السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أسعد الله أوقاتكم بالرضى .

كما هو واضح من العنوان , فتقريري عن القراءة .

أعزائي بإختصار شديد , لو أردنا التحدث مليا عن فوائد القارءة لطال بنا الوقت .

لكنني إقتطفت لكم هذه العبارات للمفكر الرائع عبد الكريم بكار من كتابه ( القراءة المثمرة مفاهيم واليات ) .

التعلم مدى الحياة ..
فطرياً الإنسان يحب الاستكشاف .. دون أي حدود للتشبع .. فكان العلم يشاع في زمن فإذا مات العالم قد يذهب أفضل ما يعرف ..

ثم انتقلت المعرف من حيز الزمان إلى المكان باختلاف اللغات ..

إن هناك دواعي كثيرة تجبرنا على التعلم والقراءة منها :

1. العلم نفسه .. المثقف المحاول على الحفاظ قيمته ثقافياً مطالب بالتجديد لكن عندما يشعر بالاكتفاء فهو يدمر نفسه .

2. قد أصبح للعلم أثر كبير في الحصول على وظيفة .

3. شيوع الأمية الأبجدية والحضارية في الأمة ، في فهم الإسلام نفسه .

4. عادة نحن نضع لنا إطاراً حولنا التي تشكل نوعاً من البرمجة بسبب البيئة ويزداد الإطار تأطراً كلما ضحلت الثقافة والعلم لدى الفرد .

فقد كان علماء السلف ، لا يثقون بعلم العالم الذي لم يرحل ، ولم يغبر قدميه في طلب العلم ، إدراكاً منهم

لمخاطر البرمجة الثقافية القائمة على معطيات محلية محدودة .

5. التدفق الهائل للمعلومات وتراكم البحث العلمي في ا تساع مستمر فهذا يصيب بالتخلف وعدم التطوير .. وعلاجها مداومة الإطلاع والمتابعة .

( إنتهى حديثه في هذه الفقرة
) .



يصف الكثير من القراء قرائته للكتب باوصاف شتى , فكل يعبر عما يراه بحق هذه

الهواية المحببة إلى قلوب الكثير منهم .

فاحد خلفاء بني العباس , عندما سال عن هوايته المحببة أجاب بالقول بانها ( التنزه في عقول الرجال ) .

وهو يشير هنا إلى القراءة .

لدرجة أن بعضهم قد شخصها بانها * غذاء العقول * .

فهو قد ادرك بان للعقل غذاء > وهو القارءة التي بها يشبع نهمه .

هناك بعض اصحاب العواطف مع الكتاب يفضي بالقول عند حديثه عن القراءة بالتالي ( أنه يشبه علاقته

مع الكتاب بعلاقة الأم مع أبنائها , ويضيف قائلا صدقوني أن ما أقوله مجرّدُ حديثٍ تتشرب العاطفة كثيرٌ منه !
فالمحك المعتبر ، هو الفائدة التي نجنيها مما نقرأه ..

كما يقول الدكتور عبدالكريم بكار في أحدِ مؤلفاته ناصحاً الشباب بما معناه ، أن أحرثوا الكتاب الذي تقرؤونه حرثاً ..

كالفلاح حين يحرث أرض مزرعته ، اقرأ وكرر وأعد وارجع وخطِّط الكتاب بقلمك تخطيطاً ، حتى تجني من

الفائدةِ فوائد كثيرة


هناك سؤال روتيني يمر على غالبية القراء وهو : كيف تشتري كتاب !

وهنا تلخيص سريع وأراه مناسب يجيب على هذا التساؤل المشروع .

الإجابة : الإطلاع على مقدمته.

قراءة الفهارس (الموضوعات، المصادر). وغيرها

قراءة بعض صفحات الكتاب.

معرفة المؤلف وخلفيات وانتماءاته


ايضا تساؤل أخر .

كيف تقرأ كتاب لا تحب قرائته ؟

الكتاب هو كالمركبة سيسرع أو يبطئ طوعاً لرغبتك أيها القارئ يأخذ بعضاً من وقوده من المؤلف ولكن

أغلبه هو منك طبعاً بدون القارئ لن يقرأ الكتاب مهما كان مؤلفه بارعاً .

حين تقرأ الكتاب إذ لم تكن منتبهاً إذا أنشغلت بأشياء أخرى في بالك سيؤدي كل ذلك إلى سوء فهم

الكتاب الهواتف
التلفاز كلها تقطع عليك القراءة وكلما قوطعت أكثر كلما قل ماتستوعبه حاول

قطع نفسك عن المشغلات أثناء القراءه , بعضهم يستطيع مشاهدة تلفاز أثناء القراءة وبعضهم لا القرار

لك فقط كن أميناً مع نفسك



قـــالوا عــــن القراءة

لست أهوى القراءة لأكتب، ولا لأزداد عمرًا في تقدير الحساب، إنما أهوى القراءة لأن لي في هذه الدنيا

حياة واحدة ،وحياة واحدة لا تكفيني ولا تحرك كل ما في ضميري من بواعث الحركة، القراءة وحدها هي

التي تعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة، لأنها تزيد هذه الحياة عمقا.

