- كان لسيدنا أبي بكر رضي الله عنه قريب فقير اسمه مسطح، وكان ينفق عليه أبو بكر لفقره ولقرابته منه.
- ثم ثارت في المدينة حادثة الإفك على سيدتنا عائشة رضي الله عنها، وتكلم فيها من تكلم وخاض فيها من خاض، وكان من ضمن من خاض في ذلك وتكلم عليها مسطح.
- أبو بكر بشر ومن حقه أن يغضب خاصة في موضوع كهذا يمس العرض، ولأحب إنسانه عنده، ولفلذة كبده التي رباها على يديه، فقال: "والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة".
- أنزل الله آيات بهذا الشأن، قال الله تعالى:
"ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم"
- الله تعالى أثنى على سيدنا أبي بكر، وذكره بالجميل السابق قال:" أولوا الفضل منكم والسعة"، ولم يعاتبه، على ذلك لأن هذه طبيعة بشرية، ومن حق الشخص أن يغضب على التهمة التي وجهت له ولبيته.
- مع أن مسطح قال قولا عظيما وأذنب ذنبا كبيرا إلا أن الله أيضا ذكر الجوانب الجميلة فيه، قال:" والمهاجرين في سبيل الله".
- وأيضا بين جوانب ترقق قلب أبي بكر على قريبه،قال:" أولي القربى والمساكين".
- وحث الله أبا بكر على العفو والصفح، وبين أن جزائه من جنس عمله وهو أن الله يغفر له، قال:"وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم"
- ما كان من أبي بكر إلا أن استجاب قائلا:" بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه وقال والله لا أنزعها منه أبدا.
- مع العلم أن أبا بكر لم يكن ملزما بدفع الصدقة إلى قريبة، وأيضا لم يقم بالاعتداء عليه وضربه، فقط قطع أمرا هو محسن فيه، إلا أن الله مع ذلك يريد أن يسود بين المسلمين العفو والصفح حتى مع من يخطئ علينا خطأ عظيما، وليس فقط أن نعفو ونصفح بل نستمر في الإحسان فيما بيننا.
- العفو من الأشياء الصعبة أحيانا خاصة على شخص تحسن له الدهر ثم يخطئ عليك خطأ كبيرا، ولكن جزاء مجاهدة النفس على العفو والصفح أن يغفر الله لك، فأنت تتعامل مع الله.
طهر قلبك، سامح من أخطأ في حقك، استمر في إحسانك، الدنيا قصيرة لا تقطعها وأنت تخاصم، تذكر أنك تتعامل مع الله "وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم"
ملأ لله قلوبكم بالسكينة والرضا..