رحلت قبل يومين خالة أبي رحمهما الله رحمة واسعة وكنا ندعوها (خالتي نشمية) ...
نشأنا على حبها ونعمنا بحنانها وعطفها وكانت أسعد الأوقات عندما نزورها او تزورنا ...
دائماً تستقبلنا بإبتسامتها ورحابة صدرها وهداياها والتي رغم بساطتها الا انها لا تُقدر بثمن ...
كبرنا فزاد تعلقنا بهذه الخالة والأم في نفس الوقت ...
وعندما سكنت في العويقيلة فكانت اول من نتشرف بالسلام عليها ...
كان والدي رحمه الله يُكرمها كثيراً ويؤنسها ويُدخل السرور على قلبها وحاولت أن أملأ مكانه بعد رحيله ...

زارتنا بعد وفاة ابي وسلمت عليها وبعد ان همت بالذهاب اخبرتها بأن لدينا مناسبة لرجل عزيز وقد دعوت لها فقالت: ومن هو هذا الرجل ؟! قلت: أنتِ ...
فإبتسمت رحمها الله وقالت: دع المناسبة لرجل يستحقها ...
قلت: لن يستحقها أحد أكثر منكِ ...
كان ذلك من أجل إسعاد هذه المرأة الطيبة وإكراماً لها وعرفاناً وإمتناناً بما كانت تصنعه لنا عندما كنا صغاراً ...

مرضت في السنوات الأخيرة وبدأت صحتها في التدهور ولا تشعر بكثير ممن حولها ...
زرتها قبل سفري الى بريطانيا وعندما سلمت عليها سألوها: اتعرفين هذا الرجل ؟!
فأومأت برأسها نعم قالوا: من هو ؟! قالت: عبدالله النافع فشعرت بعدها بفرحة غامرة ان لي مكان في قلب سيدتي وحبيبتي ...

اللهم يا رحمن يا رحيم اسألك بإسمك العظيم أن تغفر لها وتتجاوز عنها وأن تُعيذها من النار وأن تُسكنها الفردوس الأعلى من الجنة هي ووالداي وأهلي وان تجمعنا تحت رحمتك وجميع المسلمين ...
انا لله وانا اليه راجعون ...
لا حول ولا قوة الا بالله ...
اللهم اجرني في مصيبتي خيراً وعوضني خيراً منها ...

عتاب لأحبتي:
هل تموت خالتي نشمية وانا آخر من يعلم ؟!