عباس محمود العقاد




نعم الأنيس إذا خلوت كتاب تلهو به إن خانك الأصحـاب


لا مفشياً سراً إذا استودعته وتُفاد منه حكمـــة وصواب


العقـد الفريـد لابن عبـد ربـه





كيف تعـّودَ نفسك على القراءة والمطالعة؟


· إن كنْت مِنْ الذين يمنون أنفسهم في حب المطالعة والقراءة فهذه بعض النصائح كي تحبب نفسك

فيها؟ إنشاء الله.

· تذكـر الآتي :

1- الإنسان عـدو مـا يجهـل، فالذي لا يعي فوائد القراءة تجده يستثقلها ويملها.


2- يجب أن تعي أن هناك نوعين من العلوم علمٌ شرعي وعلمٌ كوني فالعلم الشرعي يذهب معك في

قبرك مع أعمالك الصالحة إنشاء الله أما العلم الكوني فإنه يتوقف عند باب قبرك.

3- قال العقاد أن تقرأ كتاباً جيداً ثلاث مرات خيرٌ لك من أن تقرأ ثلاثة كتبٍ جيدة.

4- اعلم أن بدايات كل شيءً تكون بطيئة وما تلبث أن تتقن ما تريد.


5- أتبع القراءة بالعمل فإنك إن عملت بما قرأت فذلك داعي لأن تواصل البحث والقراءة مستقبلا.

6- إن فاتك التعود على القراءة بالصغر فلا تنسى أن تشجع أولادك ومن تحب على حب المطالعة

والقراءة وأن تكون عوناً لهم


· أنواع القـراء كما حددهم الشيخ محمد بن صالح المنجد:

1- قارئ بصري لا يتكلم ولا يحرك شفتيه.

2- قارئ آلي يحرك شفتيه عند القراءة بدون صوت.

3- قارئ سماعي لا يقرأ إلا بصوت وهو أرسخهم حيث قال بعض أهل العلم ما سمعته الأذن رسخ في القلب.



الأسباب التي تنفر من القراءة

· من الأسباب التي تنفر من القراءة وتسبب اضطراب لدى القارئ ما يلي:

1- سرعة الملل، وقلة الصبر.


2- عدم معرفة قيمة القراءة.


3- طول الكتاب أو الموضوع.


4- الابتداء بالكتب والمراجع المتقدمة قبل أخذ الأساسيات من الكتيبات الصغيرة.

\5- الانشغال في بعض المطبوعات من مجلات وصحف غير ذات النفع.

6- عدم وجود الزملاء والأقران ممن يحبون القراءة وكذلك عدم وجود التشجيع من الآخرين.

7- ضعف المعرفة بقواعد اللغة العربية


اخيرا أهدي لكم هذه الابيات الذائعة الصيت لعائض القرني من قصيدته الشهيرة قرار الجماهير *

وهي تتمحور حول حديثنا .

18- وإنِّمَا شَرَفِي آيٌ أُرَتِّلُهَ ـ أَوْ خُطْبَةٌ دُبِّجَتْ أَوْ قَوْلُ مُخْتَارِ

19- قَاْلَتْ: فَجُلاّسُكُمْ مَنْ هَمْ؟ وهَلْ حَفَلَتْ ـ تِلَّكَ المَجالِسُ عَنْ قَوْمٍ بَأْخَبَارِ؟

20- فَقُلْتُ: كَاْن مَعِي القُرْآنُ يُبْهِجُنِي ـ كَذَا الصَّحِيْحَانِ فِي أُنْسٍ وأَنْوَاْرِ

21- وِ(ِلابْنِ تَيْمِيَةٍ) فِي عُزْلَتِي خَبَرٌ ـ طَارَحْتُهُ بِأَحَادِيْثٍ وأَسْمَارِ

22- وكَاْنَ عِنْدِيَ فِي بَيْتِي عَبَاقِرةٌ ـ (كَخَاْلِدٍ) و(اَبْنِ مَسْعُودٍ) و(عَمَّارِ)

23- وَقَدْ جَلَسْتُ مَعَ (المغْنِي) فَسَاْمَرَنِي ـ و(لابنِ خُلْدُونَ) تَقعيدٌ بِمعيَارِ

24- حَتَّى (أَبُو الطِّيِّبِ) الهَدَّارِ أَمْطَرَنِي ـ بِشِعْرِهِ كهنِّيءِ الغَيثِ مِدْرارِ

25- وَقَدْ قَرَأتُ عَلَى (إقْبَالَ) مَلْحَمَةً ـ منْ شِعْرِهِ بينَ إِيرَادٍ وإصدارِ

26- وَقَدْ شَكَى لِيَ (شَوْقِي) مَاْ أَلمَّ َبِهِ ـ قِيْثَارَةٌ عنْدَ عَزْفِ اللَّحْنِ قِيْثَارِي

