.
.
.


أجلس جنبها بعد أن أقبل جبينها وكفها ... عينيها شاخصتين .. ونصفها الأيمن لا يتحرك ..
أقترب وأكلمها ..
" يمه " ..
فلا ترد ..
فتضل ساكتة شاخصة لا تتحرك .. هي لا تستطيع الكلام .. فحرارة تصيب جسد أحدنا تؤثر على دماغه فيغمى عليه .. كيف بورم أصاب دماغها وأنتشر .. ؟!

" يمه " ..

فلا ترد ..

سألت أختي هل تتوقعين أنها تعرفني ؟!
قالت : ربما !
قلت : والله إذا كانت الناقة تجهل ما أنجبت فأمي تجهلني .. !

كنت تعودت منذ صغري .. آتي فأضع رأسي على فخذها .. فتضع يدها على رأسي وتحرك فقط أطراف أصابعها .. ببطىء .. كأنها تحك فروة رأسي حك خفيف ببصماتها , وتداعب شعري ..

الآن ..
لا تدري بما حولها .. وبالكاد تتحرك يدها اليسار .. وتتغذى بأنبوبة بلاستيكية من أنفها , ونصف شعرها محلوق من الخلف , وباقي شعرها بين الأبيض والأشقر المبيضّ والأسود ! , وجمجمتها مفتوحة قبل شهر !

إقتربت منها .. وأخي ينظر .. فوضعت رأسي على صدرها .. فبدأت يدها اليسرى ترتعش ثم تتحرك .. ببطىء ورعشة وثقل .. !
تقترب .. وأنا أنظر .. فأغمضت عيني بهدوء ..
أحس بكمها الذي أصبح واسعا ً إقترب ولامس جبيني ..
بدأت أحس بدفء يدها على رأسي كأنها بذلت أقصى طاقتها لتصل لهذا المكان الذي تعرفه جيدا .. أحس بأطراف أصابعها تتحرك وببطىء على رأسي .. كأن شيئا ً لم يكن !!
صاح أخي .. لااااااااااااااااا إله إلا الله ..
فنزلت دمعتي على صدرها ..

اللهم أشفها فإن الطب عجز وأنت لا تعجز ..

أرد عنها الدعاء الذي دامت تردده في أواخر إدراكها ..

( ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين .. )

.
.
.