بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على سول الله، وعلى آل رسول الله إلى يوم الدين، وبعد:
الكتابة عن الكتب من الأشياء المحيرة لاختلاف وجهات النظر، والأذواق في ذلك، فالكتاب الذي يعجب قارئاً، لا يعجب الآخر، بل القارئ نفسه، يعجب بكتاب، وبمؤلف، ويجمع جميع كتبه، ثم مع الزمن، إذا به يعافه، ويراه هزيلاً، ويرمي به في درج النسيان، لتملأه أتربة الأفكار المتحولة... والله المستعان.
لم أجد كتاباً أجمع العقلاء على قبول كل مافيه، إلا القرآن الكريم(ذلك الكتاب لاريب فيه)..فلذلك كل كتاب تجد اسمه مكتوباً هنا..أو ينصحك به شخص آخر فهو دائر بين الخطأ والصواب، ولكن نختار ما كثر صوابه على خطأه وذلك مبلغنا من العلم، والخطأ وارد، والزلل موجود، والعفو من شيم النبلاء..
من الأشياء الجميلة في مدينتنا وجود شباب قراء من الطراز الأول، وقد استفدت منهم كثيراً، والذي يكتب في شيء لا يعني أنه أفضل من غيره فيه، إلا أنه فتح أبوابا رأى غيره المصلحة في إغلاقها، ولكل وجهة هو موليها..
-جمعت الكتب التي أعجبتني سواء في البداية، أو التي استمر إعجابي فيها، ولأن الناس من مشارب شتى فلعل الكتاب الذي يروق لشخص لا يروق لآخر..فالطبيعة البشرية قد تُوجه الشخص إلى كاتب يوافقه في بعض صفاته يلمسها في كلماته وهو يقرأ له، وهذه الصفات قد تنفر آخر من نفس الكتاب، ونفس الكاتب.
- كتابة اسم الكتاب دون بيان بعض الجوانب فيه، قد لا تقود محب القراءة إليه، فلذلك استحسنت أن أذكر بعض مزايا الكتب، وبعض الملاحظات إن وجدت، وهذا كله في نظري، فقد تلتقط عينك شيئا لا تلتقطه عين زميلك، وأنت وهو في مكان واحد، ووقت واحد، وفكر واحد.
- من الأشياء المؤسفة والتي تغضب أحياناً أن تشاور شخصاً في كتاب، فيمدحه، أو يذمه، وهو لم يقرأه، بل قلد غيره في الرأي، فتشتري الكتاب، ثم تجده يسبح في عالم الخرافات، أو تترك الكتاب الذي ذمه، وبعد زمن تجده عند شخص وتسترق النظرة وأختها، ثم تقترب من الكتاب خطوة، وأخرى، وتلتفت ذات اليمين، وذات الشمال، لعل أحدهم يراك، فتفتح الصفحة بحذر شديد خشية انفجار، أو لذعة نار، تقرأ ثم تقرأ، ثم تخرج من العالم ممن حولك، لا زمان، لا مكان، لا بر، لا جو، لست بمستيقظ، ولا نائم، ولكن في بحور الحب هائم، ما هذا الكلام،أأضغاث أحلام، أم فيض من الرحمن؟؟ ألا ليت الذام يقرأ قبل الكلام، أو فليترك القوس لباريها، والفلك لمجريها..
لذلك لن أكتب إلا عن كتاب قرأتُه، مع وجود كتب كثيرة أجمل من الكتب التي قرأتُها..حتى لا أقع فيما حذرتُ منه.
والآن مع الكتب:
القرآن وعلومه:
-تكوين ملكة التفسير، لحاتم العوني
ذكر الشيخ في هذا الكتاب ست خطوات للتفسير، أ-التزود من العلوم الضرورية لعلم التفسير، ب-اختيار آيات للتفسير بشرط ألا يكون قرأ تفسيرها سابقاً، ت- فهم الآية بنفسه وبجهده الذاتي،ث-السعي إلى التفسير اللغوي للآية،ج-تفسير الآية بالمنقول،ح-الرجوع إلى كلام أئمة التفسير.
-المقدمات الأساسية في علوم القرآن، عبدالله يوسف الجديع
هذا الكتاب يكفي في علوم القرآن فهو جامع مانع، وتكراره مفيد، تكلم فيه عن نزول القرآن كيفيته، وأسبابه،ومعرفة المكي والمدني،وحفظ القرآن وأسباب النزول،وترتيب السور،والرسم العثماني،والقراءات، وأئمة القراء،والنسخ،وأنواعه،وتفسير القرآن، ونقد مناهجه،والمؤلفات فيه،وقواعد التفسير،وأحكام القرآن، وآداب القرآن..


حتى لا أطيــل ،أكمل غداً بإذن الله الكتب في علوم القرآن.