27- وَ(الشَّافِعِيُّ) كتَابُ (الأُمِ) في يَدِهِ ـ يقولُ: خذهُ بِآيَاتٍ وآثارِ

28- و(لابنِ حَزْمٍ) مَعْي ذِكْرَى مُوَرِّقَةٌ ـ (طَوْقُ الحمامةِ) فيهِ نَفْحَةُ الغَارِ

29- وَجَاءَ (سَقرَاطُ) يَبكِي خَاَئفًا وَجِلاً ـ على جدارٍ منْ التَّشْكيكِ مُنْهارِ

30- فَقَلتُ: فَاتَكَ رَكْبُ المصطَفَى فَسَرَتْ ـ بكَ الظَّنُونُ ولمْ تظفرْ بأنوارِ

31- وَزُرتُ لَيْلاً (رَهِينَ المحْبِسٍينَ) فَلَمْ ـ يَهْنَأ بعيشٍ ولمْ يرْضَ بأقْدَارِ

32- وَ(لابنِ زَيدُوْنَ) أَسرَارٌ مِعْي حُفِظََتْ ـ أضْحَى التَّنائِي بديْلاً عنْ هَوَى جَارِي

33- عَلَى بسَاطٍ مِنَ الإجلاَلِ قابَلَني ـ (أبو حنيفةَ) مِثَلُ الكوكبِ السَّارِي

34- وَقْدَ رَأَيتُ (أَبَا تَمَّامَ) مُرْتَجِلاً: ـ السَّيفُ أصْدقُ منْ لوحٍ وأسْفَارِ

35- وَقَدْ تَلَوتُ عَلَى (فُلْتِيرِ) رَائعَةً ـ منْ فِكْرهِ يومَ أعْلَى قَدْرَ ثُوَّارِ

36- وَ(شِكْسِبِيرُ) حَكَى لي منْ رَوَائِعِهِ ـ (هَامِلْتَ) أنْضَجَ فيهَا رُوْحَ مَوَّارِ

37- فَقلُتُ: يكفي جُمُوع الانقليز عُلاً ـ بُزُوغُ نَجْمُكُمو يا (سَوْبِرِ اسْتَارِ)

38- أَمْا (تيولستي) الروسي فَأَخْبَرَنِي ـ عن قِصَّةٍ كُتِبَتْ في رَبْعِ سَنْجَارِ

39- وَقَامَ يُنشدُني (طَاغورُ) قَافيَةً ـ قَدْ صَاغَهَا في (نيُودِلْهي) بإبْهارِ

40- حَتى ربَاعيَّةُ (الخَيَّامِ) جَاذَبَني ـ بها نديميَّ منْ عِلْمٍ وأفْكَارِ

41- أَطلاَلُ (نَاجِي) سَقَتْ بالدَّمعَ سَاحَتَهَا ـ وجَئْتُ أرْوِي إلى (العقَّادِ) تَسْيَارِي

42- وَ(دَانتِيُّ) في رُبَا إيْطَاليَا هَتَفتَ ـ حَمَائمُ الشَّوْقِ منْ رُوْمَا بأسْرَارِ

43- نَعم، وَعَاتَبتُ (هَارَونَ الرشيدَ) على ـ قَتْلِ (البرامكةِ) الأجوادِ في الدَّارِ

44- فقالَ: دعهُمُ لنَا عندَ الإلهِ غَدًا ـ مواقفٌ سوفَ أتْلُو ثَمَّ أعْذَارِي

45- أمَّا (الغزاليُّ) فطارَحنَاهُ وارْتَحَلَتْ ـ بصوتِ (إحيائِهِ) الفِيِْنَانُ أسْرَارِي

46- ولم تَزَلْ (لابنِ رُشْدٍ) في مُخَيِّلتِي ـ أفْلامُ ذِكْرَى بإعْزَازٍ وإِكْبَارِ

47- و(الجاحظُ) الفَذُّ أبْكانِي وأضْحَكنِي ـ قَوْلٌ كَمِسْبَحَةٍ في كَفِّ سَحَّارِ

48- و(لابنِ سَيْنَا) شِفَاءٌ منه أمْرَضَنِي ـ هذي العَقَاقِيْرُ أمْ سكّينُ جَزّارِ

49- وجَدْتُ نفسِيَ في بَيْتِي وَقَدْ هدأتْ ـ ولمْ تُشَتَّتْ بأَخْبارٍ وأسْعَارِ

50- ولَمْ تُرَوّعَ بأنباءِ الحُرُوبِ ومَاْ ـ في السَّوْقِ منْ سِعْرِ دينارٍ ودُوْلارِ

51- إذْ كنتُ في لُجِّةِ الدُّنْيَا وضَجَّتِهَا ـ ما بينَ فَوْضَى وأهوالٍ وأخْطَارِ

52- وجدتُ (لاتْحَزَنَ) المشْهُوْرَ آنَسَنِي ـ كأنَّهُ تُحْفَةٌ في كَفِّ عَطَّارِ



في الختام أسال الله لي و لكم الفائدة , ولا تنسوني من صالح دعائكم .

في امان الله .