالية على الودائع متدنية جداً ولهذا يبحث المستثمرون عن قنوات جديدة ولا يزال هامش الربح على الصكوك الإسلامية أعلى من هامش الربح على الودائع بمستوى قد يصل إلى 150 نقطة أساس في بعض الأحيان.
ويرى البوعينين أن السبب الثالث الذي سيجعل الطلب عالياً على هذه الصكوك هو إمكانية تسييلها في أي لحظة وهذا بحد ذاته عامل جذب كاف.
وعن الكيفية التي سيتم من خلالها الاستفادة من أموال الصكوك توقع البوعينين أن يضخ البنك الأهلي أموال هذه الصكوك في إحدى قنوات ثلاث أو كلها وهي مشاريع البتروكيماويات والطاقة ومشاريع الإنشاءات الضخمة التي تقودها الشركات الكبرى مثل مجموعة بن لادن السعودية وسعودي أوجيه إضافة إلى التمويل العقاري الذي يشهد طلباً عالياً من الأفراد.
ويضيف البوعينين: "هناك مشاريع قادمة في الجبيل بقيمة 50 مليار دولار ولا أتصور أن الشركات التي تنوي الاستثمار هناك ستضع كل هذه المبالغ من جيبها الخاص".
ويتوقع البوعينين أن يقوم البنك الأهلي ببيع هذه الصكوك في الخارج، خاصة وأن هناك اهتماما شديدا من المستثمرين الأجانب سواء المسلمين أو غير المسلمين بالمنتجات الإسلامية إضافة إلى قلة المعروض من الصكوك في الفترة الأخيرة.
ويقول: "العديد من البنوك السعودية والشركات التي أصدرت صكوكاً في الفترة الأخيرة توجهت إلى الأسواق الخارجية ولا أستبعد أن يقوم البنك الأهلي بنفس الشيء".
كما توقع البوعينين أن تزيد البنوك السعودية من إصداراتها العام المقبل مع تحسن الأوضاع العالمية وعودة الثقة إلى المنتجات التمويلية وسوق الدين.
وكان الخريجي قد أوضح في تصريحات أمس مصاحبة لحضوره المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية السابع عشر المقام في البحرين أن مؤسسات المال الإسلامية شهدت نمواً وتوسعاً كبيراً في السنوات الأخيرة في ظل تحسن أسواق المال وانفتاحها على مختلف شرائح المجتمع محلياً وعالمياً. وأوضح الخريجي "أن هناك أكثر من 300 مؤسسة مالية إسلامية منتشرة في أكثر من 75 بلداً وأن أصول المؤسسات المالية الإسلامية ارتفعت من 822 مليار دولار في عام 2009 إلى 895 مليار دولار في عام 2010 بنسبة 8.85%.
وفيما يتعلق بسوق التكافل الإسلامي فإن التقارير الاقتصادية بحسب ما أوضحه الخريجي تشير إلى ارتفاعها من 1.4 مليار دولار عام 2004 إلى 4.3 مليارات دولار عام 2007، موضحاً "أن أكبر سوق للتكافل الإسلامي يوجد في السعودية وماليزيا".
وعن الشركات المالية الخليجية، أوضح الخريجي "أن الأصول الإجمالية للبنوك والشركات الاستثمارية والمالية الإسلامية الخليجية تجاوزت 234.08 مليار دولار نهاية عام 2008 مقارنة بـ183.1 مليار دولار عام 2007 بزيادة بلغت 28.2% في تلك الفترة، مقدراً أن يبلغ حجم المصرفية الإسلامية 1.6 تريليون دولار خلال عام 2012